ليست حربهم فلماذا يخوضونها؟
عمان جو - انسحب الأميركيون وغيرهم من قوات دولية، من أفغانستان، والكل تابع المشاهد حين استطاعت طالبان السيطرة على أفغانستان في بحر أيام، ولم يقف في وجه المقاتلين، عسكري أفغاني واحد.
العسكريون الذين دربتهم واشنطن، لم يطلقوا رصاصة واحدة ضد طالبان، فهذه حرب لا دافع لدى الأفغان لخوضها، نيابة عن أحد. فلماذا يموت الافغاني، ولا دافع سياسيا، او فكريا، لديه يقنعه ان يحارب طالبان نيابة عن الأميركيين، وسط مخاوفه لاعتبارات قبلية، والخوف من الثأر.
التقديرات التي وصلت الى 3 ترليونات، وهي المبالغ التي انفقها الاميركيون في أفغانستان، على الحرب على مدى عقدين، وهي ارقام قد تبدو مبالغ فيها، وقد تكون اقل، وتم هدرها على تدريب الجيش الافغاني، وثمن المعدات العسكرية، وكلفة العمليات العسكرية الأميركية، بما في ذلك الذخائر والجنود والنقل والاتصالات، وغير ذلك، لو تم توزيعها على الأفغان، لشهدت تلك البلاد ثورة عز نظيرها على صعيد الرخاء، لكن الاميركيين، لا يريدون هذا، بل يريدون مقاتلة القاعدة وفقا لما يقولون، وإعادة التموضع في آسيا قرب روسيا، وايران، والتحكم في كل تلك المنطقة.
الكل الآن يستغرق في التحليلات حول الذي ستفعله طالبان، واذا ما كانت هي ذاتها طالبان القديمة ام لا، لكن المؤشرات تقول ان طالبان تريد الحكم، بطريقة مختلفة، وليس ادل على ذلك من إعلانها عفوا عاما عن كل موظفي الدولة التي انهارت خلال أيام، بعد مغادرة القوات الدولية، وسنحتاج الى وقت قصير حتى نعرف اذا كنا امام طالبان جديدة تماما، ام معدلة جينياً.
الهواجس في الشرق الأوسط تتعلق بعلاقة طالبان مع ايران، تحديدا، إذ على الرغم من العداء التقليدي بين طالبان وايران، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت فتح خطوط عديدة بين الجانبين، كما ان طهران وظفت طالبان بشكل مباشر، وغير مباشر، للقتال ضد الاميركيين، وهناك اليوم من يعتقد ان طالبان لن تعادي ايران، خصوصا، ان الأخيرة تعاني من عقوبات دولية، وقد تكون هناك اتفاقيات سرية بين الطرفين، فيما يرى طرف ثان، ان مهمة طالبان الأساسية التي سنراها قريبا هي في التحول الى خنجر في ظهر ايران، خصوصا، في ظلال الخلاف المذهبي، والصراع، وكأن واشنطن هنا توظف طالبان كتنظيم مقاتل سني، ضد الإيرانيين، في سياقات استنزاف إمكانات ايران، وهذا كلام لم يثبت حتى الآن، خصوصا، في ظل وجود تقاطعات مع الروس والأتراك.
الخلاصات الأهم من خروج الاميركيين من أفغانستان، ان كل تجارب واشنطن في أفغانستان، والعراق، ودول ثانية، فشلت تماما، فأنت بكل قوتك وامكاناتك، لا تستطيع احتلال بلد آخر، ومهما انفقت من مال على تدريب جيوش موالية، وحكومات تابعة لك، فهي آيلة للسقوط في لحظة، فلا احد مستعد للموت من اجل ما انفقته الولايات المتحدة في أفغانستان، وهذا يفسر ظاهرة هروب الأفغان المحسوبين على واشنطن، ثم عدم مقاتلة الجيش الافغاني الذي صنعته واشنطن، وأيضا، ثم فرار عشرات الآلاف وما نزال في البداية الى ايران، او تركيا لاحقا.
الرئيس الأميركي لخص القصة ببضعة كلمات حين قال لماذا نخوض حربا، لا يريد أصحابها أصلا خوضها، وهو هنا يقول ان واشنطن لا تريد ان تحارب ما دام الجيش الافغاني ذاته الذي تم الانفاق عليه، رمى السلاح وولى الادبار، وفي هذا الكلام عبرة كبيرة، تؤشر على فشل واشنطن الذريع في الشرق الأوسط، وان الإدارات الأميركية بددت مال الاميركيين في حروب غير منتجة، أدت الى مقتل مئات الآلاف الأبرياء، لتكون النتيجة ان كل هذه البنية قد انهارت في لحظات.
من المحزن هنا، ان يبقى أبناء العالم العربي والإسلامي، مجرد حطب في جهنم صراعات العالم، وكما نرى فإن اهل هذه المنطقة يدفعون الثمن دوما، اما قتلى او جرحى او اسرى او مشردين، من أفغانستان الى سورية، وبينهما قوس كبير من الدول المنهارة والهشة.
هذا يقودنا الى الاستخلاص النهائي ان أفغانستان اليوم، تحت وطأة تهديدات كثيرة، دولية، وداخلية، قد تقود هذه البلاد الى مرحلة أسوأ بكثير من كل المراحل السابقة، خصوصا، في ظل التوتر الإقليمي والعالمي، مما يجري، والتلويح بالعودة والتدخل في أفغانستان اذا استطاعوا.
العسكريون الذين دربتهم واشنطن، لم يطلقوا رصاصة واحدة ضد طالبان، فهذه حرب لا دافع لدى الأفغان لخوضها، نيابة عن أحد. فلماذا يموت الافغاني، ولا دافع سياسيا، او فكريا، لديه يقنعه ان يحارب طالبان نيابة عن الأميركيين، وسط مخاوفه لاعتبارات قبلية، والخوف من الثأر.
التقديرات التي وصلت الى 3 ترليونات، وهي المبالغ التي انفقها الاميركيون في أفغانستان، على الحرب على مدى عقدين، وهي ارقام قد تبدو مبالغ فيها، وقد تكون اقل، وتم هدرها على تدريب الجيش الافغاني، وثمن المعدات العسكرية، وكلفة العمليات العسكرية الأميركية، بما في ذلك الذخائر والجنود والنقل والاتصالات، وغير ذلك، لو تم توزيعها على الأفغان، لشهدت تلك البلاد ثورة عز نظيرها على صعيد الرخاء، لكن الاميركيين، لا يريدون هذا، بل يريدون مقاتلة القاعدة وفقا لما يقولون، وإعادة التموضع في آسيا قرب روسيا، وايران، والتحكم في كل تلك المنطقة.
الكل الآن يستغرق في التحليلات حول الذي ستفعله طالبان، واذا ما كانت هي ذاتها طالبان القديمة ام لا، لكن المؤشرات تقول ان طالبان تريد الحكم، بطريقة مختلفة، وليس ادل على ذلك من إعلانها عفوا عاما عن كل موظفي الدولة التي انهارت خلال أيام، بعد مغادرة القوات الدولية، وسنحتاج الى وقت قصير حتى نعرف اذا كنا امام طالبان جديدة تماما، ام معدلة جينياً.
الهواجس في الشرق الأوسط تتعلق بعلاقة طالبان مع ايران، تحديدا، إذ على الرغم من العداء التقليدي بين طالبان وايران، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت فتح خطوط عديدة بين الجانبين، كما ان طهران وظفت طالبان بشكل مباشر، وغير مباشر، للقتال ضد الاميركيين، وهناك اليوم من يعتقد ان طالبان لن تعادي ايران، خصوصا، ان الأخيرة تعاني من عقوبات دولية، وقد تكون هناك اتفاقيات سرية بين الطرفين، فيما يرى طرف ثان، ان مهمة طالبان الأساسية التي سنراها قريبا هي في التحول الى خنجر في ظهر ايران، خصوصا، في ظلال الخلاف المذهبي، والصراع، وكأن واشنطن هنا توظف طالبان كتنظيم مقاتل سني، ضد الإيرانيين، في سياقات استنزاف إمكانات ايران، وهذا كلام لم يثبت حتى الآن، خصوصا، في ظل وجود تقاطعات مع الروس والأتراك.
الخلاصات الأهم من خروج الاميركيين من أفغانستان، ان كل تجارب واشنطن في أفغانستان، والعراق، ودول ثانية، فشلت تماما، فأنت بكل قوتك وامكاناتك، لا تستطيع احتلال بلد آخر، ومهما انفقت من مال على تدريب جيوش موالية، وحكومات تابعة لك، فهي آيلة للسقوط في لحظة، فلا احد مستعد للموت من اجل ما انفقته الولايات المتحدة في أفغانستان، وهذا يفسر ظاهرة هروب الأفغان المحسوبين على واشنطن، ثم عدم مقاتلة الجيش الافغاني الذي صنعته واشنطن، وأيضا، ثم فرار عشرات الآلاف وما نزال في البداية الى ايران، او تركيا لاحقا.
الرئيس الأميركي لخص القصة ببضعة كلمات حين قال لماذا نخوض حربا، لا يريد أصحابها أصلا خوضها، وهو هنا يقول ان واشنطن لا تريد ان تحارب ما دام الجيش الافغاني ذاته الذي تم الانفاق عليه، رمى السلاح وولى الادبار، وفي هذا الكلام عبرة كبيرة، تؤشر على فشل واشنطن الذريع في الشرق الأوسط، وان الإدارات الأميركية بددت مال الاميركيين في حروب غير منتجة، أدت الى مقتل مئات الآلاف الأبرياء، لتكون النتيجة ان كل هذه البنية قد انهارت في لحظات.
من المحزن هنا، ان يبقى أبناء العالم العربي والإسلامي، مجرد حطب في جهنم صراعات العالم، وكما نرى فإن اهل هذه المنطقة يدفعون الثمن دوما، اما قتلى او جرحى او اسرى او مشردين، من أفغانستان الى سورية، وبينهما قوس كبير من الدول المنهارة والهشة.
هذا يقودنا الى الاستخلاص النهائي ان أفغانستان اليوم، تحت وطأة تهديدات كثيرة، دولية، وداخلية، قد تقود هذه البلاد الى مرحلة أسوأ بكثير من كل المراحل السابقة، خصوصا، في ظل التوتر الإقليمي والعالمي، مما يجري، والتلويح بالعودة والتدخل في أفغانستان اذا استطاعوا.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات