لماذا تخوفوننا بالمندسين والمندسات؟
عمان جو - إذا عدنا الى المفردات السياسية المتداولة في الأردن، في الخمسينيات، والستينيات، نجدها ما تزال دارجة حتى هذه الايام، وكأن صناع المحتوى، هم أنفسهم، يعانون من ذات الافلاس، كلما انتقد أحدنا شأناً داخلياً، أو سياسة حكومية، يتم استعمال ذات المفردات، من أجل اسكاته، وهي مفردات يتم استخدامها ايضا من اجل تخويف المواطنين، واحراجهم، واسكاتهم، في كل مرحلة، عندما تزيد حدة الانتقادات، وترتفع وتيرة التذمر والشكوى.
من هذه المفردات والعبارات التي تقال في وجوهنا، “نحن نمر بمرحلة حساسة، نحن نعبر منعطفا تاريخيا، هناك مؤامرة، هناك اجندات خارجية، مندس، مندسون، ومندسات، تهديدات على الأردن بسبب القضية الفلسطينية، اللجوء أنهك الأردن، اسرائيل تستهدف الأردن، النظام الاقليمي العربي لا يوفرنا، تريدون تخريب البلد، هذه سلبية، مبالغات، يكفي هذا التذمر، حطمتم الروح المعنوية، نمر بتوقيت صعب، هذه المرحلة تختلف عن غيرها”.
ومع كل هذه المفردات، عشرات المصطلحات والصياغات المعتادة، التي نراها في تعليقات السياسيين، واحيانا تصريحاتهم، واللافت للانتباه هنا، انه بدلا من حل الاشكالات من اساسها، وبسبب الافلاس في ايجاد الحلول، وحتى الصياغات للرد على هذه الموجات، يكون الحل بتخويف الناس، واشعارك انك تريد ذبح الأردن، وانك مندس، او صاحب اجندة، او في أحسن الحالات تتورط بحسن نية، في تدمير الحياة الجميلة، وتمارس الجحود بحق بلادك.
كفانا هذه الطريقة، فهي طريقة سطحية جدا، وتتنكر للمشاكل، ولا تريد ان تجد حلا لها، وبدلا من ان تبحث عن حلول، يصير المنطق، تخوين المنتقدين، او المتذمرين من اوضاعهم، واوضاع بلادهم، وفي حالات ثانية تصويرهم بصورة الذي لا يفهم الواقع، ولا يقدر اللحظة الحرجة التي نراها منذ الاربعينيات، ولا تريد ان تنتهي في هذه البلاد.
طوال عمرنا ونحن بذات الدائرة، ويجب ان يقال بصراحة هنا، ان التخلص من مناخات التشاؤم بحاجة الى عمل كبير، وهناك دول كثيرة وصلت الى اوضاع اصعب منا، ثم عادت ونهضت، واذا كنا نعترف بأن لدينا الكثير مما يمكن البناء عليه، إلا أننا لا نرى اي محاولة لإعادة البناء حتى الان، بل ان المؤسف ترك كل شيء، ليتراجع، وتصير عبارات التخويف التي يتم توظيفها، والتي تبدأ بعبارة نمر بمنحنى تاريخي، وصولا الى وجود مندسين ومندسات، واجندات خارجية، ووجود حملات يتم تسليطها علينا في الأردن، هي الحل.
إذا كان القصد من هذه الصياغات احراج الناس في وطنيتهم، واسكاتهم، وتحذيرهم، فـإن كثرة الافراط في هذه الطريقة، ادى الى نتائج عكسية، حيث لم يعد احد يصدق نظريات الاستهداف او المؤامرة، ولم يعد احد يقبل بإسكاته بذريعة اننا نعبر ظرفا حساساً، لأن الاصل ان صاحب المسؤولية هو الذي عليه ان يراعي اولا في تصرفاته وقراراته، وجود مؤامرة، اذا كانت موجودة، ويتجنب اهمال الناس، اذا كنا نعبر المنحنى التاريخي اياه منذ الخمسينيات، وهو منحنى لا يريد ان ينتهي على ما يبدو، وبات هو مخرج النجاة عند كل حديث رسمي.
لقد تصرفنا جميعا بطريقة خاطئة، والمؤسف ان كل المزايا النسبية للقطاعات في الأردن، بدأت بالتراجع التدريجي، وتم التفرج على المشهد، وما تزال مصرا، على ان امكانية النهوض بشؤون البلد، متوفرة، لو توفر القرار، والارادة، ووجود خطة، وهي ثلاثية غائبة لصالح الادارة اليومية، دون تخطيط استراتيجي، متوسط، او قصير المدى لكل الملفات.
اتركونا من لغة التخويف، وبث الاشباح الوهمية في الهواء الطلق، فلا اعداء لنا، وقد نكون اعداء انفسنا، اولا واخيرا، بكل ما نفعله بحق انفسنا، وهذه هي الحقيقة التي يجب ان تقال.
من هذه المفردات والعبارات التي تقال في وجوهنا، “نحن نمر بمرحلة حساسة، نحن نعبر منعطفا تاريخيا، هناك مؤامرة، هناك اجندات خارجية، مندس، مندسون، ومندسات، تهديدات على الأردن بسبب القضية الفلسطينية، اللجوء أنهك الأردن، اسرائيل تستهدف الأردن، النظام الاقليمي العربي لا يوفرنا، تريدون تخريب البلد، هذه سلبية، مبالغات، يكفي هذا التذمر، حطمتم الروح المعنوية، نمر بتوقيت صعب، هذه المرحلة تختلف عن غيرها”.
ومع كل هذه المفردات، عشرات المصطلحات والصياغات المعتادة، التي نراها في تعليقات السياسيين، واحيانا تصريحاتهم، واللافت للانتباه هنا، انه بدلا من حل الاشكالات من اساسها، وبسبب الافلاس في ايجاد الحلول، وحتى الصياغات للرد على هذه الموجات، يكون الحل بتخويف الناس، واشعارك انك تريد ذبح الأردن، وانك مندس، او صاحب اجندة، او في أحسن الحالات تتورط بحسن نية، في تدمير الحياة الجميلة، وتمارس الجحود بحق بلادك.
كفانا هذه الطريقة، فهي طريقة سطحية جدا، وتتنكر للمشاكل، ولا تريد ان تجد حلا لها، وبدلا من ان تبحث عن حلول، يصير المنطق، تخوين المنتقدين، او المتذمرين من اوضاعهم، واوضاع بلادهم، وفي حالات ثانية تصويرهم بصورة الذي لا يفهم الواقع، ولا يقدر اللحظة الحرجة التي نراها منذ الاربعينيات، ولا تريد ان تنتهي في هذه البلاد.
طوال عمرنا ونحن بذات الدائرة، ويجب ان يقال بصراحة هنا، ان التخلص من مناخات التشاؤم بحاجة الى عمل كبير، وهناك دول كثيرة وصلت الى اوضاع اصعب منا، ثم عادت ونهضت، واذا كنا نعترف بأن لدينا الكثير مما يمكن البناء عليه، إلا أننا لا نرى اي محاولة لإعادة البناء حتى الان، بل ان المؤسف ترك كل شيء، ليتراجع، وتصير عبارات التخويف التي يتم توظيفها، والتي تبدأ بعبارة نمر بمنحنى تاريخي، وصولا الى وجود مندسين ومندسات، واجندات خارجية، ووجود حملات يتم تسليطها علينا في الأردن، هي الحل.
إذا كان القصد من هذه الصياغات احراج الناس في وطنيتهم، واسكاتهم، وتحذيرهم، فـإن كثرة الافراط في هذه الطريقة، ادى الى نتائج عكسية، حيث لم يعد احد يصدق نظريات الاستهداف او المؤامرة، ولم يعد احد يقبل بإسكاته بذريعة اننا نعبر ظرفا حساساً، لأن الاصل ان صاحب المسؤولية هو الذي عليه ان يراعي اولا في تصرفاته وقراراته، وجود مؤامرة، اذا كانت موجودة، ويتجنب اهمال الناس، اذا كنا نعبر المنحنى التاريخي اياه منذ الخمسينيات، وهو منحنى لا يريد ان ينتهي على ما يبدو، وبات هو مخرج النجاة عند كل حديث رسمي.
لقد تصرفنا جميعا بطريقة خاطئة، والمؤسف ان كل المزايا النسبية للقطاعات في الأردن، بدأت بالتراجع التدريجي، وتم التفرج على المشهد، وما تزال مصرا، على ان امكانية النهوض بشؤون البلد، متوفرة، لو توفر القرار، والارادة، ووجود خطة، وهي ثلاثية غائبة لصالح الادارة اليومية، دون تخطيط استراتيجي، متوسط، او قصير المدى لكل الملفات.
اتركونا من لغة التخويف، وبث الاشباح الوهمية في الهواء الطلق، فلا اعداء لنا، وقد نكون اعداء انفسنا، اولا واخيرا، بكل ما نفعله بحق انفسنا، وهذه هي الحقيقة التي يجب ان تقال.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات