إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

خروج منتخب الشابات من (البوابة الخلفية) لبطولة العالم .. أمر متوقع


عمان جو - خرج منتخب الشابات مبكراً من «البوابة الخلفية» لبطولة كأس العالم لكرة القدم ت 17، وهذا أمر متوقع، لأن منافسة فرق عالمية دون إدارة «الأزمة» بحكمة فنية من الجهاز الفني رهان خاسر .

المدارس العالمية المتقدمة في فنون اللعبة، أظهرت ما لديها على البساط الأخضر: مهارات فردية عالية، أداء جماعي منظم، هدوء وتركيز عند التمرير والتسجيل، فرص عديدة، لا بد ان تنتج أهدافاً ونتائج مطلوبة في التأهل او المنافسة للإنتقال الى الدور التالي، والعرض ما يزال مستمراً الى ان تنتهي البطولة.

ذهبنا بـ «النشميات» الى دول كبيرة لإقامة معسكرات وخوض مباريات ودية، فكانت الأخبار تبشّر بتطور المستوى، والنتائج سواء عند الفوز او الخسارة لا تزيد في معظمها على ثلاثة اهداف.

تصريحات نارية بأن الإستعدادات للبطولة على قدم وساق، وعدد «النجمات يتزايد» ووصف المباريات يعطي مؤشراً ويطمئننا ان تأهل المنتخب للدور الثاني ليس مستحيلاً، ولولا الخجل لقالوا أن المنتخب سائر الى الدور النهائي!.

كان خلال «الرحلات المكوكية» للمنتخب وقد صارت المانيا «مربط خيلنا» ان اطلقت اللجنة المنظمة المحلية العنان وهي تلوّح بالقميص المرصّع بالرقم 12 ويوزّع على من هب ودب، ظناً ان ارتداء اشخاص ومسؤولين لا يعرفون اسم البطولة وارتداء سيّدات لا يفّرقن بين كرة القدم وكرة السلة ، يمكن ان يجذبوا ألوف الجماهير من عشاق كرة القدم وعامة الناس، حتى خّيل للجنة ان القمصان التي وزعت والتقطت معها صور «السلفي» إنما أُعطيت لميسي ورونالدو، لذلك فإن جميع الاردنيين ومن يواصل حياته في الاردن قد علموا بالبطولة، وستغمر الجماهير المدرجات حتى انتهاء الحدث.

جاءت «الفزعة» من «الرأي» ومعها وسائل اعلامية لتنقذ اسم البطولة الغائب عن المجتمع الاردني، عندما شكلت فريق عمل ليتواصل مع المؤسسات المعنية في التحضيرات: وزارة الشباب وقوات الدرك والأمن العام والدفاع المدني واتحاد كرة القدم وتسليط الضوء على المنشآت التي تتبع للوزارة وأمانة عمان فقد اقترب موعد البطولة وبعض المنشآت لم تكتمل بينما كان استبيان لإحدى جامعاتنا يعلن ان أكثر من 90 % من الذين ملأوا الاستبيان لا يعلمون بإقامة البطولة!.

تسارعت وتيرة العمل لإبراز البنية التحتية في مواصفاتها العالمية وكما تتوافق مع متطلبات الاتحاد الدولي «فيفا» وقد أخذت وفود الدول المتأهلة لنهائيات البطولة بالوصول، وكان مطلوب ان يُعقد مؤتمر صحفي شاركت به ممثلة عن «فيفا» واللجنة المنظمة المحلية حضره عنها رئيسها المهندس صلاح صبرة والمدير التنفيذي سمر نصار، فقال صبرة ان منشآتنا جاهزة 100% ولكن فات على اللجنة ما قالته ممثلة «فيفا» بحق الاردن بغير وجه حق وعلى مسمع الصحفيين واللجنة الموقرة» الأردن بلد صغير لا يعرفه الا القليل ونحن نحاول في هذه البطولة ان نعّرف به العالم» هذا ما نقلته قناة الجزيرة، ولا اعرف مدى دقته من حيث الترجمة ولأنني لم احضر المؤتمر مباشرة ولا أي أمر من أُمور البطولة .

نعم، هذا البلد صغير في موقعه الجغرافي، ولكنه ليس صغيراً رياضياً، وأكبر من حجمه اضعافاً مضاعفة في تواجده السياسي، وهو في هذا الجانب يشكل حجر الزاوية في العالم من حيث الموقع وقضية الشرق الأوسط برمتها،وما القضايا الشائكة وحلولها الا وكان الأردن مشاركاً فيها ان لم يكن مرجعية لها بين الدول.

وعلى الصعيد الرياضي فإن للأردن مشاركات وان لم تتوج عالمياً في كثير منها، الا انها توجت أخيراً بالفوز ببطولة التايكواندو على المستوى الأُولمبي كأكبر حدث رياضي في العالم ونقصد الميدالية الذهبية للبطل أحمد ابو غوش في اولمبياد ريو دي جانيرو هذا العام، وان استضافة بطولة العالم للسيدات ما هي الا ان تؤكد ان الاردن ليس دولة تحتاج للتعريف، وخصوصاً ان نسختها الأولى لم تبدأ الا قبل ثمانية اعوام، فأين بقية دول العالم التي تمارس كرة القدم عن تنظيمها؟!

نعود الى الجهاز الفني، ولا نلوم لاعبات المنتخب، لأن مدارسنا التعليمية وتنشئتنا الاجتماعية وعاداتنا لا تساعد على وجود فرق للنساء تواصل مسيرتها ، ومهما حاول اتحاد كرة القدم من اعداد جيل، فإن المستقبل ليس قريباً، فإضافة الى ضعف الرياضة المدرسية والعادات والتقاليد المجتمعية فإن الأندية «قاحلة» في تبني النشء،فكيف نواجه المدارس الاسبانية او الالمانية او المكسيكية، وغيرها من مدارس تمارس فيها اللاعبات هذه اللعبة وهن يرضعن من «أثداء امهاتهن» ويواصلن الى سن الثلاثين ويزيد؟!

لم نطالب الجهاز الفني بالتأهل للدور الثاني، ولم نطالبه بنتائج الفوز، ولكن نطالبه بأن يكون الهدف الوحيد الجميل الجميل الذي سجلته اللاعبة سارة ابو صباح في مرمى المكسيك ليس الهدف اليتيم للمنتخب في البطولة وليس الفرصة الوحيدة والهجمة الوحيدة والتمريرة الوحيدة، بينما الحارسة المبدعة رند البستنجي لم تلتقط انفاسها وهي ترّد الكرة في كل مرة سواء امام اسبانيا او المكسيك، وكأنها اللاعبة الوحيدة، فماذا قدم الجهاز الفني خلال اربعة عشر شهراً، مع اننا ما نزال نحتفظ بالشعار الكبير الذي اطلقته اللجنة المنظمة المحلية « الاردن ملعبنا» وقد تركناه للآخرين ليرتعوا ويلعبوا، حتى حين ؟!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :