عمان ودمشق .. ماذا بعد كل هذا؟
عمان جو - لأول مرة منذ بدء الحرب السورية، يستقبل رئيس حكومة اردنية وفداً وزارياً سورياً، على هذا المستوى، بما يقول اننا قد نكون امام مرحلة جديدة تماما لم تحدث لولا وجود ضوء اخضر.
حين يستقبل الأردن وفدا وزاريا سوريا ويبحث قضايا النقل والمياه والكهرباء والتجارة والزراعة والصناعة، ويتم فتح الحدود البرية، ويعود الطيران الأردني الى دمشق، فإننا في الظاهر امام علاقة اقتصادية، لكننا في المؤكد امام تحول سياسي في العلاقات، وهو تحول لا يتم لولا وجود ضوء اخضر دولي، أميركي، ودعم روسي، في الوقت ذاته، في ظل معادلات كثيرة.
على هامش هذا التسارع، قد نرى ذهاب وفد وزاري اردني رفيع المستوى الى دمشق، وسنرى تصعيدا على مستويات هذه العلاقة بين البلدين، وكأننا امام استثناء أميركي غير معلن للأردن من عقوبات قيصر على سورية، وما كان اهم قبل زيارة السوريين الى عمان، يرتبط بزيارة وزير الدفاع السوري الى الأردن، التي تعتبر ذات دلالات كبيرة على مستوى علاقات البلدين.
كل هذا يقودنا الى مسارب من التساؤلات، الأول حول اللقاء السياسي المقبل على مستوى البلدين، اذ سيكون طبيعيا هنا، ان نرى زيارات سياسية، اما على مستوى وزراء الخارجية، او رؤساء الحكومات، ولن يكون غريبا ان نشهد لقاء ثنائياً، على مستوى اعلى من هؤلاء أيضا، اما المسرب الثاني فيتعلق بملف الاشقاء السوريين في الأردن، ومدى قدرة الأردن عبر التنسيق مع السوريين، من اجل حض هؤلاء على العودة الى بلادهم، طوعا، خصوصا، ان القانون الدولي يمنع اجبارهم على العودة، ولهذا تبقى أي ترتيبات طوعية لهؤلاء، ووفقا لتقديراتهم، والثالث يتوقع حدوث تطورات على صعيد رفع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، بشكل طبيعي للتوافق مع مستجدات التطورات الاقتصادية، ومتطلباتها أيضا على صعيد البعثات.
علينا ان نعترف هنا ان هناك تيارات سورية واردنية معادية للنظام تنتقد الأردن بشدة على هذا الانفتاح، وهؤلاء يكتبون ويعلقون من جديد ويقولون ان الأردن يتحالف مع نظام مجرم. هؤلاء يوجهون انتقادات عميقة، ومثل هذا التيار السوري، يوجد تيار اردني ضد الانفتاح على النظام الحالي، واغلب هؤلاء ينتمون لاتجاهات سياسية، وهناك أيضا اراء شعبية تنتقد هذه الاقتراب، كون الاقتراب هنا يقر ويعترف ضمنيا ان الثورة السورية، فشلت، وانتهت، وان النظام باق، وان تصحيح العلاقة معه امر لا مفر منه في نهاية المطاف من اجل اعتبارات كثيرة.
وأيضا مقابلهما هناك اراء سورية واردنية ضد الثورة السورية، وتريد بقوة تصحيح العلاقات، وتعتبر ان الثورة كانت وسيلة فقط لتدمير سورية، لحسابات مختلفة، وتركز هذه الآراء على ان الأردن مختنق في كل جواره، وان مصلحته الانفتاح على السوريين، الذين لهم أيضا مصالحهم بالانفتاح على الأردن، وفقا لحسابات اقتصادية، ستؤدي الى تداعيات سياسية أيضا قريبا.
هناك في الأجواء حالة من الشماتة بين انصار الأسد في عمان، اذ حافظوا على موقفهم طوال عقود، وكانت مراهنتهم على واقع مقبل، ويرون في هذه التطورات دليلا على حكمتهم، وان الريح تهب لصالحهم، ولا يتورع بعضهم عن ابداء الشماتة بكل من كان ضد نظام الأسد، وهم هنا لا يريدون ان يقتنعوا ان موقف الناس من دمشق الرسمية، يأتي نتيجة طبيعية للتعاطف مع الشعب السوري الذي تعرض الى كل هذه الاهوال خلال اكثر من عقد كامل.
عمان الرسمية كما نعرفها لا يمكن ان تصعد بالعلاقة مع دمشق، بهذا الشكل، لولا انها متأكدة ان هناك متغيرات مقبلة على صعيد الموقف الدولي من دمشق، وهذا ليس لأنها مأمورة كما يحب خصومها ان يصفوها، بل لأنها ربما استقرأت هذه التغيرات، وتريد استباق كثير منها قبيل حدوثها، إضافة الى ان التحولات في عمان، تستقرأ اليوم، ردود فعل عربية بشأن هذه التطورات مع دمشق، ليس من باب المناكفة وتوسعة مساحات الاستقلال، بل من باب قراءة الفروقات بين المراحل، وكيف ان مرحلة قد تفتح مرحلة ثانية.
في الحديقة الخلفية في عمان هناك من يخرج براي مفاجئ وسط كل هذه الآراء، ويقول ان علينا ان نصبر، وألا نستعجل الاستنتاجات، فما زلنا في البداية، ولا احد يعرف النهايات.
حسنا، سوف ننتظر.
حين يستقبل الأردن وفدا وزاريا سوريا ويبحث قضايا النقل والمياه والكهرباء والتجارة والزراعة والصناعة، ويتم فتح الحدود البرية، ويعود الطيران الأردني الى دمشق، فإننا في الظاهر امام علاقة اقتصادية، لكننا في المؤكد امام تحول سياسي في العلاقات، وهو تحول لا يتم لولا وجود ضوء اخضر دولي، أميركي، ودعم روسي، في الوقت ذاته، في ظل معادلات كثيرة.
على هامش هذا التسارع، قد نرى ذهاب وفد وزاري اردني رفيع المستوى الى دمشق، وسنرى تصعيدا على مستويات هذه العلاقة بين البلدين، وكأننا امام استثناء أميركي غير معلن للأردن من عقوبات قيصر على سورية، وما كان اهم قبل زيارة السوريين الى عمان، يرتبط بزيارة وزير الدفاع السوري الى الأردن، التي تعتبر ذات دلالات كبيرة على مستوى علاقات البلدين.
كل هذا يقودنا الى مسارب من التساؤلات، الأول حول اللقاء السياسي المقبل على مستوى البلدين، اذ سيكون طبيعيا هنا، ان نرى زيارات سياسية، اما على مستوى وزراء الخارجية، او رؤساء الحكومات، ولن يكون غريبا ان نشهد لقاء ثنائياً، على مستوى اعلى من هؤلاء أيضا، اما المسرب الثاني فيتعلق بملف الاشقاء السوريين في الأردن، ومدى قدرة الأردن عبر التنسيق مع السوريين، من اجل حض هؤلاء على العودة الى بلادهم، طوعا، خصوصا، ان القانون الدولي يمنع اجبارهم على العودة، ولهذا تبقى أي ترتيبات طوعية لهؤلاء، ووفقا لتقديراتهم، والثالث يتوقع حدوث تطورات على صعيد رفع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، بشكل طبيعي للتوافق مع مستجدات التطورات الاقتصادية، ومتطلباتها أيضا على صعيد البعثات.
علينا ان نعترف هنا ان هناك تيارات سورية واردنية معادية للنظام تنتقد الأردن بشدة على هذا الانفتاح، وهؤلاء يكتبون ويعلقون من جديد ويقولون ان الأردن يتحالف مع نظام مجرم. هؤلاء يوجهون انتقادات عميقة، ومثل هذا التيار السوري، يوجد تيار اردني ضد الانفتاح على النظام الحالي، واغلب هؤلاء ينتمون لاتجاهات سياسية، وهناك أيضا اراء شعبية تنتقد هذه الاقتراب، كون الاقتراب هنا يقر ويعترف ضمنيا ان الثورة السورية، فشلت، وانتهت، وان النظام باق، وان تصحيح العلاقة معه امر لا مفر منه في نهاية المطاف من اجل اعتبارات كثيرة.
وأيضا مقابلهما هناك اراء سورية واردنية ضد الثورة السورية، وتريد بقوة تصحيح العلاقات، وتعتبر ان الثورة كانت وسيلة فقط لتدمير سورية، لحسابات مختلفة، وتركز هذه الآراء على ان الأردن مختنق في كل جواره، وان مصلحته الانفتاح على السوريين، الذين لهم أيضا مصالحهم بالانفتاح على الأردن، وفقا لحسابات اقتصادية، ستؤدي الى تداعيات سياسية أيضا قريبا.
هناك في الأجواء حالة من الشماتة بين انصار الأسد في عمان، اذ حافظوا على موقفهم طوال عقود، وكانت مراهنتهم على واقع مقبل، ويرون في هذه التطورات دليلا على حكمتهم، وان الريح تهب لصالحهم، ولا يتورع بعضهم عن ابداء الشماتة بكل من كان ضد نظام الأسد، وهم هنا لا يريدون ان يقتنعوا ان موقف الناس من دمشق الرسمية، يأتي نتيجة طبيعية للتعاطف مع الشعب السوري الذي تعرض الى كل هذه الاهوال خلال اكثر من عقد كامل.
عمان الرسمية كما نعرفها لا يمكن ان تصعد بالعلاقة مع دمشق، بهذا الشكل، لولا انها متأكدة ان هناك متغيرات مقبلة على صعيد الموقف الدولي من دمشق، وهذا ليس لأنها مأمورة كما يحب خصومها ان يصفوها، بل لأنها ربما استقرأت هذه التغيرات، وتريد استباق كثير منها قبيل حدوثها، إضافة الى ان التحولات في عمان، تستقرأ اليوم، ردود فعل عربية بشأن هذه التطورات مع دمشق، ليس من باب المناكفة وتوسعة مساحات الاستقلال، بل من باب قراءة الفروقات بين المراحل، وكيف ان مرحلة قد تفتح مرحلة ثانية.
في الحديقة الخلفية في عمان هناك من يخرج براي مفاجئ وسط كل هذه الآراء، ويقول ان علينا ان نصبر، وألا نستعجل الاستنتاجات، فما زلنا في البداية، ولا احد يعرف النهايات.
حسنا، سوف ننتظر.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات