الحنيطي أيهما يفتخر بالآخر؟
عمان جو - بلال حسن التل
قلت في المقال السابق، أن حديث اللواء الركن المتقاعد حاكم طافور الخريشا حول معركة الكرامة، يوجه البوصلة نحو حقائق إجتماعية وسياسية أردنية، ثم بينت في ذلك المقال كيف أن الجندية عشق متوارث لدى الأردنيين، الذين بنى الأوائل منهم دولة تقوم على الكفاءة ومبدأ التساوي بالفرص، لذلك رأينا أن ابن الجندي يصبح "قايد الجيش" إعتماداً على كفاءته.
وفي هذا المقال ولمزيد من تأكيد الحقائق التي يوجه إليها حديث اللواء الخريشا أقتبس جزءً هاماً من هذا الحديث وهو قوله "أنه عندما استلم قيادة الفصيل الرقيب أحمد حامد الحنيطي كان مثالاً للقائد الفذ والقوي الشجاع الذي لا يعرف الخوف، حيث توجه بالفصيل إلى النهر وهناك كانت قوات العدو الإسرائيلي تخطط لعبور النهر، ومعهم الدبابات وحاملات الجسور والأسلحة والمعدات المختلفة، فكان القرار الحاسم من قائد الفصيل الرقيب الحنيطي مهاجمة القوات أثناء عملية العبور، وفعلا تم مهاجمتهم بقوة وشراسة وتم إيقاع الخسائر الفادحة بهم.
ويكمل اللواء الخريشا قائلاً: أنه أثناء حديثي والإشادة بالرجال أصحاب المواقف المشرفة في معركة الكرامة ممن كانوا لهم الفضل بعد الله بتحقيق النصر الكبير على قوات العدو الإسرائيلية كان بين هؤلاء الرجال الرقيب أحمد حامد الحنيطي، وقد تفاجأت أثناء حديثي عنه من أحد الأشخاص، أنه والده رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي، فزاد حبي وفخري للواء الحنيطي لأن هذا الشبل من ذاك الأسد".
هذه الحقيقة التاريخية التي يرويها اللواء الخريشا تؤكد أن الصانع الحقيقي لنصر الكرامة هم الرقيب الحنيطي وأخوانه من الجنود والضباط ذوي الرتب الصغرى، وليس أولئك الذين يتصارعون على اختطاف البريق الإعلامي، ويحاولون تجير جهد ودم وجراح عسكرنا ومركزية قيادتنا لبناء أمجدهم الشخصية
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: أيهما الذي من حقه أن يفتخر بالآخر الحنيطي الأب، وهو يرى أحلامه بابنه لا تضيع فهاهو الابن يصل إلى أعلى رتبة في الجيش الذي أحبه الأب، فقاتل فيه جندياً يزرع الجندية في ابنه، الذي أصبح فيما بعد نسراً يحلق في سماء الوطن عندما كان قائداً لسلاح الجو، قبل أن يصبح في مقدمة حماة الوطن رئيساً لهيئة الأركان ومحلاً لثقة قائده الأعلى وترجماناً أميناً لأفكاره.
أما الحنيطي الابن الذي تربى في بيت "بطل" شارك في صناعة نصر الكرامة، الذي استعاد كرامة أمة، وترك لابناءه ما هو أعظم من المال، أعني الذكر الحسن، كماعلمه فن حماية الوطن وصناعة النصر ونذره لذلك؟ والجواب عندي أن كل منهما الأب والابن فخر للآخر وكلاهما فخر للوطن.
تلك واحدة أما الثانية فهي تؤكد أن وصول اللواء يوسف أحمد الحنيطي إلى هذا الموقع في قواتنا المسلحة، يقدم دليلاً عمليا ساطعاً، على أن بلدنا هو بلد الفرص والكفاءات، وتلك هي القاعدة التي يجب أن نتمسك بها، لأنها أساس العدالة الإجتماعية، ولأنها الممارسة العملية التي تقف سداً منيعاً أمام الذين يحاولون تصوير الواقع في بلدنا على غير ذلك، مستندين على الإستثناء متناسين القاعدة العامة.
عمان جو - بلال حسن التل
قلت في المقال السابق، أن حديث اللواء الركن المتقاعد حاكم طافور الخريشا حول معركة الكرامة، يوجه البوصلة نحو حقائق إجتماعية وسياسية أردنية، ثم بينت في ذلك المقال كيف أن الجندية عشق متوارث لدى الأردنيين، الذين بنى الأوائل منهم دولة تقوم على الكفاءة ومبدأ التساوي بالفرص، لذلك رأينا أن ابن الجندي يصبح "قايد الجيش" إعتماداً على كفاءته.
وفي هذا المقال ولمزيد من تأكيد الحقائق التي يوجه إليها حديث اللواء الخريشا أقتبس جزءً هاماً من هذا الحديث وهو قوله "أنه عندما استلم قيادة الفصيل الرقيب أحمد حامد الحنيطي كان مثالاً للقائد الفذ والقوي الشجاع الذي لا يعرف الخوف، حيث توجه بالفصيل إلى النهر وهناك كانت قوات العدو الإسرائيلي تخطط لعبور النهر، ومعهم الدبابات وحاملات الجسور والأسلحة والمعدات المختلفة، فكان القرار الحاسم من قائد الفصيل الرقيب الحنيطي مهاجمة القوات أثناء عملية العبور، وفعلا تم مهاجمتهم بقوة وشراسة وتم إيقاع الخسائر الفادحة بهم.
ويكمل اللواء الخريشا قائلاً: أنه أثناء حديثي والإشادة بالرجال أصحاب المواقف المشرفة في معركة الكرامة ممن كانوا لهم الفضل بعد الله بتحقيق النصر الكبير على قوات العدو الإسرائيلية كان بين هؤلاء الرجال الرقيب أحمد حامد الحنيطي، وقد تفاجأت أثناء حديثي عنه من أحد الأشخاص، أنه والده رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي، فزاد حبي وفخري للواء الحنيطي لأن هذا الشبل من ذاك الأسد".
هذه الحقيقة التاريخية التي يرويها اللواء الخريشا تؤكد أن الصانع الحقيقي لنصر الكرامة هم الرقيب الحنيطي وأخوانه من الجنود والضباط ذوي الرتب الصغرى، وليس أولئك الذين يتصارعون على اختطاف البريق الإعلامي، ويحاولون تجير جهد ودم وجراح عسكرنا ومركزية قيادتنا لبناء أمجدهم الشخصية
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: أيهما الذي من حقه أن يفتخر بالآخر الحنيطي الأب، وهو يرى أحلامه بابنه لا تضيع فهاهو الابن يصل إلى أعلى رتبة في الجيش الذي أحبه الأب، فقاتل فيه جندياً يزرع الجندية في ابنه، الذي أصبح فيما بعد نسراً يحلق في سماء الوطن عندما كان قائداً لسلاح الجو، قبل أن يصبح في مقدمة حماة الوطن رئيساً لهيئة الأركان ومحلاً لثقة قائده الأعلى وترجماناً أميناً لأفكاره.
أما الحنيطي الابن الذي تربى في بيت "بطل" شارك في صناعة نصر الكرامة، الذي استعاد كرامة أمة، وترك لابناءه ما هو أعظم من المال، أعني الذكر الحسن، كماعلمه فن حماية الوطن وصناعة النصر ونذره لذلك؟ والجواب عندي أن كل منهما الأب والابن فخر للآخر وكلاهما فخر للوطن.
تلك واحدة أما الثانية فهي تؤكد أن وصول اللواء يوسف أحمد الحنيطي إلى هذا الموقع في قواتنا المسلحة، يقدم دليلاً عمليا ساطعاً، على أن بلدنا هو بلد الفرص والكفاءات، وتلك هي القاعدة التي يجب أن نتمسك بها، لأنها أساس العدالة الإجتماعية، ولأنها الممارسة العملية التي تقف سداً منيعاً أمام الذين يحاولون تصوير الواقع في بلدنا على غير ذلك، مستندين على الإستثناء متناسين القاعدة العامة.