إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

شيوعي أردني


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - كان الذي يتكلم عن الحرية والعدالة الاجتماعية يقولون عنه شيوعيا.
ومن يلبس بطلونا وقميصا ملونا يقولون عنه شيوعيا.
وطبعا الشيوعية في المنظور العامي الشعبي هي تهمة، مقرونة بالالحاد والكفر.
ولما المجتمع والخصوم والفرقاء يريدون ان ينتقموا من شخص مثقف وتقدمي يقولوا عنه شيوعيا.
ويروج الاعداء والخصوم والحاسدين للشيوعية على اعتبارها تهمة اجتماعية ودينية،
وان الشيوعي لا يصلي ولا يصوم ولا يعترف بالله والقران.
واذكر ان طبيبا كركيا وقع في فخ الاتهام بالشيوعية، ونسجت حوله سرديات وحكايا من الخيال العام حول عقيدته وافكاره.
ووصل خيال الناس للانشغال بماذا ياكل ويشرب، ويلبس؟ والانشغال شؤون واسرار بيته ومكتبه، وانه يسكن مع الشيطان، هناك بيانات سرية وكتب محرمة ممنوعة وكتب الالحاد وكفر.
يتفاجا الناس عندما ويصابوا بالحيرة عندما يقطع الطبيب الشيوعي نومه واجازته ويعود الى عياداته والمستشفى ليعالج مريضا.
ويصابون بالدهشة والخجل من انفسهم عندما يرفض الطبيب الشيوعي اخذ كشفية من المرضى الفقراء والغلابة والمسحوقين، ويخرج ادوية من الصيدلية ويوزعها مجانا.
ويجري عمليات جراحية بالمجان، وفاتح ابواب عيادته لعابري السبيل والمقطوعين والفقراء وذوي المداخيل المحدودة، ويعوض عن نقص خدمات وزارة الصحة الطبية.
وكل نهاية اسبوع يحمل حقيبته ويخرج الى القرى والاغوار، والمناطق النائية والهامشية والبعيدة في اقصى الاقصى، ويقدم بالمجان استشارة
ورعاية وخدمة طبية.
حتى اعوام قريبة، كانت تاتي مواسم فايروسية تحصد ارواح اطفال ابرياء .. واطفال يموتون في ظروف غامضة وغريبة..
واذكر الحصبة والجدري والملاريا، وما اصعب الاصابة بهذه الفايروسات اللعينة ! تخلف ضحايا، وعندما يعم الوباء تحل النكبة على احوال وعيش الناس، وتهجر الحياة، وتعتزل العمل، وتلتزم بحظر اجباري وقسري دون اشارة اعلان وتنبيه من الحكومة في عمان «المركز».
وبينما كان الطبيب الشيوعي يعالج المجان، ففقد ابتدع اطباء الكشفية، وكانوا اول من «سلع الخدمة الطبية»، ووضعوا نظرية الدفع قبل الرفع.. واقروا عرفا يمنع دخول اي مريض الى المستشفى دون غطاء وكفالة مالية.
وطوروا البزنس في القطاع الطبي واقحموه ليسيطر على مفاصل الاقتصاد الطبي، ومن العجب العجاب لم نعد نسمع عن الطبيب الشعبي.. وكرست مقولة في الطب.. من ما معوه ما يلزموه «.. ويعني من لا يملك المال لا يستحق الحياة، وليموت!
في محنة كورونا الاخيرة، فان الوباء فضح عري الاخلاق والقيم الانسانية. وفضح العقائد المركزية الكبرى. وكم ان الانسان كائن متوحش وان منظومة القيم والتعاون الاجتماعي كذبة كبرى مخادعة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :