كم تحتاج عمّان لتكون مدينة نظيفة؟
عمان جو - عمان حتى مطلع القرن الحالي كانت تصنف من اجمل وانظف مدن العرب والشرق الاوسط. نعم، خسرت عمان الكثير من رصيدها الجميل والبهي والمتألق وسط مدن المنطقة والعالم.
وما كانت عمان بحاجة الى شهادة واقرار لجمالها ونظافتها من احد لا عربي ولا افرنجي. وزعماء وقادة ورؤساء زاروا عمان في مؤتمرات وزيارات رسمية انبهروا من جمال المدينة وعمرانها ونظافتها، وعبروا عن ذلك في احاديث صحفية اشهرها ما قاله الرئيس الفرنسي الراحل متيران من مديح وغزل في عمان.
في تقارير حديثة تصدر عن منظمات وجمعيات بيئية فان عمان تراجعت، وتحتل مكانة متأخرة اقليميا وعربيا في مجالي البيئة والنظافة، وتعاني عمان من اكتظاظ مروري، ونمو سكاني، وفوضى معمارية واعتداء على الطبيعة والاشجار.
لا اميل الى المقارنات مع العرب والعجم. ورغم كل ما تعاني عمان اليوم، فهي في نظري من اجمل المدن، واقربها الى قلبي، ولولا اني ابن قرية من الجنوب، لقلت بصدق ان مسكني الآمن والدافيء هو عمان.
جمال المدن من ذائقة سكانها. لربما ان كثيرين لا يشعرون بما اصاب جمال عمان وخدش عذريتها، ولم يصن كرامتها. فكما للانسان والاوطان كرامة، فان للمدن كرامة ايضا. عمان جميلة الجميلات، ونعيش في كنف مدينة روحها طيبة، ونعيش في مدينة واجهتها خضراء وغابة من الشجر العتيق.
ومن واجب امانة عمان واهالي المدينة ان يحموا البقع والمسطحات الخضراء، وان يسن تشريع يجرم باغلظ العقوبات الاعتداء على الاشجار، ويحمي البساط الاخضر من مقاولي الاسمنت.
ولعل الخبر الاهم بيئيا خلال الايام الاخيرة ان وزارة البيئة مشكورة بجهود وزيرها الراقي والانيق نبيل مصاورة بتفعيل قانون البيئة والنظام المعني برمي النفايات في الشوارع، واقرار عقوبات رادعة ومحصنة للنظافة العامة.
تأخر تطبيق وتفعيل قانون البيئة ورمي النفايات والزبالة في الشوارع. وأول المستدعين للامن العام شاب ظهر في فيديو يرمي النفايات من شباك السيارة، ويسخر من قانون البيئة، والخبر الرسمي الذي نشر في الاعلام حول حظر ومنع وملاحقة ملقي النفايات في الشوارع.
البيئة مقدسة، وفي كل الاديان والعقائد والايدولوجيات. ومن اولى معايير الاخلاق الفردية والمجتمعية احترام النظافة العامة. ومن علامات التحضر والتقدم والنصر الانساني. لا تتخليوا في الدول المحترمة كم يعتبر القاء النفايات جريمة، وذلك الى جانب جريمة التهرب الضريبي الابشع والاخطر والتي تصنف تحت بند الخيانة الوطنية والعن.
وزير البيئة يأخذ على عاتقه ان يكون ملف البيئة سياديا. ولم لا؟ وفي ملف البيئة ما ينقصنا قرار سياسي وارادة. وكما يبدو فان المضي نحو تبني سياسة بيئية وتفعيل القوانين فانهما يضمنان اعادة البيئة الجميلة الى مدننا والقرى والاحياء والشوارع. واحياء البيئة لتكن ثقافة وطنية مجتمعية، ومعنى من معاني المواطنة الصالحة واحترام تطبيق القانون رغبة لا خوفا.
الاردن بلد جميل.. وعمان مدينة جميلة.. واراهن ان عدالة القانون، ووعي الناس وحبهم المتفاني لمدينتهم، فانها ستبقى من اجمل المدن، ومدينة للحضارة والحياة السعيدة. وباء كورونا ترك متسعا من الاسئلة عن جدلية: الطبيعية والانسان. ولربما في متابعة اخبار حرائق العالم نرى باعيننا كيف تنتقم الطبيعة، وتتحول الى جحيم وفعل انتحاري، وليس بمقدور الانسان فعل اي شيء امام لهيب جهمني يأكل الاخضر واليابس، ويحوله الى رماد لا ملموس.
وما كانت عمان بحاجة الى شهادة واقرار لجمالها ونظافتها من احد لا عربي ولا افرنجي. وزعماء وقادة ورؤساء زاروا عمان في مؤتمرات وزيارات رسمية انبهروا من جمال المدينة وعمرانها ونظافتها، وعبروا عن ذلك في احاديث صحفية اشهرها ما قاله الرئيس الفرنسي الراحل متيران من مديح وغزل في عمان.
في تقارير حديثة تصدر عن منظمات وجمعيات بيئية فان عمان تراجعت، وتحتل مكانة متأخرة اقليميا وعربيا في مجالي البيئة والنظافة، وتعاني عمان من اكتظاظ مروري، ونمو سكاني، وفوضى معمارية واعتداء على الطبيعة والاشجار.
لا اميل الى المقارنات مع العرب والعجم. ورغم كل ما تعاني عمان اليوم، فهي في نظري من اجمل المدن، واقربها الى قلبي، ولولا اني ابن قرية من الجنوب، لقلت بصدق ان مسكني الآمن والدافيء هو عمان.
جمال المدن من ذائقة سكانها. لربما ان كثيرين لا يشعرون بما اصاب جمال عمان وخدش عذريتها، ولم يصن كرامتها. فكما للانسان والاوطان كرامة، فان للمدن كرامة ايضا. عمان جميلة الجميلات، ونعيش في كنف مدينة روحها طيبة، ونعيش في مدينة واجهتها خضراء وغابة من الشجر العتيق.
ومن واجب امانة عمان واهالي المدينة ان يحموا البقع والمسطحات الخضراء، وان يسن تشريع يجرم باغلظ العقوبات الاعتداء على الاشجار، ويحمي البساط الاخضر من مقاولي الاسمنت.
ولعل الخبر الاهم بيئيا خلال الايام الاخيرة ان وزارة البيئة مشكورة بجهود وزيرها الراقي والانيق نبيل مصاورة بتفعيل قانون البيئة والنظام المعني برمي النفايات في الشوارع، واقرار عقوبات رادعة ومحصنة للنظافة العامة.
تأخر تطبيق وتفعيل قانون البيئة ورمي النفايات والزبالة في الشوارع. وأول المستدعين للامن العام شاب ظهر في فيديو يرمي النفايات من شباك السيارة، ويسخر من قانون البيئة، والخبر الرسمي الذي نشر في الاعلام حول حظر ومنع وملاحقة ملقي النفايات في الشوارع.
البيئة مقدسة، وفي كل الاديان والعقائد والايدولوجيات. ومن اولى معايير الاخلاق الفردية والمجتمعية احترام النظافة العامة. ومن علامات التحضر والتقدم والنصر الانساني. لا تتخليوا في الدول المحترمة كم يعتبر القاء النفايات جريمة، وذلك الى جانب جريمة التهرب الضريبي الابشع والاخطر والتي تصنف تحت بند الخيانة الوطنية والعن.
وزير البيئة يأخذ على عاتقه ان يكون ملف البيئة سياديا. ولم لا؟ وفي ملف البيئة ما ينقصنا قرار سياسي وارادة. وكما يبدو فان المضي نحو تبني سياسة بيئية وتفعيل القوانين فانهما يضمنان اعادة البيئة الجميلة الى مدننا والقرى والاحياء والشوارع. واحياء البيئة لتكن ثقافة وطنية مجتمعية، ومعنى من معاني المواطنة الصالحة واحترام تطبيق القانون رغبة لا خوفا.
الاردن بلد جميل.. وعمان مدينة جميلة.. واراهن ان عدالة القانون، ووعي الناس وحبهم المتفاني لمدينتهم، فانها ستبقى من اجمل المدن، ومدينة للحضارة والحياة السعيدة. وباء كورونا ترك متسعا من الاسئلة عن جدلية: الطبيعية والانسان. ولربما في متابعة اخبار حرائق العالم نرى باعيننا كيف تنتقم الطبيعة، وتتحول الى جحيم وفعل انتحاري، وليس بمقدور الانسان فعل اي شيء امام لهيب جهمني يأكل الاخضر واليابس، ويحوله الى رماد لا ملموس.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات