إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

خبر نيابي !


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - خبر يقول : ان نوابا كركية طالبوا من رئيس جامعة مؤتة تأسيس كلية ل»طب الاسنان» . لا تستطيع ان تمر عن الخبر دون وقفة تأمل طويلة ،و شهيق وزفير ، وذلك في رصد كيف يفكر نواب في قضايا التنمية والخدمات ؟

الخبر عادي ، ولو ان كورونا ليست قائمة وقاعدة في البلد والعالم ، والخبر عادي لو ان النواب طالبوا بانشاء مستشفى جامعي تابع ورديف ومكمل لكلية الطب في جامعة مؤتة ، وهي من كليات الطب حديثة التأسيس ، وخرجت فوجين او ثلاثة افواج من طلابها .

«مستشفى جامعي « مشروع مهم ، وخطوة طبية ريادية لمدن الجنوب . ولو ان راسمي « السياسة الصحية» يذهبون الى ربط المستشفيات في المحافظات بكليات الطب ، وذلك على غرار تجربتين ناجحتين في مستشفى الجامعة الاردنية ومستشفى الملك المؤسس التابع لجامعة العلوم والتكنولوجيا .

لا اعرف ماذا خطر على بال نواب للمطالبة بكلية طب اسنان الان ؟ من الحكمة والتعقل التفكر في القضايا والمطالب في ضوء الاولويات وما يلح من ظروف صحية قاهرة تمر بها الاردن والعالم .

الناس في زمن كورونا نسوا اطباء الاسنان ، واكثر قطاع طبي واجه كسادا وعطلا وتوقفا عن العمل . وما عاد طب الاسنان من الاولويات الطبية والعلاجية ، وتقدمت اولويات مرضية ووبائية ملحة لتحتل الصدارة في حاجة الناس .

شخصيا ، لي موعد مع طبيب اسنان أجلت زيارتي للعيادة منذ عام . ولا افكر حاليا بالذهاب مهما كانت التداعيات لزيارة طبيب الاسنان .تعرفون لماذا اتابع ما وراء اخبار النواب ، لأن بعضهم يعيشون في كوكب اخر ، ويفكرون بطريقة غريبة ، وخارجة عن المألوف .

طبعا ، النواب كما جاء في الخبر التقوا رئيس الجامعة ، وامتد اللقاء لحوالي ساعتين ، وخرجوا بهذا الخبر المطلبي العجيب والغريب . ويذكرني في اغنية لعاصي الحلاني اسمها و» انا مارق ماريت « ، عبارة تجمع الاستحالة بين اجتماع الثنائيات والاضداد ، وتعادي وتناقض المنطق الكوني والطبيعي،وانا مارق مريت ، ومن شدة حماقة الجملة الغنائية كان استاذ جامعي يتندر على تردديها كلما سمع سؤالا وتعليقا «لا منطقي « من طالب .

في جعبة النواب اخبار كثيرة سيئة ومزعجة وغريبة . واذكر هنا ايضا ان نائبا اشتط غضبا ضد وزير الصحة الاسبق ، وكال له اتهامات ما لها اول ولا اخر ، وبعد التحميص والتدقيق تبين ان النائب طلب من الوزير نقل ابنه الطبيب من مستشفى ميداني الى مستشفى حكومي عادي .

رئيس الجامعة لا شيء يمنعه من نسيان وشطب كافة تفاصيل لقاء النواب من ذاكرته . نعم ، ماذا يقول لاصحاب القرار في عمان دعم لتأسيس مستشفى جامعي ام كلية طلب الاسنان ؟ وعلى كلا الحالتين فلا حياة لمن تنادي ، فالكرك وقراها محرومة ومنسية من الخدمات والتنمية ، ولو من باب التذكير لو ان نفعت الذكرى ، وطرق المسامع وايقاظ الضمائر .

انصح النواب انهم يفكروا جيدا قبل ان ينطقوا باي شيء ، وان يطالعوا ويتثقفوا ويقرأو الصحف والمواقع الالكترونية ويعرفون متى يتكلمون ومتى يصمتون ؟ ولا اريد التوسع هنا في حدود العلاقة بين السلطتين التشريعية والرقابية ، وترسيم العلاقة ، والحدود الرقابية والتشريعية . فيبدو انها عناوين من المبكر الحديث عنها .

امثلة كثيرة كاريكاتورية ، وسردها يضحك ويجلب الحسرة والنقمة معا . وما يحدث صراحة مؤشر خطير على عقلية العمل العام ، وكيفية فهم التنمية والخدمات ، وهي امثلة فاضحة لكيفية وصول اصوات المواطنين الضاجة والمظلومة والبائسة في الاطراف الى المركز ، وما هو دور النواب الشعبي والسياسي كلاعب ووسيط شرعي بين المجتمع والدولة .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :