نعم لاسقاط العام الدراسي !.
عمان جو - لماذا لا يسقط العام الدراسي سؤال استنكاري طرحه وزير الصحة السابق وعضو لجنة الاوبئة الدكتور سعد الخرابشة ونشرته «الدستور» معلقا على تصريح صحفي منسوب لامين عام وزارة التربية يقول : «ان نحو مئة الف طالب لم ينخرطوا في التعليم عن بعد».
من وصول كورونا للاردن و انا اتابع تعليقات الوزير السابق الخرابشة. صراحة الرجل شديد الحكمة و الاستشراف وقلبه على البلد و الناس .. في الوباء و السياسة الصحية و ملف اللقاحات و ادارة ازمة كورونا، و ما يطرح من تعليقات في الشأن العام.
من شهور و انا اتابع ايضا التعليم عن بعد، و استغل اية فرصة بلقاء طلاب مدارس وجامعات واولياء امور و مدرسين و اكاديميين، و اسأل عن التعليم عن بعد، من باب استطلاع ورصد اتجاهات الرأي العام و الشرائح المستهدفة.
فماذا سمعت؟ مناطق كثيرة في الجنوب بلا كهرباء وانترنت . و اولياء امور عاجزون عن تامين خدمة الانترنت و اللاب توب واكسسوارات التعليم عن بعد، و الاف من الطلاب لا يعرفون استعمال الحاسوب، فما بالكم بالدخول الى تطبيقات التعليم عن بعد و استخدامها كوسيلة للتعلم عن بعد.
ولربما ما لا يعلمه رئيس الحكومة و وزير التربية و التعليم ان امهات وابناء قدموا الامتحانات نيابة عن ابنائهم، اضافة الى ان طلابا ميسورين يستعينون بمدرسين خصوصيين لتقديم الامتحانات، وذلك مقابل المال.
وتسمع ان «المدرس الفلاني» اشتغل الفصل هذا بعشرة الاف دينار او اكثر. و ان الطالب الفلاني شاطر و قارئ درسه جيدا، و يقوم بتقديم الامتحانات نيابية عن زملائه مقابل هدايا و مال ايضا، ومن باب احترام الصداقة و تبادل المعروف.
صراحة هناك حكايا كثيرة سمعتها اخجل من سردها هنا. سمعت كلاما ثقيلا و قاسيا ومحزنا ومقلقا عن مستقبل جيل واعد و وواثب، و عن ازمة التعليم في الاردن، وما قد وصل اليه من رادءة وانحدار و افلاس.
وبالمناسبة .. ارجوكم لا تصدقوا ما تسمعون عن حتمية التحول الى تعليم « اون لاين « ، وان التطور التكنولوجي و الرقمي يفرض تغيير الانماط و الاشكال التعليمية اسوة بدول العالم المتقدم.
لا مجال في التعليم للمناورة والتجريب، و ان كان كما قالوا الفاس قد وقع بالراس . ولكن لربما فرصة التقييم مازالت واردة ومتاحة، ولا مانع من اسقاط السنة الدراسية، و نزع كوابيسها و امراضها اللعينة من عقول واذهان و خيال الطلاب.
ازمة التعليم معقدة و مركبة وعابرة للحكومات . وما لا يقبل ان التعليم قبل كورونا مأزوم و يواجه تحديات كبرى، على صعيد تقيم الطلبة و المستوى التعليمي و العلمي والمعرفي و صقل شخصية الطلاب.
وما عاد يقبل حتما السكوت على جريمة التعليم. نعم ان كورونا هتكت بالصحة العامة، وان الوباء حصد ارواحا كثيرة، ودمر الاقتصاد و لعن الحياة، وعطل الشغل، وافرز امراضا اجتماعية غير محصورة، ولكن لا يعني ذلك ان نسمح بتدمير الاجيال الصاعدة و الواعدة.
تصوروا انه بعد عامين اواكثر سنكون امام جيل لا يعرف القراءة والكتابة، وجيل جاهل وامي. جيل كورونا مريض و فقير وجاهل. ولربما اخطر من ذلك ان كورونا انتجت فرزا طبقيا جشعا في الحاجات والضرورات البيولوجية والانسانية .. الطبابة و العلاج لمن يملك المال، و التعليم لمن يملك المال، و الحياة لمن يملك المال، والموت والتشرد و الجهل و الضياع للفقراء الجدد والقدماء.
الجهل العن من كورونا. و من لا يفكر بالمستقبل يخسر الراهن والماضي. و اذا ما رجعنا وقيمنا حسابات التعليم عن بعد بدقة موضوعية وصدقية، فاننا سنكون شركاء في الجريمة و نسهم في توطين واستيطان الجهل والتضليل في المجتمع.
من وصول كورونا للاردن و انا اتابع تعليقات الوزير السابق الخرابشة. صراحة الرجل شديد الحكمة و الاستشراف وقلبه على البلد و الناس .. في الوباء و السياسة الصحية و ملف اللقاحات و ادارة ازمة كورونا، و ما يطرح من تعليقات في الشأن العام.
من شهور و انا اتابع ايضا التعليم عن بعد، و استغل اية فرصة بلقاء طلاب مدارس وجامعات واولياء امور و مدرسين و اكاديميين، و اسأل عن التعليم عن بعد، من باب استطلاع ورصد اتجاهات الرأي العام و الشرائح المستهدفة.
فماذا سمعت؟ مناطق كثيرة في الجنوب بلا كهرباء وانترنت . و اولياء امور عاجزون عن تامين خدمة الانترنت و اللاب توب واكسسوارات التعليم عن بعد، و الاف من الطلاب لا يعرفون استعمال الحاسوب، فما بالكم بالدخول الى تطبيقات التعليم عن بعد و استخدامها كوسيلة للتعلم عن بعد.
ولربما ما لا يعلمه رئيس الحكومة و وزير التربية و التعليم ان امهات وابناء قدموا الامتحانات نيابة عن ابنائهم، اضافة الى ان طلابا ميسورين يستعينون بمدرسين خصوصيين لتقديم الامتحانات، وذلك مقابل المال.
وتسمع ان «المدرس الفلاني» اشتغل الفصل هذا بعشرة الاف دينار او اكثر. و ان الطالب الفلاني شاطر و قارئ درسه جيدا، و يقوم بتقديم الامتحانات نيابية عن زملائه مقابل هدايا و مال ايضا، ومن باب احترام الصداقة و تبادل المعروف.
صراحة هناك حكايا كثيرة سمعتها اخجل من سردها هنا. سمعت كلاما ثقيلا و قاسيا ومحزنا ومقلقا عن مستقبل جيل واعد و وواثب، و عن ازمة التعليم في الاردن، وما قد وصل اليه من رادءة وانحدار و افلاس.
وبالمناسبة .. ارجوكم لا تصدقوا ما تسمعون عن حتمية التحول الى تعليم « اون لاين « ، وان التطور التكنولوجي و الرقمي يفرض تغيير الانماط و الاشكال التعليمية اسوة بدول العالم المتقدم.
لا مجال في التعليم للمناورة والتجريب، و ان كان كما قالوا الفاس قد وقع بالراس . ولكن لربما فرصة التقييم مازالت واردة ومتاحة، ولا مانع من اسقاط السنة الدراسية، و نزع كوابيسها و امراضها اللعينة من عقول واذهان و خيال الطلاب.
ازمة التعليم معقدة و مركبة وعابرة للحكومات . وما لا يقبل ان التعليم قبل كورونا مأزوم و يواجه تحديات كبرى، على صعيد تقيم الطلبة و المستوى التعليمي و العلمي والمعرفي و صقل شخصية الطلاب.
وما عاد يقبل حتما السكوت على جريمة التعليم. نعم ان كورونا هتكت بالصحة العامة، وان الوباء حصد ارواحا كثيرة، ودمر الاقتصاد و لعن الحياة، وعطل الشغل، وافرز امراضا اجتماعية غير محصورة، ولكن لا يعني ذلك ان نسمح بتدمير الاجيال الصاعدة و الواعدة.
تصوروا انه بعد عامين اواكثر سنكون امام جيل لا يعرف القراءة والكتابة، وجيل جاهل وامي. جيل كورونا مريض و فقير وجاهل. ولربما اخطر من ذلك ان كورونا انتجت فرزا طبقيا جشعا في الحاجات والضرورات البيولوجية والانسانية .. الطبابة و العلاج لمن يملك المال، و التعليم لمن يملك المال، و الحياة لمن يملك المال، والموت والتشرد و الجهل و الضياع للفقراء الجدد والقدماء.
الجهل العن من كورونا. و من لا يفكر بالمستقبل يخسر الراهن والماضي. و اذا ما رجعنا وقيمنا حسابات التعليم عن بعد بدقة موضوعية وصدقية، فاننا سنكون شركاء في الجريمة و نسهم في توطين واستيطان الجهل والتضليل في المجتمع.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات