إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

يوم المرأة ..


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - قضية المرأة وتحريرها سياسية نضالية، ولا تقل قدرا عن قضايا التحرر الوطني والعدالة الاجتماعية والحكم الرشيد والديمقراطية والحرية والمساواة.

التيارات السياسية العربية من اليمين الديني « الاسلام السياسي « والليبرالي واليساري الاشتراكي والماركسي، والاجتماعي الجديد اهملت قضية المرأة، واحتقرتها.

المرأة العربية تتعرض لتهميش مبرمج ومقصود. وقد اعجبني تعليق لصديق على اذاعة مونت كارلو يقول : ان النهضة العربية الحديثة معطوبة وعاجلة حضاريا لانها همشت قضية المراة، والاخيرة في باروميتير النهوض الحضاري.

عداء المرأة مستحكم وتهميش قضيتها وتحررها ساكن في لاوعي العقل السياسي العربي بشقيه اليمين واليساري والمحافظ والليبرالي والاسلام السياسي. واذا هززت غربال الاسلامي والليبرالي فكلاهما يتفقان ويتقطعان في موقهما من قضية المرأة.

طبعا، الكتابة عن قضية المرأة في بيومها العام نوع من التمييز ضد المرأة. المرأة عنوان اكبر من يوم للاحتفال به. المرأة قوة الحياة وروحها، والمرأة قوة التقدم الحضاري والاصلاح والتغيير، ولا تتقدم وتتطور يبدا من المرأة.

النضال النسوي متعطل. وثمة قوى سياسية وثقافية تقود قضية المرأة على الكتالوغ الامريكي. انفتاح وتحرر زائف، وتفيكك لقيم واصول ومباديء اجتماعية واسرية بذريعة الانفتاح والتحرر على الطريقة والنسخة الامريكية المصدرة لدول العالم الثالث.

المراة ليست عورة وعيبا وذنبا وعقدة اجتماعية. وقضيتها قطعة قماش وسترة ترتدي على الراس وتغطي الجسد. تيارات سياسية وظفوا خطاب الحشمة والعار، وربطوا مفهوم ومعيار الاخلاق الاجتماعي بملابس المرأة.

قولبت قضية المراة، ليكون الحجاب هو عنوان الايمان والكفر والالحاد. وطبعا، ليس هذا الاسلام الحضاري، اسلام ابن رشد واسلام الاندلس وبغداد ودمشق، انما اسلام وليد لمرجعيات وهابية وسلفية متطرفة اوقفت الاجتهاد النصي، وضيقت على المرأة ووضعتها في خانة العورة وحشمة الملابس، وتسمعون كل يوم فتوى من مشايخ الفضائيات العربية عن المرأة والحلال والحرام.

لعبة سياسية اجهضت النهضة العربية. وقابلها ايضا ما ساقته تيارات وقوى سياسية ومجتمعية ليبرالية حصرت قضية المرأة وحداثة المجتمع بارتداء الموضة الغربية وتقليد الاجانب، وحرية المرأة على مقاس اوروبي وامريكي.

على اختلاف المرجعيات الدينية والليبرالية فان الصراع على ملابس المرأة وجسدها، واختزال قضية المرأة بعظمة وجلال قدرها حضاريا في تلك العناوين، واجبار المجتمع لينصاع تحت سلطتها وسطوتها، وينظر الى المرأة وقضيتها من زوايا هذا المخيال الديني والفكري.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :