إضحك مع الأردنيين: «ستيك» من خاروف توفاه الله و«فرخة» تبرعت بأعضائها… بين الجزائر والمغرب: أين «بيغاسوس»؟
عمان جو – بسام البدارين
أفردت فضائية «المملكة» الأردنية تغطية خاصة لقصة الدكتورة وفاء الخضرا، ورأيها، الذي أغرق الجميع في الجدل بخصوص «أضاحي العيد».
في الأثناء كان صوت صديقنا الإسلامي خالد الجهني «يلعلع»، مستغربا أن تتحدث الخضرا في موضوع لا تملك أي خبرة علمية به أو تخصص، فيما وزير سابق للأوقاف يفتي ويمطرنا بعدما تحول المئات إلى «الشافعي» على الأقل.
قبل ذلك وجه الجهني سؤالا، مثل زخة ثلج على رأس متعرق: قطعة «الستيك» هل تصنع من خاروف توفي بشكل طبيعي وقرر التبرع بالأعضاء؟!
طبعا، سؤال ساخر ومضحك، خصوصا وأن سيدة تحاول الدفاع عن الخضرا، طالبت باحترام مشاعر «النباتيين»، مع أن الشعب المتوقد دفاعا عن الأمة والدين أعاد نشر صورة للسيدتين على مائدة طعام تجلس فيها للتو «فرخة مشوية»، وقتلت بالتأكيد لأغراض إلتهامها قبل تبرعها بأعضائها.
كيف يمكن احترام «النباتيين» عند شعب يقدم وجبة «منسف» مجللة باللحم الأحمر لعابر طريق ردا على عبارة «السلام عليكم».
أنا من معتبري سلطة الخضار «مؤامرة على البشرية»، لكن ذلك لا يعني الموافقة على إقامة «مسلخ ومذبح» لسيدة أكاديمية أخطأت في اللهجة والاجتهاد، وهي تحاول «قول رأي ما» بطريقة تنقصها الكياسة وتوقيتها سيىء جدا.
من يعتدي بالقول والتجريح ينبغي تقريعه وإفهامه الحقيقة ومقتضيات الحاجة الشرعية، وشعائرنا الإسلامية مستقرة ومقدرة ولا يضيرها رأي هنا أو إجتهاد هناك.
من هبوا دفاعا عن الإسلام في معظمهم لا يعرف موقع المسجد في حارته، وخدش كرامة الأردني لا يقف عند حدود «الأضاحي»!
شاهدت التلفزيون الأردني وهو يتحدث عن موقف دائرة الإفتاء وينبغي التوقف هنا لا أكثر ولا أقل ولندع الفتاوى لأصحابها.
قلق مشروع
نشعر بالقلق، كلما شاهدنا محطة «رؤيا» المحلية تعيد وتزيد في قصة «الأردن هو البلد الأفضل بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن».
نفسه الكاتب الأمريكي ديفيد إغناطيوس اهتمت شاشة «رؤيا» وعبر موقعها الإلكتروني في إعادة تسليط الضوء على تحليله القائل إن «الملك هو الزعيم العربي المفضل لواشنطن».
طبعا سبق لإغناطيوس نفسه، وقبل أسابيع أن أطلق علينا – نحن معشر الأردنيين – صاروخا من وزن ثقيل.
لاحظنا في المقابل – بعد الاستقبال المنصف والمفرح للملك في البيت الأبيض – كيف «طاش على شبر مياه» فورا بعض رموز الإعلام والسياسة في عمان، معتبرين أن «الريادة الإقليمية في حضن المملكة اليوم» وأن «العسل والسمن» السياسي والاقتصادي في طريقه لنا .
حتى محطة «الجزيرة» ساهمت في «الحفلة» وهي تعيد بث تغطيات خاصة.
بصراحة، نشعر بالقلق من الغرق سياسيا وإعلاميا ونخبويا في «أوهام الريادة»، وأسوأ ما يمكننا تقديمه للقيادة الآن هو مجددا وضعها أمام سيناريو إستراتيجي واحد، وحتى قبل تحققه وعلى طريقة الهباش – ما غيره – أو على طريقة عمرو خالد، الذي شاهد السيسي في الجنة يوزع البلح والعنب!
طبعا، قيادتنا «أوعى وأعمق»، لكن بعض الراقصين من النخب قد يميلون للمبالغات الدرامية التي «تفتن» أكثر مما تقول الحقيقة.
لا أثق في الأمريكيين، فما زلت أشعر بوجود «كمين ما»، وأحذر من الاسترسال في «وهم الصدارة»، على حساب الجاهزية والانصراف للعمل الحقيقي، لتحقيق مكاسب على الأرض ومنع المجازفة بالمصالح الكبرى. على الأقل على ذلك أن يحصل أثناء الابتهاج بموجة «الحنان» الأمريكية المباغتة. مؤسستنا أعمق بكثير من سطحية بعض موظفيها .
بيغاسوس جزائري
«جوسسة». مفردة لطيفة وردت في بيان للإدعاء الجزائري يتعلق بشبكة «تجسس» زرعها المغرب، حسب المزاعم، طبعا عبر تقنية برنامج «بيغاسوس» إسرائيلي الصنع والمنشأ.
قبل الغرق في الجوسسة وعوالمها، لا بد من الترحيب بالبث التجريبي لقناة «الشروق تي في»، والذي تعامل مع أزمة الجوسسة تلك بشذرات مهنية ملتقطة من هنا وهناك .
لافت جدا أن محطة «فرانس 24 » اهتمت بالإعلان عن الوليد الجزائري الفضائي الجديد، لكنها مهتمة أيضا بحزمة برامج تتابع تداعيات الجوسسة إياها.
على القناة العبرية الثانية صاح أحد المعلقين مشاركا في جدل «التجسس»: لم نخترع برنامج بيغاسوس لتلك الأغراض، التي يستعملها العرب!
تذكرت شيخنا الجليل الأردني وهو يصيح «ما لهذا خلقنا نحن العرب والمسلمين».
طبعا، لم نخلق لابتكار برامج «جوسسة»، بل لاستعمالها بعدما ينتجها العدو على نحو مخجل في التجسس على «بعضنا البعض». (ريادة دي ولا مش ريادة يا متعلمين يا بتوع المدارس).
حتى الإسرائيلي غاضب لأن تقنية كيانه المباعة بإسم «بيغاسوس» للشباب العرب تستعمل أيضا على أساس«معروف في غير أهله».
أثبتنا نحن العرب فقط أن تقنية بيغاسوس يمكن استعمالها ضد زوجاتنا وبناتنا أيضا، فبدلا من الحرص على سمعة المحل – عفوا البيت – لا ضير من إنفاق بعض ملايين الدولارات لتفعيل وإنارة الصراعات بين دولنا وللتجسس على زوجة هربت أو أبنة نشزت. مبدعون والعلم عند الله.
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان
عمان جو – بسام البدارين
أفردت فضائية «المملكة» الأردنية تغطية خاصة لقصة الدكتورة وفاء الخضرا، ورأيها، الذي أغرق الجميع في الجدل بخصوص «أضاحي العيد».
في الأثناء كان صوت صديقنا الإسلامي خالد الجهني «يلعلع»، مستغربا أن تتحدث الخضرا في موضوع لا تملك أي خبرة علمية به أو تخصص، فيما وزير سابق للأوقاف يفتي ويمطرنا بعدما تحول المئات إلى «الشافعي» على الأقل.
قبل ذلك وجه الجهني سؤالا، مثل زخة ثلج على رأس متعرق: قطعة «الستيك» هل تصنع من خاروف توفي بشكل طبيعي وقرر التبرع بالأعضاء؟!
طبعا، سؤال ساخر ومضحك، خصوصا وأن سيدة تحاول الدفاع عن الخضرا، طالبت باحترام مشاعر «النباتيين»، مع أن الشعب المتوقد دفاعا عن الأمة والدين أعاد نشر صورة للسيدتين على مائدة طعام تجلس فيها للتو «فرخة مشوية»، وقتلت بالتأكيد لأغراض إلتهامها قبل تبرعها بأعضائها.
كيف يمكن احترام «النباتيين» عند شعب يقدم وجبة «منسف» مجللة باللحم الأحمر لعابر طريق ردا على عبارة «السلام عليكم».
أنا من معتبري سلطة الخضار «مؤامرة على البشرية»، لكن ذلك لا يعني الموافقة على إقامة «مسلخ ومذبح» لسيدة أكاديمية أخطأت في اللهجة والاجتهاد، وهي تحاول «قول رأي ما» بطريقة تنقصها الكياسة وتوقيتها سيىء جدا.
من يعتدي بالقول والتجريح ينبغي تقريعه وإفهامه الحقيقة ومقتضيات الحاجة الشرعية، وشعائرنا الإسلامية مستقرة ومقدرة ولا يضيرها رأي هنا أو إجتهاد هناك.
من هبوا دفاعا عن الإسلام في معظمهم لا يعرف موقع المسجد في حارته، وخدش كرامة الأردني لا يقف عند حدود «الأضاحي»!
شاهدت التلفزيون الأردني وهو يتحدث عن موقف دائرة الإفتاء وينبغي التوقف هنا لا أكثر ولا أقل ولندع الفتاوى لأصحابها.
قلق مشروع
نشعر بالقلق، كلما شاهدنا محطة «رؤيا» المحلية تعيد وتزيد في قصة «الأردن هو البلد الأفضل بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن».
نفسه الكاتب الأمريكي ديفيد إغناطيوس اهتمت شاشة «رؤيا» وعبر موقعها الإلكتروني في إعادة تسليط الضوء على تحليله القائل إن «الملك هو الزعيم العربي المفضل لواشنطن».
طبعا سبق لإغناطيوس نفسه، وقبل أسابيع أن أطلق علينا – نحن معشر الأردنيين – صاروخا من وزن ثقيل.
لاحظنا في المقابل – بعد الاستقبال المنصف والمفرح للملك في البيت الأبيض – كيف «طاش على شبر مياه» فورا بعض رموز الإعلام والسياسة في عمان، معتبرين أن «الريادة الإقليمية في حضن المملكة اليوم» وأن «العسل والسمن» السياسي والاقتصادي في طريقه لنا .
حتى محطة «الجزيرة» ساهمت في «الحفلة» وهي تعيد بث تغطيات خاصة.
بصراحة، نشعر بالقلق من الغرق سياسيا وإعلاميا ونخبويا في «أوهام الريادة»، وأسوأ ما يمكننا تقديمه للقيادة الآن هو مجددا وضعها أمام سيناريو إستراتيجي واحد، وحتى قبل تحققه وعلى طريقة الهباش – ما غيره – أو على طريقة عمرو خالد، الذي شاهد السيسي في الجنة يوزع البلح والعنب!
طبعا، قيادتنا «أوعى وأعمق»، لكن بعض الراقصين من النخب قد يميلون للمبالغات الدرامية التي «تفتن» أكثر مما تقول الحقيقة.
لا أثق في الأمريكيين، فما زلت أشعر بوجود «كمين ما»، وأحذر من الاسترسال في «وهم الصدارة»، على حساب الجاهزية والانصراف للعمل الحقيقي، لتحقيق مكاسب على الأرض ومنع المجازفة بالمصالح الكبرى. على الأقل على ذلك أن يحصل أثناء الابتهاج بموجة «الحنان» الأمريكية المباغتة. مؤسستنا أعمق بكثير من سطحية بعض موظفيها .
بيغاسوس جزائري
«جوسسة». مفردة لطيفة وردت في بيان للإدعاء الجزائري يتعلق بشبكة «تجسس» زرعها المغرب، حسب المزاعم، طبعا عبر تقنية برنامج «بيغاسوس» إسرائيلي الصنع والمنشأ.
قبل الغرق في الجوسسة وعوالمها، لا بد من الترحيب بالبث التجريبي لقناة «الشروق تي في»، والذي تعامل مع أزمة الجوسسة تلك بشذرات مهنية ملتقطة من هنا وهناك .
لافت جدا أن محطة «فرانس 24 » اهتمت بالإعلان عن الوليد الجزائري الفضائي الجديد، لكنها مهتمة أيضا بحزمة برامج تتابع تداعيات الجوسسة إياها.
على القناة العبرية الثانية صاح أحد المعلقين مشاركا في جدل «التجسس»: لم نخترع برنامج بيغاسوس لتلك الأغراض، التي يستعملها العرب!
تذكرت شيخنا الجليل الأردني وهو يصيح «ما لهذا خلقنا نحن العرب والمسلمين».
طبعا، لم نخلق لابتكار برامج «جوسسة»، بل لاستعمالها بعدما ينتجها العدو على نحو مخجل في التجسس على «بعضنا البعض». (ريادة دي ولا مش ريادة يا متعلمين يا بتوع المدارس).
حتى الإسرائيلي غاضب لأن تقنية كيانه المباعة بإسم «بيغاسوس» للشباب العرب تستعمل أيضا على أساس«معروف في غير أهله».
أثبتنا نحن العرب فقط أن تقنية بيغاسوس يمكن استعمالها ضد زوجاتنا وبناتنا أيضا، فبدلا من الحرص على سمعة المحل – عفوا البيت – لا ضير من إنفاق بعض ملايين الدولارات لتفعيل وإنارة الصراعات بين دولنا وللتجسس على زوجة هربت أو أبنة نشزت. مبدعون والعلم عند الله.
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان