إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

رسالة المعلم في يومه العالمي: "المنهاج الخفي" أهم من المعلن


عمان جو - دعا خبراء في التعليم والتربية ومعلمون، إلى الاعتناء بالمعلم باعتباره منهاجا خفيا يكتسب من خلاله الطلبة السلوكات والممارسات المختلفة، ويشكل انموذجا وقدوة يحتذى بها، من خلال الممارسات الفضلى التي يرسخها في التعليم والتربية والتواصل والحوار مع أبنائه الطلبة.
وبينوا أهمية وجود المعلم القائد والمبدع والمبتكر في إدارة الغرف الصفية وتوجيه طلبته ورفع مستواهم العلمي والاخلاقي والسلوكي، باعتباره عنصرا هاما في عملية التطوير التربوي، وهو الذي يكّيف المنهاج المدرسي المعلن بطريقته لإثراء معرفة الطلبة باستخدام أساليب مختلفة وجاذبة داخل الغرفة الصفية.
وشددوا لوكالة الأنباء الاردنية (بترا) بمناسبة اليوم العالمي للمعلمين الذي يصادف في الخامس من شهر تشرين الاول كل عام، وجاء تحت شعار "تقدير المعلم وتحسين أحواله"، ضرورة تحقيق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية 2016 – 2025 والتي تم اقرارها لرفع سوية الأداء والقدرات والمهارات اللازمة كخطة اصلاح شاملة للموارد البشرية بما فيها تطوير مهارات المعلم.
وقال استاذ اصول التربية بكلية التربية في جامعة اليرموك الدكتور عبد الحكيم حجازي إن المعلم يشكل عنصرا هاما في العملية التعليمية والتربوية، فهو يدرس المنهاج ويقوم بالعملية التعليمية، ولو قيّمنا نجاح التعليم سابقا في الاردن وفي التاريخ العربي بشكل عام لوجدنا ان هذا النجاح ينسب للمعلم، اذ لم يكن في الماضي بنية تحتية كما هي الآن ولم تكن اساليب التعليم التكنولوجية عرفت ايضا.
وأضاف، ان مناهجنا تستند الى معايير ومبادئ وقيم وفيها أسس فكرية ووطنية وبحثية، مبينا أننا نعيش في مجتمع متغير، وهذا يحتم أن تتغير التربية والمناهج وفقا لذلك، إذ أن "مهنة التعليم لم تصبح لها قيمة في الوقت الحاضر".
ولفت الى ضرورة تأهيل المعلمين في دورات تدريبية، بحيث يكون التغيير في الاداء وجودة التعليم التي يتلقاها الطلبة، موضحا أن الحجّة ليست في قلة الراتب وسوء الاوضاع الاقتصادية والمعيشية، إذ الاصل أن يكون المعلم محبا لمهنته، فالمعلم المجد والمعطي لا ينظر للمقابل، فالأجيال أمانة في رقبته.
وأضاف ان المنهاج الخفي أهم من المنهاج المعلن أو المعروف، إذ أن سلوكيات المعلم وممارساته يكتسبها الطلبة من خلال المشاهدة والملاحظة، فالتربية المقصودة داخل الغرف الصفية تختلف عن تلك غير المقصودة التي يلاحظها الطلبة من معلمهم، وهو ما يتطلب ان يتصف المعلم بالموضوعية في طرح أفكاره، فهو مؤتمن في أداء رسالته من فكر ودين واخلاق وعادات.
وتبين المستشارة والخبيرة التربوية وعضو مجلس التربية والتعليم الدكتورة منى مؤتمن ان المعلم قدم الكثير لأبناء هذا الوطن المعطاء، ويحتل مكانة مرموقة في الفكر التربوي الاسلامي بشرف الرسالة التي حملها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما حملها كافة الانبياء والرسل.
وتعتبر أنه في عصر (اقتصاد المعرفة)، يتحتم الحصول على المعرفة واستخدامها وتوظيفها وتبادلها والمساهمة في انتاج معرفة جديدة، مبينة ان المطلوب وجود برامج مهنية مستدامة للمعلمين، بمعنى تنمية كفايات معرفية تتعلق بمادة تخصصه، والاهتمام بنقل وايصال المادة للطلبة لجعل المادة أكثر متعة وجاذبية.
وتوضح أن المعلم كما ننظر اليه هو قائد للتغيير في بيئته المدرسية والمجتمعية، وكان ينظر اليه في السابق على انه المصدر الوحيد للمعرفة، فيما اليوم في عصر التكنولوجيا تعددت المصادر ومنها الانترنت والتلفاز والكتب وغيرها من الوسائل، وأصبح دوره الميسّر للطلبة ليكون مرشدا لهم في البحث عن المعلومة وفقا للمصدر المناسب.
وأشارت الى ان مهمة المعلم أن يكون الصديق الداعم والناقد للطلبة في بيان نقاط القوة والضعف عندهم، كما أن عليه أن يكون مبدعا ومبتكرا في أساليب تعليمه وتعلمه، وفقا لإمكانات البيئة المحلية والمدرسية وحسب طبيعة الدرس، وان يكون منصفا لقيادته في الصف ومراعاة احتياجات الطلبة وأساليبهم وطرائقهم في التعليم، والتنوع في اساليب التعليم.
وأوضحت أنه لو كان لدينا منهاج على درجة متوسطة ومعلم متميز فإن ذلك يكفي للارتقاء بهذا المنهاج وتوظيف الامكانات المتاحة في بيئته وتنويع أساليب تعليمه وتعلمه بحيث يرتقي بالمنهاج نفسه، بينما العكس صحيح فلو لدينا منهاج جيدا ومتميز وكان المعلم غير مؤهل وغير قادر على ايصال المنهاج للطلبة، فإن النتائج ستكون على عكس المأمول.
وتحدثت عن الخطة الاستراتيجية لتنمية الموارد البشرية التي أفرزت تصورا للمستقبل وخططا اجرائية منها انشاء كلية لتأهيل المعلمين قبل التحاقهم بالتدريس، وباختيار المؤهلين والملائمين والراغبين للمهنة والعمل على تأهيلهم، واعطاء برامج تنمية مهنية مستدامة، فالمعلمون القدامى يتم اعطاء دورات إنعاش لهم ،وأما الجدد فيمكن تدريبهم على اساليب جديدة واستراتيجيات في التعليم والتعلم وتوظيف التقنية وتحفيزهم مهنيا.
وأشارت الى ان هناك العديد من قصص النجاح لمعلمين في بيئات وامكانيات بسيطة ولكنهم حققوا المستحيل لتعليم الطلبة، وهذا ما عكسته نتائج الثانوية العامة حيث تفوقت المدارس الحكومية على الكثير من المدارس الخاصة من خلال ما لاحظناه من وصول العديد من الطلبة لمراكز متقدمة في النتائج.
وطالب الناطق الاعلامي باسم نقابة المعلمين الدكتور أحمد الحجايا، بأن يشمل تدريب المعلمين المجالات السلوكية والمهنية والادارية، واطلاع المعلم على أحدث وسائل التعليم بما يتماشى مع العصر.
وقالت المعلمة في مدرسة أم طفيل الثانوية للبنات نجلاء عفيف ان هذا اليوم يعد لها ولزملاء المهنة محط افتخار واعتزاز، فهذه المهنة أرفع وأسمى مهنة، فيما دعا المعلم ابراهيم مصباح الى رفد المعلم بمعلومات اضافية تغني الحصة التدريسية، وتساعده في القيام بدوره التنويري والتعليمي.
واكد كل من المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إيرينا بوكوفا، ومدير عام منظمة العمل الدولية غاي رايدر، والمدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (لليونيسيف) أنطوني لايك، ومديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هيلين كلارك، والأمين العام للاتحاد الدولي للمعلمين فريد فان ليوين، في رسالة مشتركة بهذه المناسبة أهمية دور المعلمين وما يقومون به من عمل جليل في تعليم الطلبة واكتشاف قدراتهم وطاقاتهم الكامنة والعمل على تسخيرها لغايات تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم.
وبينوا ان خطة التنمية المستدامة لعام 2030 في هدفها الرابع تشير الى الصلة المهمة بين التعليم والتنمية، إذ اعتمد الهدف على العمل نحو "ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع"، داعين إلى رفع كفاءة المعلمين عن طريق التدريب وزيادة الاجور في ظل ما يعيشه المعلمون من ظروف معيشية صعبة.
--(بترا)




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :