أزمة التعليم ويوم المعلم
عمان جو - ازمة التعليم في الاردن متفق عليها، ولا يختلف اثنان على ان التعليم المدرسي والجامعي تراجعت جودته وتمييزه اردنيا .
في البحث بازمة التعليم المستعصية لابد من النبش بالجذور واصل الازمة وانارة الحقائق .
و في تشخيص الازمة هناك فارق بين اصول الازمات واعراضها . في السجال العام هناك انشغال بالعوارض دون اهتمام كاف او شبه اهتمام باصول الازمة
و الاسباب الحقيقة .
التعليم لم يتدهور فجاة، والتردي والعطب الذي اصابه لم يسقط من السماء، ولربما ان وزراء تربية وتعليم كثر اعترفوا بازمة التعليم واستعصاء الحل بعد مغادرتهم لكرسي الوزارة .
كورونا ضاعفت من ازمة التعليم الاردني .. وما رافق كورونا من توابع في ملف التعليم، وشق الطريق نحو تعليم» اون لاين « عن بعد في عز ازمة كورونا اثقل من تداعيات الازمة، وزاد من حدة الانفلات، وضخم من عقبات السؤال عن مستقبل جيل كورونا التربوي والتعليمي ؟
مدارس حكومية حتى الان بلا كهرباء وانترنت، واجهزة حاسوب . فما هي الامكانات المتاحة اذن لتعليم الإلكتروني وتعليم عن بعد .. المدارس مكتظة، واعداد الطلاب يفوق طاقتها الاستعيابية، والمناهج حدث بلا حرج عن حاجتها الى التطوير والتحديث، والدروس الخصوصية المباشرة واون لاين اهلكت كاهل اولياء الامور، وفوق طاتهم، واسست لتجارة سوق سوداء في التعليم .
واما ازمة المدرس « المعلم « والعالم يحتفل باليوم العالمي للمعلم راتبه من اقل الرواتب في سلم الوظائف الحكومية، وازمته النقابية مع الحكومة عالقة .
والاسوا في البلد ان التعليم انفلق عاموديا، تعليم للاغنياء وتعليم للفقراء .. تعليم دولي واجنبي لاولاد الاثرياء والنخبة، وتعليم يوفر جودة وامكانات وفرص عمل، ويحرم ابناء الغلابة من صغار الموظفين والمتقاعدين من اي حق بالارتقاء الاجتماعي والعمل المناسب، كان التوريث حقيقة مطلقة في التعليم والعمل والوظيفة والمال .
ولمن لا يذكرون فان التعليم من ركائز بناء الدولة الاردنية، وفي عهد الملك الحسين رحمه الله شيدت مدارس في اغلب قرى الاردن من اقصى الشمال الى الجنوب، وكان الاردن يتفاخر في التعليم جودة ومستوى وخريجين، ويصدر كفاءاته الى دول العالم القريبة والبعيدة .
التعليم، ركيزة بناء بيروقراط الدولة، واستطاع الاردن بناء جيش قوي وادارة حكومية ومؤسسات رسمية، وسن دستور 1951، وحقق استقلاله تدريجيا في عامي 1946 و1956 تعريب الجيش وطرد كلوب .
ومن قاد حركة التحرر الوطني الاردني هم ابناء الحراثين، وابناء طبقة وليدة متعلمة ومثقفة، وطبقة بيروقراط، انفقت الدولة عليها ورعتها، وابتعثت الى الخارج للتعليم والدراسة، والتعرف على ثقافات العالم،و اهلت لتقوم بادوار وطنية كبرى .
التعليم ساهم في بناء البيروقراط والادارة الحكومية، وساهم في توسع الطبقة الوسطى، والانفتاح على العالم والاطلاع على الاخر « الغرب « وثقافته وعلومه وفنونه وقدراته العسكرية والاقتصادية .
الاردن القديم نهض بالتعليم، وروح وقوة المشروع الوطني كانت بالتعليم، وتحققت المنعة والقدرة الوطنية الاردنية في تمكين الناس من التعلم بعدالة ومساواة، وتجذير قيم احترام العلم والتعليم .
وليس غريبا ان اهم سياسي الاردن من يساريين وقوميين وماركسين نتاج طبقي لفورة التعليم، جيل من الشباب الاردني الطلائعي تعلم في اوروبا الاشتراكية ودول الاتحاد السوفيتي والعراق وسورية ومصر .
ومن عادوا فيما بعد الى الاردن، وانخرطوا في البناء الوطني، وساهموا في تاسيس الدولة ومؤسساتها واجهزتها العامة .. وشاركوا في تدشين اكبر ثورة عربية في البنى التحتية والخدمات، والاقتصاد الزراعي .
التعليم كان قضة وطنية محسومة ولا جدال عليها، وكتعبير عن توجه وطني .. والشهيد الراحل وصفي التل اسس لمجانية التعليم وجذرها اردنيا لتكن خيارا لارجعة عنه .. وتقدم الاردن في مجانية التعليم المدرسي والجامعي على دول اشتراكية .
التعليم افضى لولادة حراك اجتماعي وسياسي، وهبة نيسان 89 كانت تعبيرا عن احتجاج ضد التهميش والظلم ومطالبة بالديمقراطية والحرية، وقاد الهبة التي امتدت من الكرك الى معان والسلط واربد والمفرق جيل من الشباب المتعلم والمتنور والحامل لايقونة الاصلاح وحتمية التغيير .
لماذا تراجع التعليم ؟ لا شك ليست صدفة، وثمة رابط ما بين انكسار المشروع الوطني الاردني وتراجع نفوذه ومحاصرته وازمة التعليم . وكما ان هناك حملة ممهجة على التعليم الحكومي، ومحاولة لالغاء شبه المجانية، ذلك بدا مع سياسة الانفتاح الاقتصادي، وبلغت ذروتها مع وصول تيار الديجتل والليبراليين الجدد الى سدة السلطة ومركز القرار.
قتل التعليم واجهاضه كقوة ذاتية وطنية، ويعني انه قتل للمستقبل واعدام للعدالة الاجتماعية، والتوافق والتوازن الطبقي، وتعطيل لحركة وديمومة وحيوية المجتمع، دقرته على صهر وانتاج قوة ناعمة، وتدهور سمعة التعليم الاردني سيلاحقها كثير من النكسات والويلات .
واي ارادة وطنية للنهوض بالتعليم، لا بد ان تبدا من اعادة الاعتبار للمعلم اولا .
في البحث بازمة التعليم المستعصية لابد من النبش بالجذور واصل الازمة وانارة الحقائق .
و في تشخيص الازمة هناك فارق بين اصول الازمات واعراضها . في السجال العام هناك انشغال بالعوارض دون اهتمام كاف او شبه اهتمام باصول الازمة
و الاسباب الحقيقة .
التعليم لم يتدهور فجاة، والتردي والعطب الذي اصابه لم يسقط من السماء، ولربما ان وزراء تربية وتعليم كثر اعترفوا بازمة التعليم واستعصاء الحل بعد مغادرتهم لكرسي الوزارة .
كورونا ضاعفت من ازمة التعليم الاردني .. وما رافق كورونا من توابع في ملف التعليم، وشق الطريق نحو تعليم» اون لاين « عن بعد في عز ازمة كورونا اثقل من تداعيات الازمة، وزاد من حدة الانفلات، وضخم من عقبات السؤال عن مستقبل جيل كورونا التربوي والتعليمي ؟
مدارس حكومية حتى الان بلا كهرباء وانترنت، واجهزة حاسوب . فما هي الامكانات المتاحة اذن لتعليم الإلكتروني وتعليم عن بعد .. المدارس مكتظة، واعداد الطلاب يفوق طاقتها الاستعيابية، والمناهج حدث بلا حرج عن حاجتها الى التطوير والتحديث، والدروس الخصوصية المباشرة واون لاين اهلكت كاهل اولياء الامور، وفوق طاتهم، واسست لتجارة سوق سوداء في التعليم .
واما ازمة المدرس « المعلم « والعالم يحتفل باليوم العالمي للمعلم راتبه من اقل الرواتب في سلم الوظائف الحكومية، وازمته النقابية مع الحكومة عالقة .
والاسوا في البلد ان التعليم انفلق عاموديا، تعليم للاغنياء وتعليم للفقراء .. تعليم دولي واجنبي لاولاد الاثرياء والنخبة، وتعليم يوفر جودة وامكانات وفرص عمل، ويحرم ابناء الغلابة من صغار الموظفين والمتقاعدين من اي حق بالارتقاء الاجتماعي والعمل المناسب، كان التوريث حقيقة مطلقة في التعليم والعمل والوظيفة والمال .
ولمن لا يذكرون فان التعليم من ركائز بناء الدولة الاردنية، وفي عهد الملك الحسين رحمه الله شيدت مدارس في اغلب قرى الاردن من اقصى الشمال الى الجنوب، وكان الاردن يتفاخر في التعليم جودة ومستوى وخريجين، ويصدر كفاءاته الى دول العالم القريبة والبعيدة .
التعليم، ركيزة بناء بيروقراط الدولة، واستطاع الاردن بناء جيش قوي وادارة حكومية ومؤسسات رسمية، وسن دستور 1951، وحقق استقلاله تدريجيا في عامي 1946 و1956 تعريب الجيش وطرد كلوب .
ومن قاد حركة التحرر الوطني الاردني هم ابناء الحراثين، وابناء طبقة وليدة متعلمة ومثقفة، وطبقة بيروقراط، انفقت الدولة عليها ورعتها، وابتعثت الى الخارج للتعليم والدراسة، والتعرف على ثقافات العالم،و اهلت لتقوم بادوار وطنية كبرى .
التعليم ساهم في بناء البيروقراط والادارة الحكومية، وساهم في توسع الطبقة الوسطى، والانفتاح على العالم والاطلاع على الاخر « الغرب « وثقافته وعلومه وفنونه وقدراته العسكرية والاقتصادية .
الاردن القديم نهض بالتعليم، وروح وقوة المشروع الوطني كانت بالتعليم، وتحققت المنعة والقدرة الوطنية الاردنية في تمكين الناس من التعلم بعدالة ومساواة، وتجذير قيم احترام العلم والتعليم .
وليس غريبا ان اهم سياسي الاردن من يساريين وقوميين وماركسين نتاج طبقي لفورة التعليم، جيل من الشباب الاردني الطلائعي تعلم في اوروبا الاشتراكية ودول الاتحاد السوفيتي والعراق وسورية ومصر .
ومن عادوا فيما بعد الى الاردن، وانخرطوا في البناء الوطني، وساهموا في تاسيس الدولة ومؤسساتها واجهزتها العامة .. وشاركوا في تدشين اكبر ثورة عربية في البنى التحتية والخدمات، والاقتصاد الزراعي .
التعليم كان قضة وطنية محسومة ولا جدال عليها، وكتعبير عن توجه وطني .. والشهيد الراحل وصفي التل اسس لمجانية التعليم وجذرها اردنيا لتكن خيارا لارجعة عنه .. وتقدم الاردن في مجانية التعليم المدرسي والجامعي على دول اشتراكية .
التعليم افضى لولادة حراك اجتماعي وسياسي، وهبة نيسان 89 كانت تعبيرا عن احتجاج ضد التهميش والظلم ومطالبة بالديمقراطية والحرية، وقاد الهبة التي امتدت من الكرك الى معان والسلط واربد والمفرق جيل من الشباب المتعلم والمتنور والحامل لايقونة الاصلاح وحتمية التغيير .
لماذا تراجع التعليم ؟ لا شك ليست صدفة، وثمة رابط ما بين انكسار المشروع الوطني الاردني وتراجع نفوذه ومحاصرته وازمة التعليم . وكما ان هناك حملة ممهجة على التعليم الحكومي، ومحاولة لالغاء شبه المجانية، ذلك بدا مع سياسة الانفتاح الاقتصادي، وبلغت ذروتها مع وصول تيار الديجتل والليبراليين الجدد الى سدة السلطة ومركز القرار.
قتل التعليم واجهاضه كقوة ذاتية وطنية، ويعني انه قتل للمستقبل واعدام للعدالة الاجتماعية، والتوافق والتوازن الطبقي، وتعطيل لحركة وديمومة وحيوية المجتمع، دقرته على صهر وانتاج قوة ناعمة، وتدهور سمعة التعليم الاردني سيلاحقها كثير من النكسات والويلات .
واي ارادة وطنية للنهوض بالتعليم، لا بد ان تبدا من اعادة الاعتبار للمعلم اولا .
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات