حين يمدح الوزراء أنفسهم
عمان جو - الأردن متنوع اجتماعيا، واقتصاديا، والذي يتخذ القرار عليه أن يتنبه إلى أن هناك تنوعات ، حتى يكون قراره صحيحا، وليس موجها لفئة محددة، او معزولا وكأنه من عالم آخر.
برغم كل عملية المديح الزائف للتعليم عن بعد، إلا أن الواقع مختلف تماما، ولو ذهب أي وزير، ولا أقصد وزيرا بالاسم، إلى حارات عمان، والقرى والمخيمات والبوادي، لاكتشف أن عشرات آلاف الطلبة لا يدرسون، وكانوا يمضون وقتهم في الأزقة، أو في اللعب، وفي حالات ثانية يعملون في مهن لا يجوز ان يعملوا بها، ونحن هنا نتحدث عن طلبة المدارس، الذين عانى أهلهم كثيرا في قدرتهم على تأمين الانترنت، والأجهزة الذكية للتعليم، فوق مشاكل الصيانة، وتقطع الانترنت، وغير ذلك من قصص كنا نسمعها يوميا، ممن يهتمون بتعليمهم.
معنى الكلام هنا، اننا أضعنا عامين من عمر غالبية الطلبة، بسبب وباء كورونا، ولو تأملت وجوه الطلبة، ولغة وجوههم، وتصرفاتهم، وتحدثت معهم قليلا، لاكتشفت اننا عدنا الى الوراء عشرة أعوام، إذ إن كثرة من الطلبة يساعدها أهلها في الامتحانات، فيما مستوى التحصيل الفعلي منخفض، إضافة الى الاكتساب الاجتماعي السلبي المرتبط بالشوارع ومن الهائمين فيها، ليل نهار، وعدم وجود رقابة، ولا تكليف، ولا تقييمات حقيقية لمستوى الطلبة.
نحن امام جيل تم ضربه في عصبه العام، على مدى سنتين متواصلتين، وسنكون امام مشكلة في إعادة تأهيلهم، ومحو كثير من السلبيات التي اكتسبوها، وكأننا مع العالم، نخرج من حرب.
الامر ذاته ينطبق على الجامعات، وان كان طلبة الجامعات على ما يفترض أوعى، الا ان غياب التعليم الوجاهي، تسبب بأضرار في التحصيل، ولو أجريت امتحانات تقييم وجاهية، ومن باب التحليل بعد عودة الطلبة الى الجامعات، في المواد التي تمت دراستها عن بعد، لاكتشفنا أننا امام ضعف مذهل، حتى في المواد الإنسانية، فما بالنا ببقية التخصصات، مع غياب أي تقييم فعلي، سوى تقدير الطالب بناجح، او منحه علامة راسب في المساق الجامعي.
مناسبة الكلام، الإعلان عن العودة الى المدارس والجامعات، العام المقبل، أي بعد الاجازة الصيفية، وهذا امر جيد، ولا ننكر هنا، ان الازمة تتعلق بتقييدات الوباء، إضافة الى إهمال الأهالي في كثير من الحالات لما يفعله الأبناء، وعدم مراقبتهم لتحصيل الطلبة او دراستهم.
لو ذهب أي وزير، خلال العامين الماضيين، الى أي موقع في هذه البلاد، لاكتشف أيضا ان هناك حالة انفلات، فلا الأهالي يقومون بواجبهم، ولا الطلبة في بيوتهم للتعليم.
تخيلوا رعاكم الله، حجم الخراب الاجتماعي، والاكتساب السيئ من هذا الانفلات، إضافة الى الضعف التعليمي ذاته، وقد كنا قبل كورونا، نعاني أصلا، على صعيد المدارس الحكومية، ومستوى طلبتها، وسنجد أنفسنا اليوم، امام جيل متضرر جدا، وسوف يجهد المعلمون في إعادتهم لسكة التعليم، وللمعايير الأخلاقية والانضباطية في الفصول الدراسية.
المؤلم حقا هنا، ان التعليم الحكومي تضرر الى حد كبير، لأن الذين يدرسون في مدارس خاصة، تمت متابعتهم من مدارسهم، ومن عائلاتهم كونهم يدفعون الكثير من المال، وبرغم هذا تضرر هؤلاء أيضا، لكن ضررهم على المستوى التحصيلي والاجتماعي، كان اقل، مقارنة بالمدارس الحكومية التي كانت تعاني أساسا من مشاكل كثيرة، قبل ان يتحول التعليم الى بعد.
كل هذا يقودنا الى أهمية ان يتوقف المسؤولون لدينا، عن مدح انفسهم، حول تجربة التعليم عن بعد في المدارس والجامعات، وان يتجنبوا الفخر الزائف، خصوصا، حين يطلقون احكاما عامة.
لا بد ان نسمع منهم عن خطة تفصيلية، لتأهيل الطلبة في المدارس والجامعات، ليس على صعيد المناهج وحسب، بل على صعيد استرداد الشخصية الطلابية ضمن الحد الأدنى، بعد عامين من الفوضى والانفلات وغياب المسؤولية، في مشهد يثبت للأسف الشديد، ان المشكلة ليست فقط في المؤسسات الحكومية، بل في الأهالي أيضا، وفي الطلبة، كذلك.
منذ شهر آذار 2020، وحتى اليوم، كنا كثيرا نستمع الى وزراء في تخصصات مختلفة، وهم يمدحون أنفسهم، وإجراءات مؤسساتهم، بكل صفاقة، ولم يقل لهم أحد، ان عليهم أن يتوقفوا، وأن يتنبهوا الى الخسائر، أولا، حتى لا نضطر ان نذكرهم، بعيوبهم، وعيوب إجراءاتهم.
مرحبا بالأجيال الغائبة، منذ عامين، وحمدا لله على سلامتكم.
برغم كل عملية المديح الزائف للتعليم عن بعد، إلا أن الواقع مختلف تماما، ولو ذهب أي وزير، ولا أقصد وزيرا بالاسم، إلى حارات عمان، والقرى والمخيمات والبوادي، لاكتشف أن عشرات آلاف الطلبة لا يدرسون، وكانوا يمضون وقتهم في الأزقة، أو في اللعب، وفي حالات ثانية يعملون في مهن لا يجوز ان يعملوا بها، ونحن هنا نتحدث عن طلبة المدارس، الذين عانى أهلهم كثيرا في قدرتهم على تأمين الانترنت، والأجهزة الذكية للتعليم، فوق مشاكل الصيانة، وتقطع الانترنت، وغير ذلك من قصص كنا نسمعها يوميا، ممن يهتمون بتعليمهم.
معنى الكلام هنا، اننا أضعنا عامين من عمر غالبية الطلبة، بسبب وباء كورونا، ولو تأملت وجوه الطلبة، ولغة وجوههم، وتصرفاتهم، وتحدثت معهم قليلا، لاكتشفت اننا عدنا الى الوراء عشرة أعوام، إذ إن كثرة من الطلبة يساعدها أهلها في الامتحانات، فيما مستوى التحصيل الفعلي منخفض، إضافة الى الاكتساب الاجتماعي السلبي المرتبط بالشوارع ومن الهائمين فيها، ليل نهار، وعدم وجود رقابة، ولا تكليف، ولا تقييمات حقيقية لمستوى الطلبة.
نحن امام جيل تم ضربه في عصبه العام، على مدى سنتين متواصلتين، وسنكون امام مشكلة في إعادة تأهيلهم، ومحو كثير من السلبيات التي اكتسبوها، وكأننا مع العالم، نخرج من حرب.
الامر ذاته ينطبق على الجامعات، وان كان طلبة الجامعات على ما يفترض أوعى، الا ان غياب التعليم الوجاهي، تسبب بأضرار في التحصيل، ولو أجريت امتحانات تقييم وجاهية، ومن باب التحليل بعد عودة الطلبة الى الجامعات، في المواد التي تمت دراستها عن بعد، لاكتشفنا أننا امام ضعف مذهل، حتى في المواد الإنسانية، فما بالنا ببقية التخصصات، مع غياب أي تقييم فعلي، سوى تقدير الطالب بناجح، او منحه علامة راسب في المساق الجامعي.
مناسبة الكلام، الإعلان عن العودة الى المدارس والجامعات، العام المقبل، أي بعد الاجازة الصيفية، وهذا امر جيد، ولا ننكر هنا، ان الازمة تتعلق بتقييدات الوباء، إضافة الى إهمال الأهالي في كثير من الحالات لما يفعله الأبناء، وعدم مراقبتهم لتحصيل الطلبة او دراستهم.
لو ذهب أي وزير، خلال العامين الماضيين، الى أي موقع في هذه البلاد، لاكتشف أيضا ان هناك حالة انفلات، فلا الأهالي يقومون بواجبهم، ولا الطلبة في بيوتهم للتعليم.
تخيلوا رعاكم الله، حجم الخراب الاجتماعي، والاكتساب السيئ من هذا الانفلات، إضافة الى الضعف التعليمي ذاته، وقد كنا قبل كورونا، نعاني أصلا، على صعيد المدارس الحكومية، ومستوى طلبتها، وسنجد أنفسنا اليوم، امام جيل متضرر جدا، وسوف يجهد المعلمون في إعادتهم لسكة التعليم، وللمعايير الأخلاقية والانضباطية في الفصول الدراسية.
المؤلم حقا هنا، ان التعليم الحكومي تضرر الى حد كبير، لأن الذين يدرسون في مدارس خاصة، تمت متابعتهم من مدارسهم، ومن عائلاتهم كونهم يدفعون الكثير من المال، وبرغم هذا تضرر هؤلاء أيضا، لكن ضررهم على المستوى التحصيلي والاجتماعي، كان اقل، مقارنة بالمدارس الحكومية التي كانت تعاني أساسا من مشاكل كثيرة، قبل ان يتحول التعليم الى بعد.
كل هذا يقودنا الى أهمية ان يتوقف المسؤولون لدينا، عن مدح انفسهم، حول تجربة التعليم عن بعد في المدارس والجامعات، وان يتجنبوا الفخر الزائف، خصوصا، حين يطلقون احكاما عامة.
لا بد ان نسمع منهم عن خطة تفصيلية، لتأهيل الطلبة في المدارس والجامعات، ليس على صعيد المناهج وحسب، بل على صعيد استرداد الشخصية الطلابية ضمن الحد الأدنى، بعد عامين من الفوضى والانفلات وغياب المسؤولية، في مشهد يثبت للأسف الشديد، ان المشكلة ليست فقط في المؤسسات الحكومية، بل في الأهالي أيضا، وفي الطلبة، كذلك.
منذ شهر آذار 2020، وحتى اليوم، كنا كثيرا نستمع الى وزراء في تخصصات مختلفة، وهم يمدحون أنفسهم، وإجراءات مؤسساتهم، بكل صفاقة، ولم يقل لهم أحد، ان عليهم أن يتوقفوا، وأن يتنبهوا الى الخسائر، أولا، حتى لا نضطر ان نذكرهم، بعيوبهم، وعيوب إجراءاتهم.
مرحبا بالأجيال الغائبة، منذ عامين، وحمدا لله على سلامتكم.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات