إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

حرب غزة .. انتصار المقاومة و اندحار التطبيع


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - لعبة» شد الحبال « بين المقاومة و دولة الاحتلال افضت في اخر ربع ساعة من حرب غزة بالتوصل ل»شبه اتفاق» لوقف اطلاق النار بوساطة مصرية و قطرية . مارثون سياسي و دبلوماسي امتد لثلاثة ايام ، وما قد خلص اليه من «شبه اتفاق» ، و الاهم انه ليس شبيها لاتفاقي 2012 و 2014 وغيرهما .

اتفاق كتب بالنصر و حروف النار و الدم و البارود و صواريخ المقاومة التي دكت تل ابيب وما بعدها . وكما يبدو فان الاتفاق قائم على معادلة و شروط النصر

و القوة .. وكما يقول الزعيم الصيني ماو تشونغ : ان القوة لا تا?تي الا من فوهات المدافع و البواريد . الاتفاق يسقط باي لحظة اذا ما اسرائيل عادت لممارسة غطرستها و سياستها الاستيطانية التوسعية في القدس و الضفة الغربية .

قيادي في حركة حماس قال للوسطاء ا?ن المقاومة لن ترخي يدها عن الزناد . و هذا الموقف يحمل اشارات دالة و حية بشا?ن استراتجية المقاومة القتالية بخصوص القدس و الضفة الغربية ،وان قرار عودة المواجهات و القتال ضد العدو الصهيوني موضوع على طاولة المقاومة ينتظر اشارة و كبسة زر لاعادة الرعب و الخوف في سماء اسرائيل المحتلة .

حرب غزة دخلت اسبوعها الثاني .. والشهداء بلغوا الف شهيدا ، و خبر الشهادة لا يقفل من غزة ، و ما يجري هو اشبه بقتل جماعي . و المدينة تحولت الى مقبرة كبيرة ، الشهداء يدفنون في الطرقات و الشوارع و الحدائق .. و ماكينة الحرب الاسرائيلية المتوحشة لا تتوقف عن قتل وابادة الفلسطنيين في غزة . وكلما اغتالوا شهيدا فان صباحات غزة ولادة لابطال و مقاومين جدد .

ما بعد حرب غزة ، ثمة تاريخ عربي جديد . المقاومة احييت القضية الفسطينية و اخرجتها من غرف التبريد و عادت للتصدر واجهة الاولويات السياسية اقليميا

و ودوليا..وبشرت بولادة جيل خامس من مناضلي واحرار فلسطين ، وردمت الحرب الانقسام الفلسطيني بين الفصائل ، و كسر طوق النجاة في الالتئام الوطني ، و امتداد المقاومة لاراضي فلسطيني 48 المحتلة .

غزة درع القدس و حاميها .. والاداء العسكري المتفوق للمقاومة في حربها مع اسرائيل ، و تطور ادوات وقدرات الردع لدى فصائل المقاومة ، وحرب الصواريخ التي وصلت لما بعد «تل ابيب « سيثبت المقاومة كحركة لاعبة بارزة في ملفات رئيسية في القضية الفلسطينية و في مقدمتها القدس .. و كما ان المقاومة و انتفاضة المقدسيين وجهت ضاربة قاصمة لمحاولة اخراج القدس من اوراق القضية الفلسطينية ، وذلك وفقا لمفردات «صفقة القرن» الترامبية .

المقاومة ستخرج من حرب غزة بضخ مزيد من الدفء في العلاقات الاقليمية ، و ستعيد علاقتها الفاترة مع دول كثيرة في الاقليم ، وتصوب حماس و الجهاد الاسلامي علاقتها المختلة و المتوترة مع دول منها الاردن و مصر .

ثمة خاسرون بلا شك .. ومنهم رعاة السلام العربي الجديد ، و سقوط نظرية السلام و التطبيع مع اسرائيل . و حرب غزة ا?دخلت المطبعين العرب في حرج سياسي و شعبي . وسقطت ورقة التوت عن اتفاقات السلام الجديدة ، و تعرى مفهوم السلام العربي- الاسرائيلي برمته ، و ان المستفيد الوحيد هو اسرائيل لا غير ،و ان العرب قدموا السلام على طبق من ذهب لاسرائيل و بمواقف مجانية دون مقابل سياسي ، و اكثر ما استفادة اسرائيل التفرد بالفلسطنيين ، و عزل القضية الفلسطنية و نزعها من مجالها الحيوي العربي ، و اضافة الى الخدمات و الهدايا الاقتصادية والتجارية لمقدمة لاسرئيل باسم التطبيع و السلام .

ومن زاوية اخرى لا ار افتراضا منطقيا واقعيا للخوف من تنامي و عودة صعود « الاسلام السياسي» بعد حرب غزة . واي اطراف اقليمية تروج لهذا السيناريو الافتراضي اعتقد انها تسعى بالاول لانحراف المواجهة عن مسارها و تداعيات حرب غزة وما بعثت من رسائل و احييت روح جديدة في القضية الفلسطينية ، وذلك بمراعاة كل النتائج و الدروس الايجابية الناجمة عنها حرب غزة .

ومن الخاسرين ..اولئك من زفوا للشعوب العربية طبول السلام و التطبيع ، و اصدقاء امريكا و اسرائيل في بلادنا .. و هي نخبة متصهينة تحت غطاء الاصلاح و الديمقراطية وحقوق الانسان و الحريات و التعايش السلمي ، و الليبرالية بكل فنونها و الوانها وانواعها ومرجعياتها ، والحراك الملون .. ليبرالو دبابة الاحتلال الامريكي من زغردوا للاحتلال الامريكي للعراق ، و بشروا بسقوط دمشق و انهيارها سياسيا و تجزئة وتقسيم سورية .

السلطة الوطنية في رام الله و العالقة بين السو?ال عن ضرورة وجودها و استمرار وجودها .. والدور الوظيفي المحصور بالتنسيق الامني لا اقل و لااكثر .. والاردن في علاقته مع اسرائيل غير مستفيد اطلاقا ، و اتفاقية وادي عربة بحاجة حتمية الى مراجعة و اعادة تقييم وطني .

لربما ان حراك الشوارع العربية حمل رسالة بالغة الى الانظمة السياسية . و عكس ما يريد المواطنون ؟ و بعث صور حية لترسيم العلاقة بين الشعب والدولة .. وما هي مصلحة الشعوب ؟ هي اسئلة استباقية حاولت حراكات شعبية اردنية طرحها و تا?سيسها لتكون جوهر لتغييرات و تحولات سياسية جديدة ، ولكنها صدت و حوربت ،و منعت من التداول السياسي بحجة عدم الصلاحية و ان التوقيت غير مناسب .

امريكا و الشرق الاوسط و القضية الفلسطينية .. و يبدو ان بادين قد ادار ظهره للاقليم .. و في سياسة واشنطن بالتعامل مع «حرب غزة « ثمة غموض و بلبلة وتحول في رو?ية امريكا للاقليم وتحديدا القضية الفلسطينية .. و مبادرات وقف اطلاق النار جاءت من دول اوروبية المانيا و فرنسا رغم ضالة تا?ثير الاوربيين و قلة فعالية مواقفهم في القضية الفلسطينية . و لا اعتقد ان سياسة واشنطن منذ اندلاع حرب غزة ستتغير ، و ان بايدن سيولي اهتماما اكبر ليكون الراعي الاول لاي اتفاق و تسوية وهدنة لوقف اطلاق النار .

لغة و لهجات جديدة تسود الاقليم بعد حرب غزة .. لهجة للمحور الايراني الفرح بحرب غزة ، و يبشر بنصر عسكري للمقاومة يتقاطع مع مصالح ايران الضاغطة في الملف النووي واحياء مفاوضات فيينا و توقيع اتفاق نووي برعاية الدول الكبرى .. فهل سنشهد استدارات و انفكاكا في عقد العلاقات بين طهران ودول الاقليم «المحور المضاد « .ولا ننسى ان ثمة انفراجة في العلاقة الايرانية -السعودية ، و قد تنجر وراءها دول اخرى . دائما ثمة معطيات و متغيرات تجعل من قراءة ما يجري في الشرق الاوسط ليس هينا و لا سهلا ، وبقدر ما يحمل من مفاجآت .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :