اللغة العربية: من أعداؤها؟
عمان جو - لا نكاد نجد عدوّا للّغة العربية من الخارج، فالعالم يعترف بها لغة رسمية، ويستطيع أي شخص – إذا أراد – أن يتحدّث بالعربية في أيّ مؤتمر دولي من مؤتمرات الأمم المتحدة، وأن يقرأ وثائقها بلغته أيضا. فليس للّغة عدوّ خارجي؛ على الرغم من شعور بعض العرب أن الاستعمار والعولمة يهدّدانها. ومن البدهيّ أن القوة تفرض لغة أهلها، فنحن فرضنا لغتنا حين انتصرنا في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأسميناها بـ "الفتوحات" وها هم الأقوياء ينشرون لغتهم بيننا، فصارت شركاتنا ومكاتبنا تستخدم لغاتهم، انتصرت لغتهم فأسميناهم: "المستعمرون، والمحتلون". ومهما كانت التسميات، فليس من السهل اندثار لغة، فقد رصدت اليونسكو وجود سبعة آلاف لغة!! إذن: لا نواجه خطر الاندثار، لكن ما الذي يحدث للُغتِنا؟
من الواضح أن معظم من يتحدثون (سياسيون كانوا، أم رياضيون، أم فنانون، أم مسؤولون..) لا يتقنون نحوَ اللغة وقواعدها!! وحتى المتخصصون فيها يرتكبون أخطاء واضحة جدا مثل: "للإردنيون جميعا". ومن يتابع خطابات بعض النوّاب يحزن! فعلامَ الحزن؟
إن عدم إتقاننا اللغة العربية أو ضعفنا فيها ناتج عن أساليب تعليمها، فأطفالنا يتقنون الإنجليزية بسهولة، وفي العربية نقول لهم: أعرب لَيَصْرِمُنَّها، أو نِعِمّا، أو بَخٍ بَخٍ، أو لإيلافِ، وهكذا... نلزمهم بالنحو الذي صار شرطا لتعلم اللغة، في حين أنه نشأ بعد اللغة.
ربطنا اللغة العربية، وكل لغة هي حيّة ومتطورة ونامية، تكتسب مفردات وتعابير جديدة، وتتخلى عن مفردات قديمة، وليس عيبا أن نتخلّى عن " مِكَرٍّ، مِفَرٍّ" وغيرهما إذا كانتا غير مستخدمتين، وأن ننحت كلماتٍ جديدةً، والكل يعرف قصة قصيدة: "عيون المها بين الرّصافة والجسر...".
فاللغة من عصرها ومن أصلها، وليس من أصلها فقط. إننا قدّمنا لغة غير مفهومة للأطفال، وأثقلناهم بتفاصيلها، وأعددنا لهم مناهج تعليمية تطلب منهم حفظَ الشعر الجاهلي وإعرابه، وإعراب آيات كريمة، ومعرفة بحور الشعر، وأشكال التشبيه، وفنون البلاغة، والتمييز بين الليث والأسد والهِزَبر. وهذه مناهج لم تُفرَض علينا من الخارج، فأنصار اللغة بل أهلها هم من تحكّموا بالمناهج خلال سبعين عاما، وهم من أنتجوا سلبية أطفالنا نحوها، وهم من أنتجوا ضعف كبارنا في التحدث بها، فقد تغنّوا بجمالياتها وهذا صحيح، لكنهم لم يقدموها بشكل جميل.
على ضوء ذلك، هل سيُفلحُ المركز الوطني لتطوير المناهج بتغيير الصورة؟ لعل ذلك يتطلب وعيًا، أرجو أن يكون هذا موجودًا لدى إدارته!!.
من الواضح أن معظم من يتحدثون (سياسيون كانوا، أم رياضيون، أم فنانون، أم مسؤولون..) لا يتقنون نحوَ اللغة وقواعدها!! وحتى المتخصصون فيها يرتكبون أخطاء واضحة جدا مثل: "للإردنيون جميعا". ومن يتابع خطابات بعض النوّاب يحزن! فعلامَ الحزن؟
إن عدم إتقاننا اللغة العربية أو ضعفنا فيها ناتج عن أساليب تعليمها، فأطفالنا يتقنون الإنجليزية بسهولة، وفي العربية نقول لهم: أعرب لَيَصْرِمُنَّها، أو نِعِمّا، أو بَخٍ بَخٍ، أو لإيلافِ، وهكذا... نلزمهم بالنحو الذي صار شرطا لتعلم اللغة، في حين أنه نشأ بعد اللغة.
ربطنا اللغة العربية، وكل لغة هي حيّة ومتطورة ونامية، تكتسب مفردات وتعابير جديدة، وتتخلى عن مفردات قديمة، وليس عيبا أن نتخلّى عن " مِكَرٍّ، مِفَرٍّ" وغيرهما إذا كانتا غير مستخدمتين، وأن ننحت كلماتٍ جديدةً، والكل يعرف قصة قصيدة: "عيون المها بين الرّصافة والجسر...".
فاللغة من عصرها ومن أصلها، وليس من أصلها فقط. إننا قدّمنا لغة غير مفهومة للأطفال، وأثقلناهم بتفاصيلها، وأعددنا لهم مناهج تعليمية تطلب منهم حفظَ الشعر الجاهلي وإعرابه، وإعراب آيات كريمة، ومعرفة بحور الشعر، وأشكال التشبيه، وفنون البلاغة، والتمييز بين الليث والأسد والهِزَبر. وهذه مناهج لم تُفرَض علينا من الخارج، فأنصار اللغة بل أهلها هم من تحكّموا بالمناهج خلال سبعين عاما، وهم من أنتجوا سلبية أطفالنا نحوها، وهم من أنتجوا ضعف كبارنا في التحدث بها، فقد تغنّوا بجمالياتها وهذا صحيح، لكنهم لم يقدموها بشكل جميل.
على ضوء ذلك، هل سيُفلحُ المركز الوطني لتطوير المناهج بتغيير الصورة؟ لعل ذلك يتطلب وعيًا، أرجو أن يكون هذا موجودًا لدى إدارته!!.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات