فلسطين وما بعدها
عمان جو- تغيب فلسطين، عن الوعي الجمعي، فهذا العالم يتفرج على ما يجري في فلسطين، باعتبار أن كل ما يجري يعد امرا عاديا، بعد أن كانت الدنيا تقوم ولا تقعد، عند أي حادثة تقع بسبب الاحتلال.
لا تعرف ماذا يجري، وهل تم محو الضمير الانساني والوطني لدى شعوب العالم، أم أن هذه الشعوب تقاد بالإعلام فقط، فإذا ركز الإعلام على قضية معينة، تنشد الأنظار اليها، وإذا تم تغييبها، أو تناولها بشكل مختصر، تناساها الراكضون اللاهثون وراء خبزهم، وحبة الدواء.
بين يدي ثلاثة اخبار مرت في اسبوع، كلها مرت بشكل عادي، والشعوب التي كنت تراها تغضب، غائبة اليوم، فهي مثخنة بالجراح، ومنحنية الظهر، وباتت بلا قضية وطنية أو إنسانية أو دينية.
أول الأخبار اقتحام آلاف المستوطنين لبلدة برقة في نابلس بحماية الجيش، في مشهد مروع، حيث تم الاستفراد بالقرية وسكانها، وإيذاء أهلها، تحت دوافع مختلفة، تصب باتجاه إثارة ذعر أهل الضفة الغربية، خصوصا، أولئك الذين يجاورون المستوطنات، وأصيب في الهجوم على برقة اكثر من مائة فلسطيني، والخبر مر بشكل عادي، في العالمين العربي والاسلامي، وايضا لدى سلطة رام الله، وبقية مدن فلسطين والضفة الغربية المحتلة فعليا.
ثاني هذه الاخبار، تحذير رؤساء الكنائس في القدس الشرقية من خطورة اعتداءات المستوطنين على الوجود المسيحي فيها، وعدم قيام الشرطة الإسرائيلية بتوفير الحماية لهم وللكنائس والأديرة، وقال رؤساء الطوائف المسيحية، في القدس أن هناك مشكلتين رئيستين، الأولى وهي اعتداءات الاسرائيليين على رجال الدين المسيحيين وعدم قدرة الشرطة على توفير الحماية لهم، والثانية نية حركة عطيرت كوهانيم المتطرفة دخول مبنيين كبيرين مملوكين للبطريركية اليونانية في القدس. معاناة المسيحيين في كل فلسطين، وخصوصا، القدس، كبيرة ومتواصلة، في سياقات السعي لتهجيرهم، فلا يدافع عنهم المسلمون العرب، ولا المسيحيون العرب، ولا حتى يتحرك لأجلهم الغرب المسيحي، فالكل يتفرج على ايذاء المسيحيين، خصوصا، خلال فترة الاعياد، وما قبلها وما بعدها، هذا على الرغم من ان وجود المسيحيين في القدس، اصيل وطبيعي، ليس في سياق تعريفهم كأقلية، بل كونهم ابناء بلد، أيضا، وشركاء متساوين في الهوية العروبية للمدينة.
الخبر الثالث الذي مر بشكل عادي، استشهاد غدير مسالمة البالغة من العمر خمسة وخمسين عاما، بسبب دهسها من جانب مستوطن، قرب بلدة سنجل – رام الله، في الضفة الغربية، والحادثة مرت بشكل عادي، مع تصريح من هنا او هناك، دون اي تفاعل، حيث قتل الانسان الفلسطيني بات عملا يوميا، وكيف لا يكون كذلك، ولا يوجد اي طرف يردع الاحتلال عن افعاله.
هذه عينة من بضعة اخبار، لا تحرك اي رد فعل، وحتى في الاعلام، نقرأ، ونشاهد بضعة تغطيات قصيرة، ولا احد يزيد من حدة موجة التغطيات، فالكل يريد التهدئة، وطمس الواقع الخطير، هذا فوق ان الفعل على الصعيد السياسي، وصعيد المنظمات الدولية، ومؤسسات حقوق الانسان، بات ضعيفا، وليس مؤثرا، بما يؤشر على ان المخاطر المقبلة، اكبر بكثير، إضافة إلى تحييد اي فعل مناضل ضد الاحتلال، فلا حرب، ولا سلام، ولا تهدئة، ولا اي شيء غير ذلك مما يقولون.
هذه العينة ليست كل القصة، اذ معها اخبار اقتحامات المسجد الاقصى اليومية، وايذاء اهل القدس، ومصادرة الاراضي، وبناء المستوطنات، وعمليات القتل والاعتقال، وغير ذلك من قصص باتت تمر يوميا، كأنها مجرد نشرة جوية عن احوال الطقس في فلسطين، دون اي رد فعل مناسب.
لست تعرف، هل انتهينا كأمة، أم دبت فينا الأوبئة، فمات الضمير، او تمدد اليأس، او لم تعد لنا قضية، او اننا ننتظر حلا سحريا، او أننا نعلن الاستسلام، امام كل ما يجري، لكن المؤكد ان فلسطين، لا تستحق كل هذا الاهمال، والتعامي عما يجري فيها، خصوصا، ان كلفة اغفالها ترتد على ما يتجاوز مساحة فلسطين التاريخية، حتى لو ظن البعض، ان هذه هي قضية الفلسطينيين، وحدهم، وان عليهم تدبر امورهم على طريقتهم، ووفقا لما يرونه مناسبا في هذا الزمن.
هذا زمن صعب، ليتنا لم نعشه، حيث الهزيمة تسكن عيوننا، وفلسطين كانت مجرد دفعة تحت الحساب في مشروع كبير، لم تكتمل حلقاته بعد، ايها السادة الغائبين عن الوعي.
لا تعرف ماذا يجري، وهل تم محو الضمير الانساني والوطني لدى شعوب العالم، أم أن هذه الشعوب تقاد بالإعلام فقط، فإذا ركز الإعلام على قضية معينة، تنشد الأنظار اليها، وإذا تم تغييبها، أو تناولها بشكل مختصر، تناساها الراكضون اللاهثون وراء خبزهم، وحبة الدواء.
بين يدي ثلاثة اخبار مرت في اسبوع، كلها مرت بشكل عادي، والشعوب التي كنت تراها تغضب، غائبة اليوم، فهي مثخنة بالجراح، ومنحنية الظهر، وباتت بلا قضية وطنية أو إنسانية أو دينية.
أول الأخبار اقتحام آلاف المستوطنين لبلدة برقة في نابلس بحماية الجيش، في مشهد مروع، حيث تم الاستفراد بالقرية وسكانها، وإيذاء أهلها، تحت دوافع مختلفة، تصب باتجاه إثارة ذعر أهل الضفة الغربية، خصوصا، أولئك الذين يجاورون المستوطنات، وأصيب في الهجوم على برقة اكثر من مائة فلسطيني، والخبر مر بشكل عادي، في العالمين العربي والاسلامي، وايضا لدى سلطة رام الله، وبقية مدن فلسطين والضفة الغربية المحتلة فعليا.
ثاني هذه الاخبار، تحذير رؤساء الكنائس في القدس الشرقية من خطورة اعتداءات المستوطنين على الوجود المسيحي فيها، وعدم قيام الشرطة الإسرائيلية بتوفير الحماية لهم وللكنائس والأديرة، وقال رؤساء الطوائف المسيحية، في القدس أن هناك مشكلتين رئيستين، الأولى وهي اعتداءات الاسرائيليين على رجال الدين المسيحيين وعدم قدرة الشرطة على توفير الحماية لهم، والثانية نية حركة عطيرت كوهانيم المتطرفة دخول مبنيين كبيرين مملوكين للبطريركية اليونانية في القدس. معاناة المسيحيين في كل فلسطين، وخصوصا، القدس، كبيرة ومتواصلة، في سياقات السعي لتهجيرهم، فلا يدافع عنهم المسلمون العرب، ولا المسيحيون العرب، ولا حتى يتحرك لأجلهم الغرب المسيحي، فالكل يتفرج على ايذاء المسيحيين، خصوصا، خلال فترة الاعياد، وما قبلها وما بعدها، هذا على الرغم من ان وجود المسيحيين في القدس، اصيل وطبيعي، ليس في سياق تعريفهم كأقلية، بل كونهم ابناء بلد، أيضا، وشركاء متساوين في الهوية العروبية للمدينة.
الخبر الثالث الذي مر بشكل عادي، استشهاد غدير مسالمة البالغة من العمر خمسة وخمسين عاما، بسبب دهسها من جانب مستوطن، قرب بلدة سنجل – رام الله، في الضفة الغربية، والحادثة مرت بشكل عادي، مع تصريح من هنا او هناك، دون اي تفاعل، حيث قتل الانسان الفلسطيني بات عملا يوميا، وكيف لا يكون كذلك، ولا يوجد اي طرف يردع الاحتلال عن افعاله.
هذه عينة من بضعة اخبار، لا تحرك اي رد فعل، وحتى في الاعلام، نقرأ، ونشاهد بضعة تغطيات قصيرة، ولا احد يزيد من حدة موجة التغطيات، فالكل يريد التهدئة، وطمس الواقع الخطير، هذا فوق ان الفعل على الصعيد السياسي، وصعيد المنظمات الدولية، ومؤسسات حقوق الانسان، بات ضعيفا، وليس مؤثرا، بما يؤشر على ان المخاطر المقبلة، اكبر بكثير، إضافة إلى تحييد اي فعل مناضل ضد الاحتلال، فلا حرب، ولا سلام، ولا تهدئة، ولا اي شيء غير ذلك مما يقولون.
هذه العينة ليست كل القصة، اذ معها اخبار اقتحامات المسجد الاقصى اليومية، وايذاء اهل القدس، ومصادرة الاراضي، وبناء المستوطنات، وعمليات القتل والاعتقال، وغير ذلك من قصص باتت تمر يوميا، كأنها مجرد نشرة جوية عن احوال الطقس في فلسطين، دون اي رد فعل مناسب.
لست تعرف، هل انتهينا كأمة، أم دبت فينا الأوبئة، فمات الضمير، او تمدد اليأس، او لم تعد لنا قضية، او اننا ننتظر حلا سحريا، او أننا نعلن الاستسلام، امام كل ما يجري، لكن المؤكد ان فلسطين، لا تستحق كل هذا الاهمال، والتعامي عما يجري فيها، خصوصا، ان كلفة اغفالها ترتد على ما يتجاوز مساحة فلسطين التاريخية، حتى لو ظن البعض، ان هذه هي قضية الفلسطينيين، وحدهم، وان عليهم تدبر امورهم على طريقتهم، ووفقا لما يرونه مناسبا في هذا الزمن.
هذا زمن صعب، ليتنا لم نعشه، حيث الهزيمة تسكن عيوننا، وفلسطين كانت مجرد دفعة تحت الحساب في مشروع كبير، لم تكتمل حلقاته بعد، ايها السادة الغائبين عن الوعي.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات