عمان جو - وزير النقل وجيه عزايزه عرفته منذ ان كان في حكومة الدكتور معروف البخيت الثانية وزيرا للتنمية الاجتماعية . وما عرفت وزيرا مجتهدا وعلى دراية في ادارة ملفات قطاعات وزارته كعزايزه ، يعني فاهم درسه اكويس .

عزايزه ابن البيروقراط ، وترك ارثا قويما في التنمية الاجتماعية ، وللاسف لم يقم الوزراء التاليين بالحفاظ عليه وحمايته ، واستنئاف العمل من مستواه

سواء في برامج الفقر والمعونة الوطنية وشبكة العمل الاجتماعي ، وخلق ثورة في ثقافة ومفهوم العمل الاجتماعي وتاطيرها بالمسؤولية الاخلاقية والوطنية والانسانية .

و لا اظن اليوم ان المهمة امام عزايزه في وزارة النقل سهلة ، والارث ثقيل ، والملفات متراكمة ومعقدة . واكثر ما يحتاج قطاع النقل الى ارداة حرة وصلبة ، وقرار سياسي يعيد قطاع النقل الى الواجهة والاولوية العامة .. فهو لا يقل اهمية عن قطاعات الصحة والتعليم .. ولربما ان ازمة كورونا قد فضحت سرا في عقل الدولة وادارتها وفي تحديد الاولويات ، والنقل بكل انواعه بري وبحري وجوي ، والخدمات اللوجستية احتلت مكانا استراتجيا مقدسا ومتقدما وحيويا وحساسا .

قبل ايام زرت الوزير عزايزه في مكتبه ، وانا قليل الزيارات للوزراء والمسؤولين . بحدسي وتقديري فان الوزير عازم على تطهير وتنظيف وزارة النقل ، والتخلص من ورثة في سياسات النقل وادارية ثقيلة معطلة ، وعازم على وضع ملف النقل على الطاولة ،و ان يدرج على لوائح وجدول اولويات الحكومة ، وان يراعي له خصوصية في الدعم والتمويل والتنشيط في ادارة مشاريع وخدمات النقل .

بين يدي الوزير عزايزه ملفات ستكون فارقة في قطاع النقل . الرجل يعمل بصبر وحكمة ، ودراية ، ويقضي وقتا طويلا وواسعا يقلب في الملفات والاوراق القديمة والجديدة ،و لا يعلن كعادته عن قرار وخطوة جديدة مهما كان مستواها الا بعد دراسة وتحميص وعناية ورشد .. ادارة وزير خبير وفهيم ب»البيروقراط « ويدرك مقادير الممكن والمستحيل ، وبعقلية حفيصة وواقعية ، ولا تغامر ولا تراهن على افكار مدمرة وتنهك مصالح القطاع و تلحق اضرارا اوسع بابعادها الاجتماعية والاقتصادية واللوجستية لخدمات النقل .

وزارات كثيرة ومنها النقل عانت في الاعوام الاخيرة من وزراء الصدفة والترضية ، وزراء من خارج البيروقراط والتكنوقراط .. وزراء حلمتهم فرص الترضية والفراغ ليكونوا في النقل .. وحتما وطبيعيا ، فان ذلك ادى الى ولادة وترحيل ازمات كبرى في قطاع النقل ، وعطب وفوضى وارتباك ومغامرة في ادارة سياسات وملفات النقل العام .

وما يوحي بالامل والتفاءل في انقاذ واعادة توجيه ملفات النقل ، وانتظار اخبار طيبة وسارة في قطاع النقل العام ، ان الوزير عزايزه يشعر بالثقة ، ومحاط بخبرات من» خيرة الخيرة « كانت مهمشة ومقصاة في وزارة النقل ، ومسلح بالارادة والقرار السياسي .