حتى لا تصبح لدينا طوائف منبوذين
عمان جو - يعاتبك من يعاتبك على انك تبث السلبية، ولا تتحدث بإيجابية، فتقول له من أين آتي بالإيجابية، اذا كان كل شيء سلبياً، الا اذا كان القصد هنا التزوير والتزييف وقلب الحقائق.
بين يدي تقرير للزميلة سماح بيبرس نشرته الصحيفة هنا قبل أيام، تقول في مطلعه أظهرت بيانات رسمية أن نسبة العاملين الأردنيين الذين يقل دخلهم الشهري عن 200 دينار ارتفعت خلال الأشهر الأولى من العام الحالي الأمر الذي وصفه خبراء بـالخطير.
تحليل الأرقام الذي أجرته صحيفة الغد كشف أن نسبة الأردنيين الذين يقل دخلهم عن 200 دينار شهريا من إجمالي المشتغلين ارتفعت إلى 6.3 % في الربع الأول من العام الحالي مقارنة مع 4.8 % في الربع الأخير من العام الماضي و4 % في الربع الثالث، هذا في الوقت الذي تظهر فيه الأرقام الرسمية الخاصة بمسح العمالة والبطالة الصادر عن دائرة الإحصاءات أن نسبة المشتغلين الذين يقل دخلهم الشهري عن 200 دينار شهريا تتراوح بين 4.8 % و5 % خلال الأعوام 2018 الى 2020 وهذه الاحصائية لا تشمل عمالة الأطفال لأنها تشمل العاملين ممن تزيد أعمارهم على 15 سنة، وعددهم هنا كبير، برغم كل محاولات منع تشغيل الأطفال.
هذه ارقام مذهلة بحق، لأنك تدرك ان هناك ازمة اقتصادية بنيوية، تؤدي الى تداعيات اجتماعية خطيرة، وكلما نقر أ ارقام الجرائم، والفقر، والمخدرات، والبطالة، وغير ذلك، فإن علينا ان لا نستغرب، فهذه الأرقام تأتي نتيجة، واشتداد الازمة أساسا، كل يوم في هذا البلد، لان لا أحد يبذل جهدا، من اجل وقف التدهور، بل ان الكل يتفرج ويستسلم امام المشهد.
هذه الازمة سوف تتعمق اكثر خلال السنوات المقبلة، وعلينا ان نتحدث بصراحة، فلا احد يلتزم بالحد الأدنى من الأجور، وكثرة تقبل أن تعمل بأجور قليلة من اجل تغطية ابسط نفقاتها، وهي ليست في وارد الدخول في معارك مع ارباب العمل، من اجل الالتزام بالحد الأدنى من الأجور، وكلما زاد عدد السكان، وتخرجت أيضا أفواج جديدة، اشتدت حدة البطالة، وصار التزاحم واقعاً للحصول على أي وظيفة بأقل الأجور، هذا فوق عدم قدرة ارباب العمل على دفع أجور مناسبة، وفي حالات يستغلون حاجة الناس، لتشغيلهم بأجور لا تليق بالبشر.
تتعجب من سياسات لا تتنبه لهذا البركان الذي ينذرنا بالتدريج، اذ لا يعقل ان نكون امام كتلة سكانية من اعمار منخفضة، في عز الشباب، او في سن الطفولة، يعملون بأجور تشابه أجور السخرة والعبيد في ازمان ما قبل الدول العصرية، ونحن هنا، نتفرج على جيل غاضب، قد لا يلام بعد قليل اذا فجر غضبه سياسيا، او اجتماعيا، وهذا يفسر روح السلبية التي تطغى على كل هؤلاء عند سماعهم للشعارات، والتوجهات، فالكل يتبسم بسخرية، ويجزم ان لا احد يفهم الذي يجري في البلد، فالحرمان هنا، صعب جدا، وطاقته الدافعة للغضب كبيرة جدا.
لو اخذنا ارقاما ثانية، من نسبة الخمسين بالمائة العاطلين عن العمل بين عمر 22 و24، او احتمال انضمام اكثر من 800 الف اردني الى قافلة الفقراء، تضع يدك على قلبك، فالمجتمع يتحول الى مجتمع طوائف، منبوذين وفقراء ومهمشين على شاكلة بعض الشعوب، واغنياء وميسورين ومقتدرين، وبينهما طبقة وسطى يتأرجح أصحابها، والقاع يناديهم، بكل قوة حتى يلتحقوا بالفقراء جدا، وهم يقاومون بكل قوة، وبعضهم ينجح، وبعضهم يفشل بالصمود.
القصة هنا ترتبط بسياسات الدولة، التي عليها ان تتغير، لان الناس هم أساس الدولة، والدولة تقوم بهم، وحين نرى كل هؤلاء بلا تأمين صحي، او بلا وظائف ذات دخل، او بلا مستقبل، نعرف جيدا ان علينا ان لا نلوم الأردني، مستقبلا، اذا سرق، او تطرف وتشدد، او عبر عن غضبه بكل الوسائل، ليبقى السؤال، عن علية القوم، والى متى سوف يواصلون التفرج على هذا المشهد، وكأنه لا يعنيهم ابدا، ولا يحاولون البحث عن وصفات حلول ؟.
وأني لأعجب أكثر، كيف تنامون ليلكم الطويل، وحولكم كل هؤلاء المحرومين، والذين لا ينقصهم الرغيف، وحسب، بل والحياة الطبيعية العادية التي تعتبر حقا من حقوقهم.
بين يدي تقرير للزميلة سماح بيبرس نشرته الصحيفة هنا قبل أيام، تقول في مطلعه أظهرت بيانات رسمية أن نسبة العاملين الأردنيين الذين يقل دخلهم الشهري عن 200 دينار ارتفعت خلال الأشهر الأولى من العام الحالي الأمر الذي وصفه خبراء بـالخطير.
تحليل الأرقام الذي أجرته صحيفة الغد كشف أن نسبة الأردنيين الذين يقل دخلهم عن 200 دينار شهريا من إجمالي المشتغلين ارتفعت إلى 6.3 % في الربع الأول من العام الحالي مقارنة مع 4.8 % في الربع الأخير من العام الماضي و4 % في الربع الثالث، هذا في الوقت الذي تظهر فيه الأرقام الرسمية الخاصة بمسح العمالة والبطالة الصادر عن دائرة الإحصاءات أن نسبة المشتغلين الذين يقل دخلهم الشهري عن 200 دينار شهريا تتراوح بين 4.8 % و5 % خلال الأعوام 2018 الى 2020 وهذه الاحصائية لا تشمل عمالة الأطفال لأنها تشمل العاملين ممن تزيد أعمارهم على 15 سنة، وعددهم هنا كبير، برغم كل محاولات منع تشغيل الأطفال.
هذه ارقام مذهلة بحق، لأنك تدرك ان هناك ازمة اقتصادية بنيوية، تؤدي الى تداعيات اجتماعية خطيرة، وكلما نقر أ ارقام الجرائم، والفقر، والمخدرات، والبطالة، وغير ذلك، فإن علينا ان لا نستغرب، فهذه الأرقام تأتي نتيجة، واشتداد الازمة أساسا، كل يوم في هذا البلد، لان لا أحد يبذل جهدا، من اجل وقف التدهور، بل ان الكل يتفرج ويستسلم امام المشهد.
هذه الازمة سوف تتعمق اكثر خلال السنوات المقبلة، وعلينا ان نتحدث بصراحة، فلا احد يلتزم بالحد الأدنى من الأجور، وكثرة تقبل أن تعمل بأجور قليلة من اجل تغطية ابسط نفقاتها، وهي ليست في وارد الدخول في معارك مع ارباب العمل، من اجل الالتزام بالحد الأدنى من الأجور، وكلما زاد عدد السكان، وتخرجت أيضا أفواج جديدة، اشتدت حدة البطالة، وصار التزاحم واقعاً للحصول على أي وظيفة بأقل الأجور، هذا فوق عدم قدرة ارباب العمل على دفع أجور مناسبة، وفي حالات يستغلون حاجة الناس، لتشغيلهم بأجور لا تليق بالبشر.
تتعجب من سياسات لا تتنبه لهذا البركان الذي ينذرنا بالتدريج، اذ لا يعقل ان نكون امام كتلة سكانية من اعمار منخفضة، في عز الشباب، او في سن الطفولة، يعملون بأجور تشابه أجور السخرة والعبيد في ازمان ما قبل الدول العصرية، ونحن هنا، نتفرج على جيل غاضب، قد لا يلام بعد قليل اذا فجر غضبه سياسيا، او اجتماعيا، وهذا يفسر روح السلبية التي تطغى على كل هؤلاء عند سماعهم للشعارات، والتوجهات، فالكل يتبسم بسخرية، ويجزم ان لا احد يفهم الذي يجري في البلد، فالحرمان هنا، صعب جدا، وطاقته الدافعة للغضب كبيرة جدا.
لو اخذنا ارقاما ثانية، من نسبة الخمسين بالمائة العاطلين عن العمل بين عمر 22 و24، او احتمال انضمام اكثر من 800 الف اردني الى قافلة الفقراء، تضع يدك على قلبك، فالمجتمع يتحول الى مجتمع طوائف، منبوذين وفقراء ومهمشين على شاكلة بعض الشعوب، واغنياء وميسورين ومقتدرين، وبينهما طبقة وسطى يتأرجح أصحابها، والقاع يناديهم، بكل قوة حتى يلتحقوا بالفقراء جدا، وهم يقاومون بكل قوة، وبعضهم ينجح، وبعضهم يفشل بالصمود.
القصة هنا ترتبط بسياسات الدولة، التي عليها ان تتغير، لان الناس هم أساس الدولة، والدولة تقوم بهم، وحين نرى كل هؤلاء بلا تأمين صحي، او بلا وظائف ذات دخل، او بلا مستقبل، نعرف جيدا ان علينا ان لا نلوم الأردني، مستقبلا، اذا سرق، او تطرف وتشدد، او عبر عن غضبه بكل الوسائل، ليبقى السؤال، عن علية القوم، والى متى سوف يواصلون التفرج على هذا المشهد، وكأنه لا يعنيهم ابدا، ولا يحاولون البحث عن وصفات حلول ؟.
وأني لأعجب أكثر، كيف تنامون ليلكم الطويل، وحولكم كل هؤلاء المحرومين، والذين لا ينقصهم الرغيف، وحسب، بل والحياة الطبيعية العادية التي تعتبر حقا من حقوقهم.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات