سواليف كورونا
عمان جو- كورونا تدخل عامها الثاني. الحديث عن تعافي العالم، وما بعد كورونا يبدو انه سيتاخر بعض الوقت. وبقدر ما كان اكتشاف اللقاح وبدء شركات الادوية العالمية بتصنيعه بادرة امل لانقاذ البشرية من الوباء، الا ان سياسة الدول المصنعة وشركات الادوية في عمليات التوزيع اعادت العالم لمربع الاحتكارات الكبرى بالاقتصاد والسوق، وهي احتكارات طبيعية في اقتصاد عالمي راسمالي لا يؤمن بالعدالة والتنافس.
على شاشات التلفزيون والصحف ووسائل الاعلام يكاد الانسان يتحول الى رقم كوروني في معرض ضحايا الفايروس اليومي من مصابين وموتى،وضحايا لانهيار وتدهور ورادءة في النظام الصحي، والناس يموتون على ابواب المستشفيات، ويقتل احلامهم في الحياة جشع شركات ادوية ومستشفيات خاصة.
في زمن كورونا تعريفات صحية ووبائية تكاد تنزع عن المواطن صفته ومرجعياته القانونية والسياسية، والمفهوم الارحب للمواطنة. وتتلاشى تعريفات كثيرة، وتستقر مواطنة كورونا.
ومن التعريفات الدخيلة بفعل كورونا، اصبح المواطن يسال مكورن ام لا ؟ والمصاب ينعت بمكورن، والمكورن يحجر، والحجر الصحي من المفردات الجديدة التي جلبها الفايروس، وتاريخ الاردن المعاصر لم يسجل في الارشيف الصحي سياسة او قرار حجر صحي رغم ان بلادنا اصابها اوبئة كثيرة في حقب سابقة.
وحظر الجمعة، وكم كان مثار جدل حول عودته والغائه ووقف تطبيقه والجدوى من تطبيقه. فالمواطن يوم الجمعة اما محظور من التنقل والحركة او حاصل على تصريح حركة جزئي وكلي صادر عن مركز الازمات او وزارة الداخلية.
الحظر الشامل والحظر الجزئي، وساعات الحظر الليلي، والاغلاق الجزئي والكلي. فهذه المفردات اكثر ما نسمعها يوميا في الاخبار وتعليقات المسؤولين والخبراء والمحللين والمواطنين عبر السوشل ميديا وغيرها.
مخالفة اوامر الدفاع، ويندرج تحتها عدم ارتداء الكمامة والتجوال خارج ساعات رفع الحظر، وعدم التزام بالتباعد، واقامة تجمهر وتجمعات لاعداد تزيد عن المسموح بها من الحاكم الاداري.
وتروح على المحكمة والمحافظة والمتصرفية والمركز الامني مواطنين يصطفون بطوابير، والتهمة مخالفة اوامر الدفاع. واحيانا يفرض الحاكم الاداري عقوبة ادارية مغلظة على مكرري المخالفات وما اكثرهم. صديق لي حبس حوالي اسبوع، والجرم تكرار مخالفة اوامر الدفاع.
المواطن الصالح لو بحثنا عنه في زمن كورونا، وبالمعنى الصحي، فهو الملتزم بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي، وعلبة التعقيم في جيبه وسيارته وامام مكتبه، ويعود الى بيته قبل بدء فترة الحظر الليلي، ولا يخرج يوم الجمعة ويخالف اوامر الدفاع، وفي ايام الجمع التي سمح بها باقامة الصلاة في لمساجد يذهب مشيا على الاقدام.
وفي حقل السياسة، فالوباء تدخل في الانتخابات النيابية. وساد جدل حول مشاركة مصابي كورونا بالاقتراع، وراينا المظهر الصحي جليا في تفاصيل عملية الاقتراع، التعقيم والتباعد وغير ذلك. واصطلح على 2020 انتخابات كورونا ونواب كورونا.
وفي حقل الاقتصاد، زحفت مصطلحات اقتصاد كورونا، واحتكار كورونا، وفقراء كورونا، وعدالة كورونا، وعدالة لقاح كورونا، وامبرالية اللقاح، وعولمة كورونا. و توصفيات كثيرة لما فاض عن الفايروس ولقاحه من حديث عارم عن المساواة ومنطق التقسيم الطبقي والجغرافي والاجتماعي والكوني غيرعادل للقاح وتداعيات الفايروس.
وفي باب موازٍ انتجت كورونا خبراء محترفين وهواة. اطباء اول مرة نسمع باسمائهم تصدروا المشهد، ونصبهم الفراغ العلمي والعقلاني بمشايخ ومطلقي فتاوي كورونا، و اغرقوا مسامعنا حديثا خياليا واسطوريا وشعبويا عن الفايروس المجهول. كورونا نحنت كثير من المصطلحات والتعريفات الجديدة للانسان والمجتمع والاقتصاد والسياسة في زمن الوباء.
تعريفات ثورية.. كورونا وما بعد كورونا، ونهاية كورونا، وحتمية كورونا، وعولمة الوباء. نسي العالم اصطلاحات ادبيات الليبرالية والنيوليبرالية والاشتراكية الجديدة، راسمالية الاطراف، والعولمة وما بعد العولمة، حقوق الانسان والديمقراطية والتحول الديمقراطي، وربيع الديمقراطيات الجديدة، والنظرية الترامبية في « الهويات المغلقة والاقتصاد المغلق «.
من يتذكر كيف كنا نفكر وماذا نقول قبل كورونا ؟ فيعرف كم ان الفايروس قبل ان يدخل في اجسادنا اقتحم وعشعش في كل تفاصيل يومياتنا. وما يشبه «ثورة وباء» هزت رقاع الكرة الارضية والبشرية، واسطورة الحياة انحصرت قيمها ما بين عدمية وعبثية كورونا.
على شاشات التلفزيون والصحف ووسائل الاعلام يكاد الانسان يتحول الى رقم كوروني في معرض ضحايا الفايروس اليومي من مصابين وموتى،وضحايا لانهيار وتدهور ورادءة في النظام الصحي، والناس يموتون على ابواب المستشفيات، ويقتل احلامهم في الحياة جشع شركات ادوية ومستشفيات خاصة.
في زمن كورونا تعريفات صحية ووبائية تكاد تنزع عن المواطن صفته ومرجعياته القانونية والسياسية، والمفهوم الارحب للمواطنة. وتتلاشى تعريفات كثيرة، وتستقر مواطنة كورونا.
ومن التعريفات الدخيلة بفعل كورونا، اصبح المواطن يسال مكورن ام لا ؟ والمصاب ينعت بمكورن، والمكورن يحجر، والحجر الصحي من المفردات الجديدة التي جلبها الفايروس، وتاريخ الاردن المعاصر لم يسجل في الارشيف الصحي سياسة او قرار حجر صحي رغم ان بلادنا اصابها اوبئة كثيرة في حقب سابقة.
وحظر الجمعة، وكم كان مثار جدل حول عودته والغائه ووقف تطبيقه والجدوى من تطبيقه. فالمواطن يوم الجمعة اما محظور من التنقل والحركة او حاصل على تصريح حركة جزئي وكلي صادر عن مركز الازمات او وزارة الداخلية.
الحظر الشامل والحظر الجزئي، وساعات الحظر الليلي، والاغلاق الجزئي والكلي. فهذه المفردات اكثر ما نسمعها يوميا في الاخبار وتعليقات المسؤولين والخبراء والمحللين والمواطنين عبر السوشل ميديا وغيرها.
مخالفة اوامر الدفاع، ويندرج تحتها عدم ارتداء الكمامة والتجوال خارج ساعات رفع الحظر، وعدم التزام بالتباعد، واقامة تجمهر وتجمعات لاعداد تزيد عن المسموح بها من الحاكم الاداري.
وتروح على المحكمة والمحافظة والمتصرفية والمركز الامني مواطنين يصطفون بطوابير، والتهمة مخالفة اوامر الدفاع. واحيانا يفرض الحاكم الاداري عقوبة ادارية مغلظة على مكرري المخالفات وما اكثرهم. صديق لي حبس حوالي اسبوع، والجرم تكرار مخالفة اوامر الدفاع.
المواطن الصالح لو بحثنا عنه في زمن كورونا، وبالمعنى الصحي، فهو الملتزم بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي، وعلبة التعقيم في جيبه وسيارته وامام مكتبه، ويعود الى بيته قبل بدء فترة الحظر الليلي، ولا يخرج يوم الجمعة ويخالف اوامر الدفاع، وفي ايام الجمع التي سمح بها باقامة الصلاة في لمساجد يذهب مشيا على الاقدام.
وفي حقل السياسة، فالوباء تدخل في الانتخابات النيابية. وساد جدل حول مشاركة مصابي كورونا بالاقتراع، وراينا المظهر الصحي جليا في تفاصيل عملية الاقتراع، التعقيم والتباعد وغير ذلك. واصطلح على 2020 انتخابات كورونا ونواب كورونا.
وفي حقل الاقتصاد، زحفت مصطلحات اقتصاد كورونا، واحتكار كورونا، وفقراء كورونا، وعدالة كورونا، وعدالة لقاح كورونا، وامبرالية اللقاح، وعولمة كورونا. و توصفيات كثيرة لما فاض عن الفايروس ولقاحه من حديث عارم عن المساواة ومنطق التقسيم الطبقي والجغرافي والاجتماعي والكوني غيرعادل للقاح وتداعيات الفايروس.
وفي باب موازٍ انتجت كورونا خبراء محترفين وهواة. اطباء اول مرة نسمع باسمائهم تصدروا المشهد، ونصبهم الفراغ العلمي والعقلاني بمشايخ ومطلقي فتاوي كورونا، و اغرقوا مسامعنا حديثا خياليا واسطوريا وشعبويا عن الفايروس المجهول. كورونا نحنت كثير من المصطلحات والتعريفات الجديدة للانسان والمجتمع والاقتصاد والسياسة في زمن الوباء.
تعريفات ثورية.. كورونا وما بعد كورونا، ونهاية كورونا، وحتمية كورونا، وعولمة الوباء. نسي العالم اصطلاحات ادبيات الليبرالية والنيوليبرالية والاشتراكية الجديدة، راسمالية الاطراف، والعولمة وما بعد العولمة، حقوق الانسان والديمقراطية والتحول الديمقراطي، وربيع الديمقراطيات الجديدة، والنظرية الترامبية في « الهويات المغلقة والاقتصاد المغلق «.
من يتذكر كيف كنا نفكر وماذا نقول قبل كورونا ؟ فيعرف كم ان الفايروس قبل ان يدخل في اجسادنا اقتحم وعشعش في كل تفاصيل يومياتنا. وما يشبه «ثورة وباء» هزت رقاع الكرة الارضية والبشرية، واسطورة الحياة انحصرت قيمها ما بين عدمية وعبثية كورونا.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات