عمان جو - بعد الانسحاب الامريكي من أفغانستان تكون واشنطن قد طوت صفحة اطول حرب خاضتها امريكا في تاريخها المعاصر.

امتدت حرب أفغانستان لـ 20 عاما، ومن دون ان تعلن الادارة الامريكية عن خسارتها وربحها لمعركة أفغانستان.

قرار الانسحاب من أفغانستان تأخر ما بين ثلاث رئاسات. وفي عهد ترامب دخلت مفاوضات مع طالبان، ودون الزام طالبان باي تعهدات في مارثون مفاوضات الدوحة.

جنرالات البنتاغون فرملوا قرار الانسحاب ومدوا من عمر الاحتلال الامريكي لافغانستان، وعطلوا قرار الانسحاب الذي اصر بايدين على الأسراع بالاعلان عنه.

بلا شك ان قرار الانسحاب ما زال يمثل مغامرة في نظر جنرلات البنتاغون لاعتبار انه قد يشكل خسارة إستراتيجية لواشنطن في اسيا ومواجهة مد وصعود التنين الصيني.

امريكا احتلت أفغانستان بعد حادثة 11 أيلول، والهجوم على برجي التجارة الدولية في نيويورك، وإعلان الرئيس الامريكي بوش الحرب على الاٍرهاب العالمي.

واقعة نيويورك هزت واشنطن. ودفعت اليمين المحافظ لإعادة التفكير استراتيجيا في الشرق الاوسط، وأطلقت كوندليزا رايز عبارتها الشهيرة «شرق أوسط جديد».

وتلا «غزوة نيوريوك» احتلال أمريكي لافغانستان والعراق. وكل مسوغات الاحتلال الامريكي للعراق كشف عن زيفها وخداعها وان العراق لم يكن يملك أسلحة دمار شامل، وجرى تفكيك الجيش العراقي ومؤسسات الدولة، وتجزئة العراق واثارة النعرات الطائفية والإثنية.

ومن بعد عقدين ثبت ان الديمقراطية الامريكية في الشرق الاوسط كذبة كبيرة، وان الدول التي دخل اليها الجيش الامريكي باسم الديمقراطية وحقوق الانسان وحقوق الأقليات؛ أصابها الخراب والدمار وتشريد شعوبها.

أفغانستان ستكون موضوع لصراعات وصدامات محتملة، وملتقى مصالح استراتجية.

جوار أفغانستان الاستراتيجي، يحدها باكستان من الجنوب وايران من الغرب ودول الاتحاد السوفييتي السابق من الشمال.

جغرافية استراتجية لها تفاعلات وحسابات، يمتد تأثيرها الى الشرق الاوسط.

الانسحاب الامريكي لم يكتمل بعد، ومن المقرر ان يتم في نهاية هذا العام.

ويبدو ان طالبان ستحكم السيطرة على أفغانستان، وإعلان إمارة إسلامية، وتعود طلبان لبناء تحالفات قديمة، وقد ترث الاسلام المتطرف وداعش والقاعدة وبعد ان تقوض مشروعهم في العراق وسورية.