451 فهرنايت
عمان جو - كانت درجات الحرارة عندما تقترب من 40 مئوية تعلن حالة طوارىء مناخية، ويبدو ان الجحيم قد اقترب، وان لهيب نيران جهنم وبئس المصير قد اشتعل لهيبها على الارض، واقترب من البشر.
الروائي الامريكي «راي برادبري» في رواية «451 فهرنهايت»، وتلك درجة الحرارة التي يشتعل فيها ورق الكتب. وهي ذات درجة الحرارة التي حرق بها الكاتب اعماله واوارقه وخرابيشه.
وعندما تتحول مهمة وواجب رجل الاطفاء حرق الكتب والبيوت التي تحتويها بدلا من اخمادها. رواية «راي بردابوري» تحكي عن مجتمع افتراضي ومستقبلي كارثي.
وسطرت الرواية فصلا خياليا من «الديستوبيا»، التي لا يعلم احد كيف بدأت ولا متى، ولكنّه شكل العالم الجديد. حرق الكتب واندثار الاوراق والمخطوطات بالعمد وبفعل بشري مقصود، وفي التاريخ فعلها هولاكو في بغداد، وامبراطور صيني اتبع نصيحة وزيره فحرق ورق كتب الفلسفة والتاريخ التي تخص ممالك خمس مهزومة، وكما حرق القائد الروماني قيصر مكتبة الاسكندرية، وحرقت مكتبات الاندلس على ايدي جماعة التفتيش والكنسية في اوروبا بالعصور الوسطى.
النار والحريق غيرا التاريخ، وكما ان الجغرافيا اصيبت بلعنة النيران. ولا ادري لماذا يربط رمزيا بين اندثار الحضارات والنار؟ فهل الاديان اسهمت في تقديم النار كعقوبة ومثوى ابدي ومطلق للاشرار والكفار والخطائين؟.
وكذلك، فما يحصل اليوم، وعلى درجة جحيمية حتى لو توفرت المكيفات، فهي ليست موجودة في كل البيوت الاسمنتية والزينكو، وليست موجودة في الشوارع، والناس اليوم لا يعثروا على ماء بارد، فما بالكم بهواء مكيف ومكندش؟.
الحرارة ودرجاتها الجحيمية تنال من الانسان في الحياة، والفقراء كما يبدو فانهم اكثر تورطا في لهيب السنتها، فلا يقوون على تركيب مكيفات، واعمالهم البسيطة والمتواضعة تجبرهم على التعرض لاشعة الشمس الحارقة، واذا ما ذهبوا الى «رفاهية الحر» ليركبوا مكيفات ومرواح هواء، فذلك سيزيد من الاعباء الباهظة لفاتورة الكهرباء، والتورط بالقروض والديون والوقوع في فخ البنوك والمرابين.
في هذا الصيف فاض السؤال عن الحرارة و»قيض ملتهب». ما كان الانسان من قبل متنبها او معنيا في السؤال عن المناخ والطقس، ولكن درجات الحرارة الحجيمية اذابت جليد البرودة في علاقة الانسان مع الطبيعية. واجراس الانذار دقت من فيضانات المانيا وهولندا وبلجيكا، والحرائق الملتهبة في غابات تركياو لبنان وسورية، وشمال افريقيا.
ما كان الانسان يعتقد في زمن الوباء ان الطبيعة ستكون قاسية لهذا الحد. وطبعا، كل هذا من صنع الانسان سواء التغيير المناخي وارتفاع درجات الحرارة وانقلاب الطقس واضافة الى وباء كورونا المتوحش الساكن في ادق وابسط يومياتنا. فما صنعه الانسان عندما ثقب الغلاف الجوي ورحل الى القمر، ستدفع ثمنه الاجيال القادمة.
لربما لم يقل التاريخ والاديان ان نهاية العالم ستكون بالحريق ! وهذا ما ذهبت اليه رواية «451 فهرنهايت» للاعتراف حرق العالم والكون نابعة من الانسان بذاته وبرغبة وشهوة جامحة، ونحو عالم بلا ورق وكتب وحبر، وعالم من النيران.
الروائي الامريكي «راي برادبري» في رواية «451 فهرنهايت»، وتلك درجة الحرارة التي يشتعل فيها ورق الكتب. وهي ذات درجة الحرارة التي حرق بها الكاتب اعماله واوارقه وخرابيشه.
وعندما تتحول مهمة وواجب رجل الاطفاء حرق الكتب والبيوت التي تحتويها بدلا من اخمادها. رواية «راي بردابوري» تحكي عن مجتمع افتراضي ومستقبلي كارثي.
وسطرت الرواية فصلا خياليا من «الديستوبيا»، التي لا يعلم احد كيف بدأت ولا متى، ولكنّه شكل العالم الجديد. حرق الكتب واندثار الاوراق والمخطوطات بالعمد وبفعل بشري مقصود، وفي التاريخ فعلها هولاكو في بغداد، وامبراطور صيني اتبع نصيحة وزيره فحرق ورق كتب الفلسفة والتاريخ التي تخص ممالك خمس مهزومة، وكما حرق القائد الروماني قيصر مكتبة الاسكندرية، وحرقت مكتبات الاندلس على ايدي جماعة التفتيش والكنسية في اوروبا بالعصور الوسطى.
النار والحريق غيرا التاريخ، وكما ان الجغرافيا اصيبت بلعنة النيران. ولا ادري لماذا يربط رمزيا بين اندثار الحضارات والنار؟ فهل الاديان اسهمت في تقديم النار كعقوبة ومثوى ابدي ومطلق للاشرار والكفار والخطائين؟.
وكذلك، فما يحصل اليوم، وعلى درجة جحيمية حتى لو توفرت المكيفات، فهي ليست موجودة في كل البيوت الاسمنتية والزينكو، وليست موجودة في الشوارع، والناس اليوم لا يعثروا على ماء بارد، فما بالكم بهواء مكيف ومكندش؟.
الحرارة ودرجاتها الجحيمية تنال من الانسان في الحياة، والفقراء كما يبدو فانهم اكثر تورطا في لهيب السنتها، فلا يقوون على تركيب مكيفات، واعمالهم البسيطة والمتواضعة تجبرهم على التعرض لاشعة الشمس الحارقة، واذا ما ذهبوا الى «رفاهية الحر» ليركبوا مكيفات ومرواح هواء، فذلك سيزيد من الاعباء الباهظة لفاتورة الكهرباء، والتورط بالقروض والديون والوقوع في فخ البنوك والمرابين.
في هذا الصيف فاض السؤال عن الحرارة و»قيض ملتهب». ما كان الانسان من قبل متنبها او معنيا في السؤال عن المناخ والطقس، ولكن درجات الحرارة الحجيمية اذابت جليد البرودة في علاقة الانسان مع الطبيعية. واجراس الانذار دقت من فيضانات المانيا وهولندا وبلجيكا، والحرائق الملتهبة في غابات تركياو لبنان وسورية، وشمال افريقيا.
ما كان الانسان يعتقد في زمن الوباء ان الطبيعة ستكون قاسية لهذا الحد. وطبعا، كل هذا من صنع الانسان سواء التغيير المناخي وارتفاع درجات الحرارة وانقلاب الطقس واضافة الى وباء كورونا المتوحش الساكن في ادق وابسط يومياتنا. فما صنعه الانسان عندما ثقب الغلاف الجوي ورحل الى القمر، ستدفع ثمنه الاجيال القادمة.
لربما لم يقل التاريخ والاديان ان نهاية العالم ستكون بالحريق ! وهذا ما ذهبت اليه رواية «451 فهرنهايت» للاعتراف حرق العالم والكون نابعة من الانسان بذاته وبرغبة وشهوة جامحة، ونحو عالم بلا ورق وكتب وحبر، وعالم من النيران.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات