إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الزيود : حيثما تكون مصلحة الناس فثم شرع الله


عمان جو -

أكد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي محمد الزيود أهمية الانتخابات النيابية المقبلة، وما قد تشكله هذه الانتخابات من فرصة للانتقال الى مرحلة جديدة والالتقاء على المصالح العليا لأبناء الوطن، في ظل ما يعيشه البلد من أزمات داخلية وتحديات خارجية، معتبراً أن مشاركة الحزب من خلال قوائم التحالف الوطني للاصلاح أعطى مساحة من الاهتمام الشعبي بالانتخابات.
واعتبر الزيود في حوار مع «السبيل» أن التحالف الوطني للإصلاح يشكل بداية لطريق ممنهج لتشكيل حالة وطنية جادة لاسيما في ظل التحديات التي يعاني منها المجتمع، مشيراً إلى أن الحزب سيمضي ضمن هذا التحالف لإيجاد حالة وطنية جامعة، أو جبهة وطنية يلتقي فيها الجميع على برنامج وطني، ومشاركة حقيقية في تحمل المسؤولية الوطنية.
وحذر الزيود من أي تلاعب بالانتخابات مشيراً إلى تراجع واضح في الإجراءات الرسمية والتي كثيراً ما تحدثت عن سلامة النهج الانتخابي، وضمان نزاهة الانتخابات، كما أشار إلى ما تعرض له مرشحو الحزب من تضييق ومنع عدد من قيادات الحزب من الترشح.
وحول الشأن الداخلي للحزب أكد الزيود استمرار الحزب في دراسة ومراجعة الأداء والانجاز والعمل على تطوير البناء الحزبي بما يتلاءم مع الواقع الذي يعيشه، بحيث تشمل الهيكلة المرتقبة للحزب كثيراً من القضايا المتعلقة بالسياسات والأهداف العامة والخاصة ومراجعة شاملة للقانون الأساسي للحزب.
كما اعتبر الزيود أن هناك حملة استهداف ممنهج وتلاعب واضح في المناهج الدراسية «بما يستهدف ديننا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الملتزمة بمعايير الفضيلة «معبراً عن أمله في أن يبادر من وصفهم بصناع القرار لوضع حد لذلك.
وفيما يلي نص الحوار :

'السبيل' : ما أهمية الانتخابات النيابية المقبلة ودورها في تغيير الواقع السياسي القائم وتعزيز الحياة الحزبية؟
- لقد عانى الأردن -ومنذ عام 1993 حيث تم اقرار قانون الصوت الواحد- من ترهل واضح في الأداء العام لمجلس النواب، ولم يستطع قانون الصوت الواحد المجزوء أن يقدم نموذجاً عملياً لخيارات الشعب الأردني، وفي ظل تجاوز القانون آنف الذكر ' شكلياً ' فان هناك رغبة أكيدة لدى كثير من أبناء الشعب الأردني في أن يكون لهذه الانتخابات دور مميز في الانتقال الى مرحلة جديدة في ظل ما يعيشه البلد من أزمات داخلية وفي مقدمتها الأزمة الاقتصادية، وفي ظل التحديات الخارجية الأمر الذي ساهم في اتخاذ قرار جريء من الحزب بالمشاركة السياسية رغم ما يعتري المشهد السياسي المحلي من محاولات للحد من أدوار فعّالة للأحزاب السياسية، حيث إن القانون الجديد لا يمهد لمشاركة حزبية فعّالة، ومع هذا كان قرارنا بالمشاركة انحيازاً للوطن ورسالة بأننا حريصون كل الحرص على بناء نموذج ديموقراطي يساهم في تعزيز الحياة السياسية بشكل عام والحزبية بشكل خاص.
'السبيل' : ما هو تقييمكم في حزب الجبهة لتجربة التحالف الوطني للإصلاح، وهل نجح في إيجاد حالة وطنية جديدة ؟
- لا شك أن الحياة السياسية في البلاد قد اعتراها الكثير من حالات التشويه وكان أداء المجلس النيابي الأردني في دورات سابقة على قدر من التواضع، بحيث كان هناك غياب واضح لمفهوم الكتل والبرامج، الأمر الذي أدى الى أن يكون الأداء بمجمله أداء فردياً.
ونحن هنا نرى أن من الضرورة بمكان الذهاب الى برنامج وطني شامل يحاكي كل قطاعات الشعب الأردني ويبرز قضايا الوطن الكبرى بشكل رئيس وفعّال، ونحن نرى أنه من خلال هذا الاطار الجديد ( التحالف الوطن للإصلاح ) نكون قد وضعنا أقدامنا على بداية طريق ممنهج لتشكيل حالة وطنية جادة لاسيما في ظل التحديات الكثيرة التي يعاني منها المجتمع.
'السبيل': ما هي نظرتكم للتحالف الوطني للإصلاح ما بعد الانتخابات وهل يتم البناء عليه لتشكيل إطار وطني دائم؟
- التحالف الوطني للإصلاح هو خطوة مهمة في تشكيل تحالف انتخابي أولاً ثم إن الخطوة الأكثر أهمية هي في تشكيل هذا الإطار هي تشكيل كتلة برلمانية وازنة ذات برنامج ورسالة سيؤديها من خلال المجلس النيابي، وقناعتنا أننا بعد ذلك سنمضي بإيجاد حالة وطنية جامعة، أو جبهة وطنية يلتقي فيها جميع المخلصين للوطن على برنامج وطني، ومشاركة حقيقية في تحمل المسؤولية الوطنية.
'السبيل' : كيف تقيمون الإجراءات الرسمية فيما يتعلق بالانتخابات لاسيما بعد منع ترشيح عدد من قيادات الحزب للانتخابات ؟
- كنا وما زلنا نأمل أن تكون الإجراءات الرسمية منسجمة مع توجهات الشعب الأردني في انجاز انتخابات فريدة تتجاوز السلبيات التي تركتها انتخابات سابقة، وتؤسس لمرحلة أكثر ايجابية لكننا ما زلنا نرى أن هناك تراجعا واضحا في الإجراءات الرسمية والتي كثيراً ما تحدثت عن سلامة النهج الانتخابي، فهناك من يتحدث عن تسجيل عشرات الآلاف من قطاعات محسوبة على الجيش، وقد رشحت معلومات من الهيئة المستقلة تتحدث عن التنصل عن بعض آليات الانتخابات والفرز وقضايا التوثيق وتصوير أوراق الاقتراع أثناء الفرز أمام اللجان والمندوبين فضلاً عن إجراءات أخرى، وقد جرى بعض التضييق على مرشحينا في التحالف الوطني وصل أحياناً الى حد التهديد وهذه التدخلات لا تجعلنا مطمئنين على سير العملية الانتخابية بشكل ايجابي، وتم حرمان بعض قيادات الحزب من ترشيح أنفسهم لخوض الانتخابات.
'السبيل': هل لغة الخطاب التي يستخدمها الحزب من خلال التحالف الوطني للإصلاح وما يوصف بتحجيم استخدام الشعارات الدينية يمثل إستراتيجية جديدة للحزب أم سياسة مرتبطة بمرحلة الانتخابات ؟
- نحن معنيون بالمحافظة على ثوابت الأمة والوطن، والقاعدة الأصولية تقول ( حيثما تكون مصلحة الناس فثم شرع الله ).
ومعلوم للقاصي والداني أن الحزب لا يخوض هذه الانتخابات بمفرده، وإنما من خلال حاضنة شعبية كبيرة ( التحالف الوطني للاصطلاح ) والتي يشكل الحزب فيها العمود الفقري لقوائم المرشحين، ونحن لم نتنازل عن شعاراتنا السابقة، والتي نرى أنها لا تتعارض مع أي شعار يقوم على خدمة الوطن والمواطن.
' السبيل' : شاركتم بافتتاح العديد من المقار الانتخابية لقوائم التحالف الوطني في مختلف المحافظات، كيف وجدتم التفاعل الشعبي مع هذا الحراك الانتخابي؟
- لا شك أن المواطن الأردني ما زال يشعر بخيبة أمل واضحة نتيجة الآثار السلبية التي تركتها مخرجات العملية الانتخابية في دورات سابقة، وليس سراً أن هناك نوعا من العزوف في ظل قناعات الناس وتشكيكهم في قدرة الحكومات على انجاز انتخابات بالمعايير الدولية من النزاهة والشفافية، لكنني اعتقد أن هذه الانتخابات سيكون التعاطي معها أكثر ايجابية من المرات السابقة.
وأعتقد أن مشاركة الحزب من خلال قوائم التحالف الوطني للاصلاح أعطى مساحة من الاهتمام الشعبي أولاً ثم ثانياً لشعور الناس ورغبتهم في إحداث تغييرات في بنية المجلس النيابي، ومحاولة إيجاد بدائل تنحاز الى الوطن والمواطن.
'السبيل' : أعلنتم عن لجنة لإعادة هيكلة الحزب وتطوير أدائه بحيث تضم شخصيات من خارج الحزب، هل باشرت اللجنة أعمالها وهل تشكيل اللجنة مرتبط بالتطورات الداخلية التي شهدها الحزب ؟
- نحن منذ اليوم الأول الذي تسلمنا فيه أمانة المسؤولية سعينا الى إحداث بعض التغييرات التي نشعر بأنها ستساهم في رفع سوية العمل الحزبي، كما أن تشكيل لجنة لهيكلة الحزب وتطوير أدائه تأتي في سياق تقييم تجربتنا الحزبية بعد مضي حوالي 25 عاماً والاستفادة من الايجابيات وتعظيمها وتجاوز السلبيات والحد منها.
ونحن نشعر أن الذي لا يتطور ولا يتجدد فإنه يتبدد ويتلاشى، وقد ضمت اللجنة بالإضافة للعديد من قيادات الحزب، شخصيات وطنية وازنة من خارج الحزب بهدف الاستفادة من تجارب هؤلاء الأصدقاء، وقد عقدت اللجنة اجتماعها الأول ونظرت في العديد من القضايا المطروحة، وستعقد لقاء قريباً بعد الانتخابات النيابية لاستكمال الجوانب المتعلقة بقضايا الهيكلة، وأود أن أنوه أن هذه اللجنة ودورها جاء في سياق طبيعي، وكما أشرت لتقييم المرحلة السابقة، والمباشرة ببناء تصور جديد للمرحلة المقبلة.
' السبيل' : ما هو تصوركم للهيكلة المقبلة للحزب وأين وصلت مساعي الحزب في عملية التطوير الداخلي؟
- أعتقد أنه ومنذ أن تم ترخيص الحزب في نهايات عام 1992، فإن أحداثاً وتغيرات كبيرة حدثت على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ونحن معنيون بدراسة ومراجعة الأداء والانجاز وضرورة تطوير البناء الحزبي بما يتلاءم مع الواقع الذي نعيشه وستشمل الهيكلة كثيرا من القضايا المتعلقة بالسياسات والأهداف العامة والخاصة، ومراجعة شاملة للقانون الأساسي للحزب، علماً أننا أجرينا بعض التعديلات على القانون الأساسي في مرحلة سابقة لاستيعاب المرحلة الجديدة وتوسيع دوائر العضوية، وزيادة الفروع واتساع انتشارها على مساحة الوطن الحبيب.
'السبيل' : كيف تقيم التعاطي الحكومي الحالي مع الحزب بعد إغلاق عدد من المقار وهل هناك ملامح لتغيير هذه السياسة الرسمية؟
- نحن حزب سياسي أردني مرخص بموجب أحكام القانون، لكن البعض وحتى من الرسميين ما زال يضيق صدره بوجود لافتات وطنية ذات أثر في المجتمع الأردني، وفي ظل بعض السياسات التي ترى ضرورة وجود أحزاب لتجميل الصورة الديمقراطية في البلاد، حيث تكون ديكورا فقط، نحن تم استهدافنا وفي أكثر من محطة خلال العام كاعتقال بعض أعضائنا، ومداهمة مقر الأمانة العامة، وإغلاق العديد من الفروع ( أربعة فروع ) وحرمان الحزب من إقامة إفطار سنوي أسوة بباقي الأحزاب، ولكن هذا الاستهداف لن يثنينا عن القيام بدورنا الوطني على أكمل وجه، ونأمل أن تحكّم الحكومات لغة العقل والمنطق والتفكير السليم في التعاطي مع مؤسسات وطنية تقوم على خدمة الوطن، ونأمل أن تكون هذه الانتخابات بداية متميزة، يكون هدفها الأول الالتقاء على المصالح العليا لأبناء الوطن.
' السبيل': كان للحزب تصريح استنكر ما جرى من تعديلات على المناهج واعتبارها مساساً بقيم المجتمع، هل خاطبتم الجهات الرسمية بهذا الشأن وهل هناك حملة تستهدف قيم المجتمع الأردني؟
- نحن كحزب سياسي حريصون على صيانة وحماية الوطن وأبنائه من كل ما يمس معتقداتهم وأخلاقهم وقيمهم، ونحن نشعر أن هناك استهدافا ممنهجا وتلاعبا واضحا في مناهج الأجيال، وأعتقد أن مثل هذه الاجراءات إنما تنسجم وللأسف مع مخططات وبرامج دولية تستهدف ديننا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الملتزمة بمعايير الفضيلة، ونأمل أن يبادر صناع القرار لوضع حد لكل من تسول له نفسه العبث بتراثنا وقيمنا ومستقبل أجيالنا.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :