"الوزير الناجح .. الوزير الفاشل" و"إشكالية التقييم"
عمان جو -
لماذا لا يبقى الوزير الناجح في وزارته؟ هذا من أكثر الأسئلة التي تطرح عندما يتعلق الأمر بإجراء "التعديلات الوزارية".
في الحالة الأردنية في رأيي لا يوجد معيار نستطيع من خلاله الحكم على أن الوزير "الفلاني" ناجح أو فاشل، وبالتالي نحكم على مدى نجاح أو فشل الحكومة ككل.
الحكومات البرلمانية أو الحزبية في الدول الديموقراطية، تأتي ببرامج محددة "زمنيًا" لتنفيذها، وإذا عجز الوزير عن تنفيذ ذلك البرنامج أو تباطأ في التنفيذ يتم استبداله.
الحكومات الأردنية تعتمد في برامج عملها على كتاب التكليف السامي، والتي عادةَ ما "تكون بواد وهو في واد آخر".
الحكومات الأردنية لا تأتي على أساس "برامجي" تحدد سير عملها خلال فترة زمنية محددة، وما هو المطلوب انجازه، لذلك تترك برامج الوزراء "كل في وزارته" لاجتهادات الوزير الشخصية والتي قد تصيب أو تخطيء. اذن عدم وجود برنامج عمل للوزير داخل وزارته، ليس ذنب الوزير.
فالوزير عندما يتسلم "دفة" وزارته وبدون "برنامج عمل"، فانه قد يسلك أحد "دربين": قد يجتهد في أعمال وزارته، ويبذل كثيرا من الجهد، وهنا يصيب أو يخطىء، وإذا ما تعرض لسهام النقد "حتى لو كان مصيبًا"، يقوم رئيس الحكومة باستبداله تجنبًا للإحراج.
بعض الوزراء يدير وزارته"بفهلوه"، يترك الامور تسير كما هي، وقد يركز على قضايا شكلية "لا تقدم ولا تؤخر"، مثل "اتباع سياسة الباب المفتوح"، أو القيام بالجولات الميدانية، فيستمع لقضايا ومشاكل الناس، ويتسلم العرائض منهم، ولكنه " لا يقوم بحل مشكلة واحدة"، فينال من "الشعبوية" ما ينال، والأردني عموماً هو من أخترع "لاقيني ولا تغديني".
هناك "وزراء حكمنا عليهم بالفشل" من منطلق "معاييرنا الشخصية"، رغم أنهم كانوا أكثر جرأة من غيرهم، "جدوا وأجتهدوا"، رغم "المتاريس" التي وضعها امامهم قيادات "الصف الأول" في وزاراتهم.
ثقافة عدم الاستقرار الحكومي متجذرة في النظام السياسي الاردني منذ تأسيس الإمارة، وكان متوسط عمر الحكومات "قصير"، ولكن في عهد "المملكة الرابعة" بدأنا نلاحظ محاولات في تغيير هذه الثقافة عن طريق إجراء أكثر من تعديل بهدف إطالة عمر الحكومات، إلا انها لم تنجح بعد.
بعض وظائف القطاع الخاص عندما تتقدم لوظيفة فيها يطلب منك إعداد "برنامج محدد بزمن" قد يتعلق بزيادة المبيعات أو توسيع السوق أو زيادة الأرباح.... الخ"، لذلك تبذل جهود جبارة في سبيل تنفيذ هذا البرنامج، ويكون نجاحك أو فشلك مرهون بنجاح أو فشل هذا البرنامج أو الخطة.
الشيء المفرح أن الأردنيين جميعا مؤهلين أن يصبحوا "وزراء"، لأن المنصب الوزاري من "اسهل الوظائف"، ولكن المحزن "عزيزي" أن بعض الوزراء لو كلفته بإدارة "دكانة" ستغلق أبوابها خلال أسبوع.
د.حاتم الجازي
aljazihatem@yahoo.com
لماذا لا يبقى الوزير الناجح في وزارته؟ هذا من أكثر الأسئلة التي تطرح عندما يتعلق الأمر بإجراء "التعديلات الوزارية".
في الحالة الأردنية في رأيي لا يوجد معيار نستطيع من خلاله الحكم على أن الوزير "الفلاني" ناجح أو فاشل، وبالتالي نحكم على مدى نجاح أو فشل الحكومة ككل.
الحكومات البرلمانية أو الحزبية في الدول الديموقراطية، تأتي ببرامج محددة "زمنيًا" لتنفيذها، وإذا عجز الوزير عن تنفيذ ذلك البرنامج أو تباطأ في التنفيذ يتم استبداله.
الحكومات الأردنية تعتمد في برامج عملها على كتاب التكليف السامي، والتي عادةَ ما "تكون بواد وهو في واد آخر".
الحكومات الأردنية لا تأتي على أساس "برامجي" تحدد سير عملها خلال فترة زمنية محددة، وما هو المطلوب انجازه، لذلك تترك برامج الوزراء "كل في وزارته" لاجتهادات الوزير الشخصية والتي قد تصيب أو تخطيء. اذن عدم وجود برنامج عمل للوزير داخل وزارته، ليس ذنب الوزير.
فالوزير عندما يتسلم "دفة" وزارته وبدون "برنامج عمل"، فانه قد يسلك أحد "دربين": قد يجتهد في أعمال وزارته، ويبذل كثيرا من الجهد، وهنا يصيب أو يخطىء، وإذا ما تعرض لسهام النقد "حتى لو كان مصيبًا"، يقوم رئيس الحكومة باستبداله تجنبًا للإحراج.
بعض الوزراء يدير وزارته"بفهلوه"، يترك الامور تسير كما هي، وقد يركز على قضايا شكلية "لا تقدم ولا تؤخر"، مثل "اتباع سياسة الباب المفتوح"، أو القيام بالجولات الميدانية، فيستمع لقضايا ومشاكل الناس، ويتسلم العرائض منهم، ولكنه " لا يقوم بحل مشكلة واحدة"، فينال من "الشعبوية" ما ينال، والأردني عموماً هو من أخترع "لاقيني ولا تغديني".
هناك "وزراء حكمنا عليهم بالفشل" من منطلق "معاييرنا الشخصية"، رغم أنهم كانوا أكثر جرأة من غيرهم، "جدوا وأجتهدوا"، رغم "المتاريس" التي وضعها امامهم قيادات "الصف الأول" في وزاراتهم.
ثقافة عدم الاستقرار الحكومي متجذرة في النظام السياسي الاردني منذ تأسيس الإمارة، وكان متوسط عمر الحكومات "قصير"، ولكن في عهد "المملكة الرابعة" بدأنا نلاحظ محاولات في تغيير هذه الثقافة عن طريق إجراء أكثر من تعديل بهدف إطالة عمر الحكومات، إلا انها لم تنجح بعد.
بعض وظائف القطاع الخاص عندما تتقدم لوظيفة فيها يطلب منك إعداد "برنامج محدد بزمن" قد يتعلق بزيادة المبيعات أو توسيع السوق أو زيادة الأرباح.... الخ"، لذلك تبذل جهود جبارة في سبيل تنفيذ هذا البرنامج، ويكون نجاحك أو فشلك مرهون بنجاح أو فشل هذا البرنامج أو الخطة.
الشيء المفرح أن الأردنيين جميعا مؤهلين أن يصبحوا "وزراء"، لأن المنصب الوزاري من "اسهل الوظائف"، ولكن المحزن "عزيزي" أن بعض الوزراء لو كلفته بإدارة "دكانة" ستغلق أبوابها خلال أسبوع.
د.حاتم الجازي
aljazihatem@yahoo.com
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات