إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

قراءة عميقة في مضامين رسالة الملك للمخابرات العامة


عمان جو - الامين ابو هزيم

للوهلة الأولى تبدوا الرسالة الملكية التي وجهها جلالة الملك عبدالله الثاني الى مدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني يكتنفها بعض الغموض وهو الأمر الذي دفع الدوائر السياسية والإعلامية والكثير من المحللين الى الذهاب بعيدا والى حد الشطط لدرجة أنهم توقعوا أن جلالة الملك غير راض عن أداء المخابرات العامة وأن هذه الرسالة حسب أصحاب هذا الرأي توطئة أو تُمهد لإلغاء دورها السياسي أو تحجيمها وهو رأي لاينم عن فطنة وبُعد نظر ومعرفة ودراية بمكانة جهاز المخابرات العامة والدور الذي تؤديه منذ تأسيس الدولة الأردنية ولغاية هذه اللحظة ولو كان جلالته غير راض أو ماشابه ذلك فهو لايوجه رسالة فعدم الرضى يخضع لبروتوكولات ملكية ومخاطبات داخلية ولايحتاج لرسالة ملكية علنية يطلع عليها الرأي العام لذلك فمثل هذا الرأي لامكان له ولايحمل أي درجة من درجات الدقة

أما أصحاب الرأي الثاني فقد ذهبوا الى القول أن الرسالة الملكية هي بمثابة رسالة للإدارة الأمريكية الجديدة حيال الإصلاحات السياسية الداخلية في الأردن وأن هذه الإصلاحات تنبع من إرادة داخلية حقيقية في المضي في قطار الإصلاح
مثل هذا الرأي هو خيالي فمسيرة الإصلاح في الأردن مستمرة ولاتخضع لأي ضغوط أو لأي تغييرات خارجية وغير مرتبطة بالإنتخابات الأمريكية وبمن يفوز بهذه الإنتخابات فلارجعة عن مسيرة الإصلاح وقد عبر الملك عبدالله الثاني عن ذلك منذ فترة طويلة والأردن دولة مؤسسات ودولة مستقرة سياسيا وأمنيا ولايحتاج الملك لتوجيه رسائل بهذا الخصوص لا للإدارة الأمريكية ولا لأي دولة في العالم لذلك نرى أن أصحاب هذا الرأي الثاني لم يصيبوا كما يقولون كبد الحقيقة ورأيهم مجرد إجتهاد شخصي ومجرد وجهات نظر
وعلى ضوء ماذكرته سابقا فليس ثمة جدل يُذكر حول المعنى والمضامين الحقيقية للرسالة الملكية السامية سوى القول أنها رسالة شكر حقيقية للدور الذي أدته دائرة المخابرات العامة ومازالت تؤديه خلال الفترة العصيبة التي مر بها الأردن ومازال يعاني منها ونقصد بالأوقات العصيبة التغيرات التي عصفت بمنطقة الشرق الأوسط والمتمثلة بالحروب التي تمخضت عن سقوط الكثير من الأنظمة السياسية والآثار التي نجمت عن هذه التغيرات أو الحروب في حين أن الأردن وهذه شهادة نعتز بها من الدول المتماسكة والمستقرة أمنيا وسياسيا وهذا يعود لأكثر من سبب أهمها النظام الهاشمي الذي يحظى بالقبول والرضى على نطاق شعبي واسع وقدرة هذا النظام على الصمود والتماسك حيال أي تغييرات خارجية أو داخلية وقدرة جهاز المخابرات العامة ومرونته في التعامل مع أي طارئ على هذا الصعيد وعلى أي صعيد آخر فقد كان للمخابرات العامة دور أساسي في الحفاظ على الأمن الوطني ومجابهة المنظمات الإرهابية عبر وسائلها الإستخبارية فجنبت الوطن الكثير من الويلات فهم فرسان الحق كما وصفهم جلالته والرجال اللذين يذودون عن حمى الوطن يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل أن تبقى الراية الهاشمية خفاقة

مثل هذا الأمر ينطبق على الداخل الأردني والمتمثل بالعديد من التحديات ومنها جائحة كورونا والآثار الإقتصادية الناجمة عنها وتحديات الإستثمارومكافحة الفساد ودور المؤسسات المعنية التي كانت في مرحلة النضج وقد سدت دائرة المخابرات العامة الفراغ اللذي نجم عن مثل ذلك الأمر وحملت عبئا كبيرا ونجحت في القيام بالدور المطلوب منها وهذا لايعني بأي حال أن المؤسسات المعنية لم تقم بدورها أو أن المخابرات حملت العبئ كاملا فضلا عن أنه ليس من صميم عملها ولكنها كانت خير سند إنطلاقا من رسالتها ونهجها مؤكدين إعتزازنا بكل فرد في مديرية المخابرات العامة وتقديرنا للجهد الذي يبذله مدير المخابرات اللواء أحمد حسني




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :