إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

أموال التبرعات والصندوق الأسود


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- اسئلة كثيرة مطروقة حول ثقافة فعل الخير وجمع التبرعات ،و اعانة واغاثة المحتاجين والفقراء وتقديم العون والخدمة الاجتماعية .
و بقدر واسع من الشكوك ، وهي شكوك متراكمة حول سلامة الانفاق والتصرف والتدبير في جهات وامور التبرعات . وكيف تدخل الى الصناديق وتخرج منها ؟
الاسئلة قديمة ومتراكمة ، ويبدو ان الاجابة غائبة وممنوعة ، والتحقيقات نسمع في اول خبر عنها ، ومن ثم تختفي تدريجيا ، وتتحول الى جزء من عالم المجهول والغموض .
كورونا فضحت منظومة شبكة العمل الخيري والاجتماعي ، وما يقام من مشاريع ومؤسسات واستثمارات كبرى تحت ذريعة عمل الخيري ، وضربات كورونا كانت موجعة ومؤلمة اجتماعيا ومعيشيا ، والحاجة ماسة للتضامن والتعاون الاجتماعي ، وهذا ما اختفى من مجتمعنا ، ولم يظهر له اي اثار على الشرائح الاشد ضررا والاكثر احتياجا .
ثمة فرق شاسع بين عمل الخير ، كعمل انساني واخلاقي ، وما بين الاستثمار السياسي واستغلاله لغايات انتخابية ، وغايات شخصية مشبوهة .
في الشوارع وعلى الاذاعات ووسائل التواصل الاجتماعي يافطات وحملات لاعلانات تطلب المساعدة وجمع التبرعات لجهات مختلفة واشخاص احيانا ، وتخاطب غرائزهم لاعمال الخير والتصدق على الناس .
من يراقب الاعلان ؟ ومن يدقق ويراقب في الاموال المجموعة والتبرعات ؟ ويضمن ان تصل في طريقها ومقصدها الى المحتاجين والفقراء.
سؤال استهلالي لاي تحقيق في اعلان جمع تبرعات .
اموال تخرج من جيوب متبرعين ، ولا يعرف كيف تنفق؟
بالصدفة سمعت من ناشط مشغول في جمع تبرعات .. يقول ان جزءا من اموال التبرعات تنفق على القائمين عليها ، ومطلقو المبادرات وحملات جمع التبرعات .
و لا اعرف هذه فتوى دينية ام قانونية ؟
من كثر ما اسمع عن حملات لجمع التبرعات ، وما اسمع عن ناشطين مشغولين في جمع التبرعات ، ار انه من الواجب ان يطلع الراي العام على الاموال وكيف تجمع وتنفق وتصرف ؟
يعني ، ملاحظات بسيطة في صياغة سؤال .. كافية لاجلاء الحقيقة في ملف جمع لتبرعات .
هناك حملات تبالغ في اعلانات جمع التبرعات .. وهناك ضحايا لحملات جمع التبرعات من مرضى وفقراء ومهمشين وغارمين وطلاب متخلفين عن دفع اقساط ، يقسمون بالله العظيم ان فلسا واحدا لم يصل جيوبهم .


لا اسوق هنا اتهاما لاحد .. ولكن هناك استغلال لاعمال الخير وجمع التبرعات باسم الفقراء والمرضى وطالبي العون والاغاثة .
في قضية مجع التبرعات من الضروري توضيح الخيط الابيض من الاسود .. ومعرفة اين تذهب الاموال وكيف تصرف ؟
و من منح السلطة لناشط فيسبوك ومذيع مغمور بان يتحول الى جامع تبرعات ؟
هي قضية مجتمع باسره من حقه ان يعرف من يتاجر ويستغل فقره تحت غطاء العمل الخيري والانساني .
الاتجار بالفقر من ابشع الجرائم .. وضبطها ومراقبتها انتصار لثقافة التبرع والعمل الخيري .
و لا يجوز ان يترك المجال العام لمشبوهين وحملة اجندات ، يستغلون الناس ويتاجرون بالفقر .
شبهات كثيرة اثيرت حول شخصيات عامة امتهنت العمل الخيري . وتاجر ومهرب الدخان الشهير كان واحدا من اطرافها ، ومتسلقون في العمل الخيري اصبحوا وزراء ونوابا .
الحقيقة في جمع التبرعات ضرورية وهامة .. والعمل الخيري في الاردن لا غنى عنه .
العمل الخيري يسند فجوات وثغرات لخدمات اجتماعية وصحية وتعليمية تعجز الدولة عن تقديمها .
في زمن كورونا العمل الخيري من اهم الاسئلة .. ومن الضروري ، بل الحتمي مراجعة الادوات ، والاولويات ، وضبط عملية التبرعات والانفاق لمواجهة تحديات اجتماعية وعيشية كبرى لشرائح اجتماعية .
و الاهم هو الاجابة عن سؤال .. كيف تنفق وتصرف اموال التبرعات ؟




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :