كل الأردنيين خبراء!.
عمان جو - يوم الجمعة تحول الاردنيون الى خبراء جيولوجيين وبيئة، وقد جاء خبر يتحدث عن.. بركة مياه حمراء اللون بالقرب من البحر الميت. واندلقت من بعده شبكات التواصل الاجتماعي بكلام اسطوري وموسوعي عن المياه الحمراء والبركة والبحر الميت.
لم اترك حسابا على الفيسبوك الا اصدر فتوى واجتهادا في تفسير ظاهرة المياه الحمراء. ولربما انا الاردني الوحيد المسكين الذي لم يدلِ بدلوه ويعلق ويبدي رأيا حول البركة الحمراء الغامضة.
التزمت الصمت، وقرأت حوالي الف تعليق على السوشل ميديا. تفاجأت حقيقة في القدرات والامكانات العبقرية لدى الاردنيين في علوم الطبيعة والجيولوجيا والظواهر الطبيعية الغريبة.
وبلغت ذروة التعليق لدى البعض في ربط الظاهرة بعوامل غيبية وخفية ودينية، وذهبوا الى ربطها بما يجري في فلسطين المحتلة وافغانستان، واخرون عادوا الى الكتب المقدسة، وانذروا بان يوم القيامة قد اقترب، وان الظاهرة واحدة من علاماتها ومؤشراتها.
قرأت الكثير والكثير من التعليقات، واستهلكت من فائض وقتي للاطلاع، وماذا يقول الناس في ظاهرة طبيعية من الحتمي والمنطقي ان يتدخل علماء في تفسيرها والوقوف على حيثياتها العلمية والموضوعية، والاحتكام الى العلم ومنهجه.
وبلغ الامر حد الحيرة والعبث والعدمية،ولو ان الصورة المتداولة كانت غير صحيحة او مكانها ليس البحر الميت، وقدمت الى صفحات التواصل الاجتماعي من مصادر اجنبية وخارجية، واكثر ما يغرق التواصل الاجتماعي باخبار وفيديوهات وصور تكون قديمة وليست اردنية، وملفقة ومزورة، ومدجنة.
العلم والعلماء غابوا، وحتى خبراء البيئة والطبيعة من دخلوا على الخط وادلوا في قراءة طوالع الظاهرة كانوا متسرعين ولم يراعوا احترام ادنى ادبيات التفكير العلمي ومناهجه، واسرعوا في اطلاق سيناريوهات لتفسير الظاهرة، ودون ان يفحصوا بالاول عينة بسيطة من المياه الملونة الغريبة.
شخصيا لا الوم مواطنا عاديا وبسيطا، ولكن العلماء ومن يسمون انفسهم خبراء بيئة وطبيعة، واكاديميين، ويشغرون مواقع علمية حساسة ومرموقة في جامعات اردنية، يتغافلون عن الحقيقة العلمية وكيفية تفسير ظاهرة، ويندلقون وراء متاهات الجمهور وكلام العوام، والتفسير الخيالي واللاورائي.
وعلى فضائية عربية تابعت محللا مزمن الظهور على الشاشات العربية يتكلم عن المياه الملونة، ويضرب اخماسا باسداس بكلام بعيد كل البعد عن العلم والعقلانية، واشبه بالشعوذة والحجب والتنجيم في تفسير الظاهرة الغريبة، ولا ادرى من قدر انها غريبة بالاصل.
وهولاء انا اسميهم ملهمين ومعصومين عن الخطأ،.. وما اكثرهم في بلادنا. ولربما ان هذا المؤشر من الوعي العام يفضح تخلفا وجهلا مستوطنا وعميقا ومتجذرا وموروثا في عقول وخيالات الناس.
واضيف ايضا ان هولاء اخطر على المجتمع والوعي العام. وفي ازمة كورونا ومازالت توابع مفاعليها ناشطة ومؤثرة لعبوا دورا سلبيا خطيرا في مواجهة الفايروس اللعين، وخلقوا في المجتمع رايا عاما متخندقا حول رفض حقيقة كورونا وانكارها علميا، وتيار عريض ايضا اصطف خلف رفض اللقاح شطينته ونظرية المؤامرة.
ظاهرة البحر الميت وكما غيرها، وما زلنا ننتظر الفحوصات المخبرية لوزارة المياه والجمعية العلمية الملكية لتفسير الحقيقة العلمية للمياه الملونة. والاهم، ان لها دلالات خطيرة في تراجع قيمة العلم والعقلانية في المجتمع، وان لا سلطة في بلادنا للعلم والعلماء في التفكير المنهجي العلمي.
نعم، في الاردن مليونا جامعي، ومئات الاف من حملة الرقاع الجامعية العليا. ولكن في نهاية المطاف لا حاجة لنا في التفكير واستخدام العقل والاحتكام الى العلم ومناهجه، ولماذا نتعب عقولنا وصداع التفكير ما دام التفسيرات والتحليلات جاهزة،ودون ان نطرق ابواب العلم.. فعلا ثمة ما يبكي ويدمي القلب من شدة البكاء، وضحكت كثيرا خلال الايام الماضية، ويزداد ضحكي كلما اقتربت من الوعي العام.
لم اترك حسابا على الفيسبوك الا اصدر فتوى واجتهادا في تفسير ظاهرة المياه الحمراء. ولربما انا الاردني الوحيد المسكين الذي لم يدلِ بدلوه ويعلق ويبدي رأيا حول البركة الحمراء الغامضة.
التزمت الصمت، وقرأت حوالي الف تعليق على السوشل ميديا. تفاجأت حقيقة في القدرات والامكانات العبقرية لدى الاردنيين في علوم الطبيعة والجيولوجيا والظواهر الطبيعية الغريبة.
وبلغت ذروة التعليق لدى البعض في ربط الظاهرة بعوامل غيبية وخفية ودينية، وذهبوا الى ربطها بما يجري في فلسطين المحتلة وافغانستان، واخرون عادوا الى الكتب المقدسة، وانذروا بان يوم القيامة قد اقترب، وان الظاهرة واحدة من علاماتها ومؤشراتها.
قرأت الكثير والكثير من التعليقات، واستهلكت من فائض وقتي للاطلاع، وماذا يقول الناس في ظاهرة طبيعية من الحتمي والمنطقي ان يتدخل علماء في تفسيرها والوقوف على حيثياتها العلمية والموضوعية، والاحتكام الى العلم ومنهجه.
وبلغ الامر حد الحيرة والعبث والعدمية،ولو ان الصورة المتداولة كانت غير صحيحة او مكانها ليس البحر الميت، وقدمت الى صفحات التواصل الاجتماعي من مصادر اجنبية وخارجية، واكثر ما يغرق التواصل الاجتماعي باخبار وفيديوهات وصور تكون قديمة وليست اردنية، وملفقة ومزورة، ومدجنة.
العلم والعلماء غابوا، وحتى خبراء البيئة والطبيعة من دخلوا على الخط وادلوا في قراءة طوالع الظاهرة كانوا متسرعين ولم يراعوا احترام ادنى ادبيات التفكير العلمي ومناهجه، واسرعوا في اطلاق سيناريوهات لتفسير الظاهرة، ودون ان يفحصوا بالاول عينة بسيطة من المياه الملونة الغريبة.
شخصيا لا الوم مواطنا عاديا وبسيطا، ولكن العلماء ومن يسمون انفسهم خبراء بيئة وطبيعة، واكاديميين، ويشغرون مواقع علمية حساسة ومرموقة في جامعات اردنية، يتغافلون عن الحقيقة العلمية وكيفية تفسير ظاهرة، ويندلقون وراء متاهات الجمهور وكلام العوام، والتفسير الخيالي واللاورائي.
وعلى فضائية عربية تابعت محللا مزمن الظهور على الشاشات العربية يتكلم عن المياه الملونة، ويضرب اخماسا باسداس بكلام بعيد كل البعد عن العلم والعقلانية، واشبه بالشعوذة والحجب والتنجيم في تفسير الظاهرة الغريبة، ولا ادرى من قدر انها غريبة بالاصل.
وهولاء انا اسميهم ملهمين ومعصومين عن الخطأ،.. وما اكثرهم في بلادنا. ولربما ان هذا المؤشر من الوعي العام يفضح تخلفا وجهلا مستوطنا وعميقا ومتجذرا وموروثا في عقول وخيالات الناس.
واضيف ايضا ان هولاء اخطر على المجتمع والوعي العام. وفي ازمة كورونا ومازالت توابع مفاعليها ناشطة ومؤثرة لعبوا دورا سلبيا خطيرا في مواجهة الفايروس اللعين، وخلقوا في المجتمع رايا عاما متخندقا حول رفض حقيقة كورونا وانكارها علميا، وتيار عريض ايضا اصطف خلف رفض اللقاح شطينته ونظرية المؤامرة.
ظاهرة البحر الميت وكما غيرها، وما زلنا ننتظر الفحوصات المخبرية لوزارة المياه والجمعية العلمية الملكية لتفسير الحقيقة العلمية للمياه الملونة. والاهم، ان لها دلالات خطيرة في تراجع قيمة العلم والعقلانية في المجتمع، وان لا سلطة في بلادنا للعلم والعلماء في التفكير المنهجي العلمي.
نعم، في الاردن مليونا جامعي، ومئات الاف من حملة الرقاع الجامعية العليا. ولكن في نهاية المطاف لا حاجة لنا في التفكير واستخدام العقل والاحتكام الى العلم ومناهجه، ولماذا نتعب عقولنا وصداع التفكير ما دام التفسيرات والتحليلات جاهزة،ودون ان نطرق ابواب العلم.. فعلا ثمة ما يبكي ويدمي القلب من شدة البكاء، وضحكت كثيرا خلال الايام الماضية، ويزداد ضحكي كلما اقتربت من الوعي العام.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات