برلمان 89
عمان جو - على سيرة اخبار السادة النواب ..كنت ايام المدرسة من عشاق متابعة اخبار جلسات النواب، وكنت شديد الحرص على قراءة الصحف اليومية والاسبوعية، وتغطية التلفزيون الاردني رغم محدودية محتواها ومهنيتها وتوازنها في نقل اخبار البرلمان .
برلمان 89 .. كنت متابعا شغوفا لحضور الجلسات، ومتابعة ليث شبيلات وتوجان فيصل، وفخري قعوار، والاخير صاحب كلمة مدوية وشهيرة ومازالت تتداول على وسائل التواصل الاجتماعي وجهها الى حكومة مضر بدران اينذاك، وفي نقد السياسة الاردنية، وتشكيل الحكومات، وازمة الفساد المستعصية، والطبقة السياسية البليدة والعاجزة، وصنيعة تحالفات البزنس والسلطة .
واستئناف الحياة البرلمانية بعد ان هبت رياح الديمقراطية على الاردن من الجنوب، وولادة ربيع اردني جديد، وسقوط حكومة زيد الرفاعي تداعيا لهبة نيسان الغاضبة، وما حملت من بشائر لديمقراطية اردنية فتية، وكان للبرلمان فرسان الدكتور عبداللطيف عربيات وعيسى مدانات اول شيوعي اردني يدخل البرلمان عن لدوائر شرق الاردن الانتخابية، ومن قبل دخل القيادي الشيوعي يعقوب زيادين البرلمان في انتخابات 56 عن محافظة القدس .
ومن فرسان الحياة النيابية .. طاهر المصري جمال الصرايرة، وعبدالله العكايلة وو محمد فارس الطراونة، وسليم الزعبي واحمد عويدي العبادي، ومحمود الهويمل اول غوراني يدخل البرلمان .
اخبار النواب لا تخلو من « آكشن» وغرائب وطرائف . كانت تحصل مناوشات واشتباكات ولكن بخلفية وغطاء سياسي . احد وزراء تلك المرحلة السياسية الساخنة قال ..كنا نحسب مليون حساب لجلسة النواب، وبمثابة اعلان حالة طوارئ، وينزل الوزير على الجلسة مشغل جميع حواسه حتى لا يصيده النواب والاعلام والرأي العام باي مخالفة سياسية او رقابية وتشريعية .
و يعترف الوزير بان الحكومة كانت تخاف من النواب . وان الوزير مجبر ان يعرف اسماء كل النواب من ثلاث مقاطع، ويحفظ ارقام هواتفه في المكتب والسيارة والمنزل . وذكرني هذا باعتراف لوزير مخضرم عاصر حكومات عديدة بانه كان الدورة البرلمانية تنعقد ويرحل البرلمان وهو لا يعرف اسماء اعداد محدودة من النواب .
انتخابات 89، لربما هي عالقة في الذاكرة لانها اول واخر الديمقراطية الاردنية . وانتجت برلمانا لا ينسى، وبرلمانا من المغري استذكاره والحديث عنه، وانا اتكلم هنا من ذاكرة مراهق في المدرسة يتابع بشدة ونهم وشغب الاحداث السياسية في البلاد .
وفيما بعد كثرة الاحزاب وكثر الحزبيون، وصار في كل حارة وحي حزب، وكل طامح لوجاهة ومنصب عام يشكل حزبا، وتحولت الحياة السياسية سيركا لاستعراضات فهلوية قتلت روح التقدمية والتحررية، وعطلت استنئاف الديمقراطية الاردنية ومشروع بناء الاردن الوطني الديمقراطي .
وما جرى بعد قتل للفرصة التاريخية لانتاج ديمقراطية اردنية . قوانين انتخاب افرزت نوابا على الصراط المستقيم، ونواب خدمات، واول ما استخدم هذا الوصف في نعت نواب مجلس 93، ونواب مقاولات وجرافات ولاند كروزر في البرلمانات التالية .
تراجعت الحياة البرلمانية، وتحول مجلس النواب الى متهم سياسيا وشعبيا . وكل مجلس نواب يولد مغلفا بالاتهامات المسبقة : مال سياسي وتزوير، حتى ان الناس اصطلحوا على تسميتهم بنواب التعيين .
لا اعرف ..خسرنا سلطة دستورية . والجولة الحقيقية في الراهن الاردني، وقبل اي حوار وصعود على الطاولات المستديرة والمربعة، وغير ذلك، لو ان اهل القرار يدركون ان الدولة تفتقد الى مشروع وطني سياسي جامع من اولوياته استعادة الثقة بين المواطن والسلطات ومؤسسات الدولة، وترميم العلاقة واخراجها من نفق وسراديب الاتهام والتشكيك، وعدم الثقة .
برلمان 89 .. كنت متابعا شغوفا لحضور الجلسات، ومتابعة ليث شبيلات وتوجان فيصل، وفخري قعوار، والاخير صاحب كلمة مدوية وشهيرة ومازالت تتداول على وسائل التواصل الاجتماعي وجهها الى حكومة مضر بدران اينذاك، وفي نقد السياسة الاردنية، وتشكيل الحكومات، وازمة الفساد المستعصية، والطبقة السياسية البليدة والعاجزة، وصنيعة تحالفات البزنس والسلطة .
واستئناف الحياة البرلمانية بعد ان هبت رياح الديمقراطية على الاردن من الجنوب، وولادة ربيع اردني جديد، وسقوط حكومة زيد الرفاعي تداعيا لهبة نيسان الغاضبة، وما حملت من بشائر لديمقراطية اردنية فتية، وكان للبرلمان فرسان الدكتور عبداللطيف عربيات وعيسى مدانات اول شيوعي اردني يدخل البرلمان عن لدوائر شرق الاردن الانتخابية، ومن قبل دخل القيادي الشيوعي يعقوب زيادين البرلمان في انتخابات 56 عن محافظة القدس .
ومن فرسان الحياة النيابية .. طاهر المصري جمال الصرايرة، وعبدالله العكايلة وو محمد فارس الطراونة، وسليم الزعبي واحمد عويدي العبادي، ومحمود الهويمل اول غوراني يدخل البرلمان .
اخبار النواب لا تخلو من « آكشن» وغرائب وطرائف . كانت تحصل مناوشات واشتباكات ولكن بخلفية وغطاء سياسي . احد وزراء تلك المرحلة السياسية الساخنة قال ..كنا نحسب مليون حساب لجلسة النواب، وبمثابة اعلان حالة طوارئ، وينزل الوزير على الجلسة مشغل جميع حواسه حتى لا يصيده النواب والاعلام والرأي العام باي مخالفة سياسية او رقابية وتشريعية .
و يعترف الوزير بان الحكومة كانت تخاف من النواب . وان الوزير مجبر ان يعرف اسماء كل النواب من ثلاث مقاطع، ويحفظ ارقام هواتفه في المكتب والسيارة والمنزل . وذكرني هذا باعتراف لوزير مخضرم عاصر حكومات عديدة بانه كان الدورة البرلمانية تنعقد ويرحل البرلمان وهو لا يعرف اسماء اعداد محدودة من النواب .
انتخابات 89، لربما هي عالقة في الذاكرة لانها اول واخر الديمقراطية الاردنية . وانتجت برلمانا لا ينسى، وبرلمانا من المغري استذكاره والحديث عنه، وانا اتكلم هنا من ذاكرة مراهق في المدرسة يتابع بشدة ونهم وشغب الاحداث السياسية في البلاد .
وفيما بعد كثرة الاحزاب وكثر الحزبيون، وصار في كل حارة وحي حزب، وكل طامح لوجاهة ومنصب عام يشكل حزبا، وتحولت الحياة السياسية سيركا لاستعراضات فهلوية قتلت روح التقدمية والتحررية، وعطلت استنئاف الديمقراطية الاردنية ومشروع بناء الاردن الوطني الديمقراطي .
وما جرى بعد قتل للفرصة التاريخية لانتاج ديمقراطية اردنية . قوانين انتخاب افرزت نوابا على الصراط المستقيم، ونواب خدمات، واول ما استخدم هذا الوصف في نعت نواب مجلس 93، ونواب مقاولات وجرافات ولاند كروزر في البرلمانات التالية .
تراجعت الحياة البرلمانية، وتحول مجلس النواب الى متهم سياسيا وشعبيا . وكل مجلس نواب يولد مغلفا بالاتهامات المسبقة : مال سياسي وتزوير، حتى ان الناس اصطلحوا على تسميتهم بنواب التعيين .
لا اعرف ..خسرنا سلطة دستورية . والجولة الحقيقية في الراهن الاردني، وقبل اي حوار وصعود على الطاولات المستديرة والمربعة، وغير ذلك، لو ان اهل القرار يدركون ان الدولة تفتقد الى مشروع وطني سياسي جامع من اولوياته استعادة الثقة بين المواطن والسلطات ومؤسسات الدولة، وترميم العلاقة واخراجها من نفق وسراديب الاتهام والتشكيك، وعدم الثقة .
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات