إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

تغيير المناهج ينذر بعودة الحراك للشارع


عمان جو - يدور في الأردن جدل ساخن غير مسبوق، حول عملية تغيير طالت بعض المناهج التعليمية، تحت عنوان "تطوير المناهج" اجتهدت وزارة التربية والتعليم في بيان مطول، في الإفاضة في شرحها، والتفصيل في ماهيتها ومبرراتها.

ودافعت وزارة التربية والتعليم عن الخطوة بالقول إن الكتب الدراسية "جديدة بالكامل وليست تعديلات هنا وهناك، كما زعم البعض"، مشيرة إلى أن كتب العام 2015 ألغيت بعد تجريبها وطرحت كتباً جديدة للعام الحالي، "ولا يجوز المقارنة بينهما بناء على ملاحظات الميدان وإن تشابهت أو تطابقت بعض الموضوعات".

وأضافت الوزارة، في بيان لها، حصلت الأناضول على نسخة منه، أن إصدار البعض "أحكاماً ارتجالية بحذف آيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية شريفة، من دون النظر الى بناء المناهج والكتب المدرسية كوحدة واحدة، أمر غير وارد وليس في محله".

لكن صوت الوزارة لم يكد يصل أسماع المحتجين، الذي ينذر نشاطهم الجماعي بإحياء حراك الشارع، خاصة في مدينة معان، جنوب الأردن، حيث نفذ معلمو وأولياء أمور وطلبة مدارس وقفة احتجاجية أخيرا بتنظيم من فرع نقابة المعلمين، رداً على "حذف الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة" بحسب قولهم.

وهددً المعلمون بالتصعيد والإضراب عن العمل في حال لم تتراجع وزارة التربية عن قرار "تطوير" المناهج، وبلغت ذروة الاحتجاج بحرق الكتب المدرسية، التي وصفوها بأنها "علمانية".

وبدأ العام الدراسي في الأردن مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، معتمداً على المناهج الجديدة.

ولم يقتصر الأمر على مدينة معان، فمنذ وقت ليس بالقليل، تشتعل منصات شبكات التواصل الاجتماعي بحركة احتجاجية، وأخرى مضادة، تظهر انقساماً حاداً داخل المجتمع، وجدت لها تعبيراً غير مسبوق، بما قيل عن تهديد وزير التربية، د.محمد ذنيبات، بالقتل، الأمر الذي نفاه شخصياً، واصفاً ما تم تداوله بهذا الشأن بـ"الإشاعات" التي تهدف لـ "خلق فتنة وبلبلة داخل البلاد".

ويبدو أن ما وصفه الوزير الأردني بـ "الفتنة" بدأ يأخذ طابع كرة الثلج الصغيرة، التي تكبر ببطء، حيث تكررت "الوقفات الاحجاجية" التي اجتذبت العشرات من الناشطين، في غير مدينة أردنية، ولم ينتبه لها سواد الشعب، المنشغلة نخبه بالتغيرات الجديدة التي طالت الوظائف العليا في البلاد، بعد إجراء الانتخابات النيابية، الشهر الماضي، وما أعقبها من إعادة تشكيل مجلس الأعيان، الغرفة الثانية في البرلمان، التي يعينها الملك، وإعادة تشكيل وزارة الدكتور هاني الملقي، على وقع أول عملية اغتيال من نوعها في البلاد، طالت الكاتب الصحفي اليساري ناهض حتر.

وفي بيان نادر، تلقت الأناضول نسخة منه، طالبت "الحملة الوطنية للدفاع عن المناهج المدرسية" (ناشطون اجتماعيون، من التيار الإسلامي، وعدد من أعضاء إدارة نقابة المعلمين.) بضرورة إيقاف التعديلات (في المناهج) محذرة من أن الاستمرار فيها يعني حتمية الصدام مع الشعب الأردني، وتوعدت الحملة بهبات جماهيرية كبيرة حتى العودة عن التعديلات التي طرأت على المناهج واستهدفت آيات قرآنية وتاريخ الرموز العربية والإسلامية حسب ما قالت الحملة.

وفي المقابل، أعلنت مجموعة مضادة، تطلق على نفسها حركة "نعم لتطوير المناهج" (ناشطون يساريون وعلمانيون) في بيان مماثل، عن تأييدها للتغيير الذي طال المناهج، محذرة مما أسمته "خضوع المجتمع الأردني لحملة التجهيل والتضليل"، في إشارة للحملة المعارضة "للتعديلات الجزئية التي طرأت على الكتب المدرسية هذا العام ٢٠١٦" على حد وصفها.

ورأت أن هذه "التعديلات" جاءت في معظمها إيجابية، لأنها "على سبيل المثال، حسنت صورة المرأة ودورها كعاملة وشريكة في خطط التنمية، كما حسنت التركيز على الهوية الوطنية والإنسانية دون المساس بالهوية الإسلامية، وتحسنت صورة المواطنة والاعتراف بتعددية المجتمع الثقافية والدينية، إضافة لاستبدال "سكان الاْردن مسلمين" بـ "سكان الاْردن في غالبيتهم مسلمين"، في إشارة لبعض التغييرات التي طالت الكتب المدرسية.

وكلا الحركتين (المناهضة والمؤيدة للتعديل) ليس لهما وجود حقيقي إلا على شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة "فيسبوك"، إلا أن الحركة الأولى مدعومة بقوة من نقابة المعلمين.

و مقابل هذا التأييد، شن مغردون وناشطون حملات مضادة، على شبكات التواصل الاجتماعي، يضمنونها أمثلة مما حفلت به بعض الكتب المدرسية، كحذف سؤال عن تحرير المسجد الأقصى، وإزالة غطاء رأس بعض صور النساء، واستبدال درس قرآني بآخر عن السباحة واستبدال حديث نبوي شريف بأنشودة عن إشارة المرور، ودرس العدد في القرآن الكريم بدرس الحمامة الصغيرة... وغير هذا من تغييرات.

وفي ذروة هذه التجاذبات، جاء بيان وزارة التربية، ليؤكد، أن الكتب الجديدة هدفت إلى "تطوير مهارات التفكير والتحليل لدى الطلبة والابتعاد ما أمكن عن حالة التلقين والحشو الزائد، وركزت على قيم الأمة وحضارتها ووسطيتها وثوابت عقيدتها الإسلامية وليس كما زعم بعضهم أنها دخلت في معركة مع القيم الإسلامية وانسلخت عنها".

وأوضحت "أن ما مارسه بعضهم عن قصد أو غير قصد ما هو إلا محاولة تضليل الرأي العام والإساءة إلى وزارة التربية والتعليم ومناهجها ونظامها التعليمي"، مؤكدة أن الوزارة "ماضية في منحى التطوير المستند إلى قيم الأمة الإسلامية وثوابتها وتاريخها وحضارتها والقيم الإنسانية بما يخدم الأجيال القادمة".


من أمثلة التغيير في المناهج:
من نماذج التعديل، الذي حدث على منهج اللغة العربية للصف الثالث ابتدائي: صفحة 5 تم استبدال صورة المعلمة المحجبة بمعلمة لا ترتدي حجاباً ... صفحة 20 المحفوظات آية من القرآن تم حذفها ...صفحة 32 الدرس سورة الليل تم استبداله بدرس السباحة ...صفحة 40 المحفوظات حديث شريف تم حذفه ....صفحة 60 استبدال الحديث بأنشودة إشارة المرور ....صفحة 81 درس العدد في القرآن تم استبداله بدرس الحمامة الصغيرة.

ومن التغيير، الذي حصل أيضا في كتاب اللغة العربية للصف الرابع، حذف الآيات جميعها واستبدالها بدرس عن ثقافة الغرب، وفي كتاب الصف السابع لغة عربية بداية بسيطة بآيات كريمة عن الإنفاق كأنها تذكر على استحياء .. ثم لا ذكر بعدها لأي قيمة مرتبطة بالإسلام.. وإن ذكرت أي قيمة فمن باب "الأخلاق "، من دون الاستشهاد بأي آية كريمة أو حديث شريف نهائياً، وفق الحملات المعارضة لتعديل المناهج.

وشمل ما وصفته وزارة التربية بـ "التطوير" أيضا، حذف درس القرآن الكريم من كتاب اللغة العربية، وحذف درس الأحاديث النبوية، وحذف النشاط الذي يذكر به الصحابة، وحذف بعض العبارات مثل حفظ ابن بطوطة القرآن الكريم صغيرًا.

ولا يبدو في الأفق ما يشي بوقف هذا الانقسام، والمرشح لأن يتطور أكثر، حين ينتقل الجدل حوله إلى مجلس النواب الجديد، حيث توعد النائب خليل عطية، في تصريح للأناضول، بإثارة هذه القضية تحت القبة، فور التئام البرلمان.

وكتب عطية، على صفحته بموقع "فيسبوك" قائلا: "قمت اليوم بتحذير رئيس الحكومة بعدم تقديم البرنامج الوزاري الحكومي إلا بتعديل المناهج الدراسية"، مرفقا تعليقه برسالة وجهها إلى رئيس الوزراء، يربط فيها بين منحه الثقة للحكومة الجديدة بـ "سحب المناهج الجديدة".الأناظول




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :