إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

أدباء أردنيون!


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - الطيب صالح وعبدالرحمن منيف روائيان عربيان مخضرمان ملآ الدنيا وشغلا الناس، وخلفا في مسيرة ادبية ابداعية امتدت لنصف قرن عددا محصورا ومحدودا من الروايات والاعمال الادبية.

الطيب صالح 3 روايات ومجموعة قصص قصيرة، موسم الهجرة الى الشمال وعرس الزين ومريود. وعبدالرحمن منيف ثلاثية شرق متوسط، وثلاثية مدن الملح، والاشجار واغتيال مروزق.

وما لا اتصوره في متابعتي لاخبار ادباء اردنيين وعرب ان احدهم كل شهر يصدر رواية ومجموعة قصصية ويقيم حفلا لاشهارها، ويدعو على شرف الرواية والعمل الادبي الذي لا يقرأ رئيس حكومة سابق ووزراء واعيان ورجال اعمال، وتعجق الصالات في الكاميرات والمصورين والصحفيين وناشطي الميديا من الذين لا يميزون بين الرواية والمسرحية.

واذكر ان الطيب صالح تعرض للسؤال عن شح انتاجه الادبي، وقال انه يتعب من الكتابة، وان الكتابة تجهده، وتقصر العمر، وان كل رواية وعمل ادبي ينقص من عمره سنينا طويلة.

واستشهد بموسم الهجرة الى الشمال، وكم استغرقت كتابة هذه الرواية؟ وانها احتاجت الى عشرة اعوام واكثر. وكيف امضى في كتابتها متعبا ومرهقا ذهنيا وفكريا وفنيا.

ورحل الطيب صالح راضيا بما كتب وقدم للادب العربي من روايات اشكالية وجدلية فنيا وفكريا وسياسيا. ورحل ما زال النقاد ينبشون ويحفرون في موسم الهجرة الى الشمال، ويعاد قراءتها وتترجم الى لغات العالم الحي، وتدرس في جامعات الغرب والشرق.

وكذلك عبدالرحمن منيف في الثلاثيات شرق متوسط ومدن الملح، اعمال روائية نالت اعترافا واسعا، امتد نفوذها لتكون العنوان الابرز في الثقافة والرواية العربية المعاصرة.

وما عرف عن الطييب صالح وعبدالرحمن منيف، الذكاء الحاد، والزهد الثقافي، والابتعاد عن السياسة والاضواء ونجومية الاعلام، واقبالهما على الحياة وحبها بعنفوان، وعاشا حياة المثقف الملتزم لقضية القومية والاجتماعية الطبقية.

والطيب صالح أرخ ادبيا لادق تفاصيل وشرايين حياة السوادن وتاريخه الاجتماعي، وجغرافيا النيل من القرية الى زقاق الخرطوم ومدن النيل. وعبدالرحمن منيف أرخ لمجتمعات النفط، والتحولات الاجتماعية والاقتصادية البنيونية لمجتمع ما بعد النفط. وارخ في شرق متوسط لمنظومة القمع والتسلط والعنف السياسي والديني في جغرافيا عربية مفتوحة اسمها «شرق متوسط».

واذكر ان عبدالرحمن منيف شارك في مؤتمر للرواية العربية اقامته جامعة مؤتة. شخصية مفعمة بالتواضع والكبرياء، وانسان بسيط، يتكلم قليلا، ووفي تعليق اذكره عن قلة اعماله الادبية، واذا ما قورن بالطيب صالح فانه غزير الانتاج، وقال اني في الكتابة اخسر جسدي، ويشتد على الارهاق والتعب، وبدا ذلك على منيف، هو شره في التدخين وشرب القهوة.

اكتب هذه السطور احتفالا بعملاقين من كتاب الرواية العربية وهما: الطيب صالح وعبدالرحمن منيف. واتابع اخبارا مضحكة لادباء اردنيين وعرب، هؤلاء من زبائن «الفيسبوك» يصور غلاف رواية وكتاب ولا يقرأه احدا، واذا ما سألته متى كتبت الرواية؟ يجيب دون ستر وغطاء: بانه شرع في كتاباته قبل يومين او ثلاثة ايام.

واحدهم دون ذكر اسمه اضحكني كثيرا في حظر كورونا، وصار منتج 3 روايات. ولا ادري، لو انه يملك حسا في الكتابة والابداع لكان استنفد صبره في الكتابة عن كورونا مثلا.

لربما ان بعض من اقصدهم من اشباه الكتاب والروائيين يردوا على نصحيتي وعوضا عن الكتابة والتاليف يقوموا بالقراءة، والاجتهاد بالقراءة ان كانوا يعرفون أن يقرأوا بالاول.

ويثقفون انفسهم، ويعوا ما يحدث في العالم، والوعي لا ياتي صدفة وبرمشة عين، ويشاهدوا اكثر من نشرة اخبار في اليوم، ويقرأوا الصحف والمواقع الاخبارية، ويطالعوا اخر من يكتب ويقال عن الكتابة والنص والنقد الادبي.

كم هم مضحكون؟ وكم ان اخبار اشهار رواياتهم تثير السخرية! حفل اشهار رواية لا يقرأها احد. وهذا ليس من باب الانتقاص بالقارىء، بل هو من عيوب روايات «كوبي بيست «، وروايات الصف والتلصيق.

اعلان اشهار رواية كان يقيم الدنيا ولا يقعدها. وعندما تطرح رواية جديدة في السوق، ينشغل النقاد والصحافة الادبية والقراء شهورا في الكلام عنها، وما يثار من جدل وسجالات نقدية واحيانا سياسية وفكرية حول مولود ادبي جديد.

وايها السادة.. ما عاد ممكن تحمل من يسيئون الى الذوق العام، ويبثون سموم جهلهم وانحطاطهم بلا روداع تذكر. ولتصل بان يتاجر باسفاف وسذاجة بالادب والكتابة الادبية.

اكتب هنا مضطرا للدفاع بالاول عن القراء، وللدفاع عن الذائقة العامة، وللدفاع عن الادب الاردني. فارجوكم من يشعر ان لديه طاقة وجنوح لشهوة ما، فليحاول ان يصرفها بعيدا عن المزاج العام والذائقة العامة والقارىء المحترم والجاد. ومن مسؤوليتي هنا ان احذر واحذر حتى لا نخسر ما تبقى من قراء اردنيين.

صحيح ان ثمة فوضى عامة عارمة في «الميديا ونيو ميديا» وغيرها، ونمو ما يسمى «مجتمع الناشطين»، وان كل شيء محظور وممنوع اصبح مباحا والخجل محبوس في غرفة الانتظار والنظارة الى ابد الابدين.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :