إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

سوق العمل الأردني .. حقائق فاجعة


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - في الاردن مليون ونصف عامل وافد ، ونصف مليون يعلمون بطرق غير قانونية وشرعية ، وهذا الرقم عدا عن العمال السوريين «اللاجئين» ، ودون تصاريح عمل ، وحملات تصويب الاوضاع من 10 اعوام لم تفلح في تصويب اوضاع 5 ٪ من العمال الوافدين المخالفين لقانون العمل .
كيف تحول العامل الوافد الى مخالف قانونيا ؟ العامل الوافد يستقدم للاردن للعمل في قطاعات كثيرة ويدخل البلاد بصورة قانونية عبر الحدود البرية والجوية والبحرية ، ويسجل لدى ادارة الاقامة والحدود والامن العام بانه دخل الى الاردن .
ولكن ، ما الذي يحصل فيما . يتفاجا العامل المستقدم بان كفيله غير موجود ، وان مجبر بان يعمل في شكل غير قانوني ، ويخالف تصريح العمل الزراعي ، ويدب في سوق العمل في شكل عشوائي ، ويبقى مطاردا من وزارة العمل والامن العام ، وان تم القبض عليه يسفر او يدفع بدل تسفير!
في عهد سابق قطعة ارض عشرة دونمات استقدم لحسابها 10 عمال وافدين . عمال وافدون دخلوا البلاد ، ومكثوا بها . ويعلمون الان حراس عمارات في عمان ، وتنظيف سيارات الشوارع ، وحراس فلل وقصور .
معدل الاستقدام لم يتغير ، عدلت وزارة العمل في التعليمات وانظمة الاستقدام ، وحاولت حصرها في شروط قاسية وحازمة ، الا ان ارقام الاستقدام السنوية تقول بان سياسات العمل ذاهبة الى خيار العامل الوافد والاستقدام ، ولربما هي مفردات في سوق العمل فرضت ذاتها كواقع حال في غياب اي سياسة عمالية جريئة وثورية تقدم المصلحة الوطنية وتحد من استقدام العمالة ، وتنظم سوق العمل بطرق حضارية ، وتحد من وجود العمالة الوافدة .
الحقيقة الغائبة .. في سوق العمل شبكات تجارة سوداء في تصاريح العمل ، العامل الوافد الذي يدخل البلاد كعامل زراعي يدفع الفي دينارا ثمن عقد العمل . وصاحب العمل « الكفيل « لا يملك ارضا ولا مشروعا زراعيا لا في الغور او المفرق او الكرك ، ولا يربي غنما وبقرا ومواشي ، ويأخذ الفي دينار ويحطهم في جيبته ، والعامل الوافد يشرد في السوق المحلي .
فوضى سوق العمل ما عاد الاردن يحتملها . لو ان وزير العمل الاكرم يقوم بجولة على الاسواق ، ويدخل الى مطاعم وسوبرماركت ومحطة محروقات ، ويتنقل في الاسواق ، وليكتشف ان هناك من يحكي بلهجة اردنية ولكنه غير اردني .
عمال كاشير ، ومحاسبون ، وموظفو استقبال ، وسائقون وعمال نظافة ، ومشغلو منشات تجارية من جنسيات وافدة . وهناك من يملك مصالح تجارية كبرى ، ولا يظهرون بالعلن ، ويديرون شبكات تجارة تتحكم في اسواق تجارية.
الاقتصاد الاردني مخنوق ويضيق ذرعا ، وما عاد ممكن السكوت عن مظاهر الاستهلاك . ففي خدمة المنازل تسمح وزارة العمل لعوائل باستقدام 4و 5 و6 عاملات منازل . وتسمع قصصا ما لها اول ولا اخر في قطاع استقدام عاملات المنازل ، وكيف يجري بيع العاملات ، وتجيير استقدام العاملات على اسماء اخرى للحصول على مكاسب اكبر في عمليات الاستقدام .
كورونا الاردنية خلفت ارقاما متطرفة في البطالة والفقر والعاطلين الجدد عن العمل وفاقدي وظائفهم . ونقول للوزير فمن الاجدر التفكير في سياسة وقضايا العمل تحت ضغط والالحاح كورونا وتوابعها . والمطلوب يد قوية على العمالة المخالفة ، وقلب قوي لحماية الاردنيين اجتماعيا ، وحكمة منظور مداها ابعد في اردنة سوق العمل المحلي .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :