ليس توقعا للفشل .. ولكن حذار!
عمان جو- منذ أن وعينا على هذه الدنيا، وعائلاتنا تحذرنا من الأحزاب، وما أزال أذكر أن والدي مثلا كان يقول لي إياك والأحزاب حين تذهب الى الجامعة، فقد سمحوا بالأحزاب في الخمسينيات، وفي ليلة ليس فيها ضوء قمر، تم الانقضاض على الأحزاب، وتم سجن كثرة من المنتسبين اليها تلك الفترة.
هذه تجربة شخصية نراها تتكرر عند أغلب العائلات، فهي تزرع الخوف في قلوب الابناء من العمل الحزبي، منذ الطفولة، وحين يشب الواحد منا يكتشف بالتدريج ان اغلب الاحزاب في الأردن، مجرد تجمعات شخصية، وواجهات لهذا أو ذاك، هذا فوق ضعفها، وعدم قيامها بأي دور منتج، سياسيا، او اجتماعيا، او اقتصاديا، فالنظرة الى الأحزاب سلبية جدا، في الموروث الاجتماعي، وعدا بعض الاحزاب ذات الفكرة العقائدية، فإن غالبية الاحزاب المتبقية مجرد شكل ديمقراطي، لا يؤثر في الحياة السياسية، بل يقبض المال من الحكومة، لدفع نفقاته، والذي يقبض المال من الحكومة لا يمكن له ان يرفع عينيه في وجه من يجب نقده ومحاسبته مثلا.
الآن نحن امام مرحلة جديدة، والكل يتحدث عن الاحزاب، وضرورة انخراط الشباب فيها، بل ان الترشح للبرلمان سيتم عبر قوائم حزبية، لكن استطلاع آراء الناس، يأخذك الى ردود فعل سلبية، فلا احد يؤمن بالعمل الحزبي، والكل يتهرب من اي محاولة للانضمام الى حزب جديد، وهذا إرث ثقيل لا يمكن تغييره في يوم او يومين، وسنجد انفسنا مجددا امام تجربة منسوخة عن الاحزاب القائمة، هذا فوق الاشاعات التي تلاحق اي مشروع حزبي في بداياته ومن قام بتمويله، فوق عشقنا لنعرف من هو الرأس الكبيرة في هذا الحزب قيد التأسيس او ذاك، وماذا يريد بالتحديد، وعلى من يحسب نفسه، ومدى مصداقيته، ومصداقية حزبه اساسا، وسقوف عمل حزبه.
اذا دخلنا المرحلة الجديدة بأسماء واحزاب معروفة نكون قد شنقنا أنفسنا بأنفسنا، لانه لا يعقل ان تبقى نفس الاسماء، ونفس الافكار، والذي يخرج من الباب يعود من الشباك، بطريقة ثانية، وكأننا نحول التوجهات الى مجرد شكل كي نقنع انفسنا اننا امام عمل حزبي منظم، هذا فوق ان الاحزاب لا تأتي بفكرة جديدة، وكل ادبياتها منسوخة عن بعضها بعضا، حول الأردن، وفلسطين، والقضايا السياسية، ولا تسمع مثلا، عن حزب فاعل للبيئة فقط، او حزب اجتماعي، او حزب يركز على فكرة مختلفة، وكأننا نغرف الماء من ذات البئر، بما سيجعل الاحزاب ذات الفكرة العقائدية الدينية، او القومية، هي الاقوى، من حيث الجاذبية، والتأثير المباشر.
هناك سلبية كبيرة تسود البلد، والكل حين تحدثه عن التحولات السياسية والعمل الحزبي والبرلماني، يشيح بوجهه ويقول لك لماذا رفعوا سعر النفط بداية العام، او لماذا غيروا تعرفة الكهرباء، والبعض سيقول لك ما اخبار قضايا الفساد، وقد يأتي طرف آخر ويقول هل هناك وظائف للشباب، وآخرون قد يقدحون كل الظروف ويسألون بصوت مرتفع هل التنمية السياسية بديلة عن تحسين الاوضاع الاقتصادية، وحل مشاكل الناس على صعيد حياتهم.
هذه ليست نبوءة بالفشل، لكنها دعوة الى كثيرين للتنبه الى المآلات، فالبنية الاجتماعية بطبيعتها ليست حزبية، ولا يعقل ان تكون الاحزاب لاحقا، مجرد وسائل يعود عبرها كل الذين نراهم في مواقع مختلفة، وهي في هذه الحالة مجرد شكل وظيفي، سوف ينكشف امره سريعا، واذا كنا نريد التحول الى حياة حزبية حقيقية فلا بد من احزاب ذات مشاريع خلاقة، باسماء مقبولة ووازنة، ويكون دورها فاعلا، ودورها غير معرض للضغط او التهديد في اي توقيت، وان تكون هناك حملة رسمية لحض الشباب على الانتساب دون ان ينعكس الانتساب عليهم، سلبا، في اي توقيت، وبدون هذه العناوين، سوف نواجه اخفاقا خلال الفترة المقبلة، لاسباب كثيرة، ابرزها رواسب قديمة في العقل الجمعي، حول العمل الحزبي، وما يعنيه في الأردن، على مستويات مختلفة.
الكل يتحدث عن الانخراط في الاحزاب، والبعض يريد ان ينخرط، والبعض لا يريد ان ينخرط، والبعض الآخر يريد ان ينخرط غيره اولا ليجرب فيه ، والمرحلة كلها انخراط في انخراط.
هذه تجربة شخصية نراها تتكرر عند أغلب العائلات، فهي تزرع الخوف في قلوب الابناء من العمل الحزبي، منذ الطفولة، وحين يشب الواحد منا يكتشف بالتدريج ان اغلب الاحزاب في الأردن، مجرد تجمعات شخصية، وواجهات لهذا أو ذاك، هذا فوق ضعفها، وعدم قيامها بأي دور منتج، سياسيا، او اجتماعيا، او اقتصاديا، فالنظرة الى الأحزاب سلبية جدا، في الموروث الاجتماعي، وعدا بعض الاحزاب ذات الفكرة العقائدية، فإن غالبية الاحزاب المتبقية مجرد شكل ديمقراطي، لا يؤثر في الحياة السياسية، بل يقبض المال من الحكومة، لدفع نفقاته، والذي يقبض المال من الحكومة لا يمكن له ان يرفع عينيه في وجه من يجب نقده ومحاسبته مثلا.
الآن نحن امام مرحلة جديدة، والكل يتحدث عن الاحزاب، وضرورة انخراط الشباب فيها، بل ان الترشح للبرلمان سيتم عبر قوائم حزبية، لكن استطلاع آراء الناس، يأخذك الى ردود فعل سلبية، فلا احد يؤمن بالعمل الحزبي، والكل يتهرب من اي محاولة للانضمام الى حزب جديد، وهذا إرث ثقيل لا يمكن تغييره في يوم او يومين، وسنجد انفسنا مجددا امام تجربة منسوخة عن الاحزاب القائمة، هذا فوق الاشاعات التي تلاحق اي مشروع حزبي في بداياته ومن قام بتمويله، فوق عشقنا لنعرف من هو الرأس الكبيرة في هذا الحزب قيد التأسيس او ذاك، وماذا يريد بالتحديد، وعلى من يحسب نفسه، ومدى مصداقيته، ومصداقية حزبه اساسا، وسقوف عمل حزبه.
اذا دخلنا المرحلة الجديدة بأسماء واحزاب معروفة نكون قد شنقنا أنفسنا بأنفسنا، لانه لا يعقل ان تبقى نفس الاسماء، ونفس الافكار، والذي يخرج من الباب يعود من الشباك، بطريقة ثانية، وكأننا نحول التوجهات الى مجرد شكل كي نقنع انفسنا اننا امام عمل حزبي منظم، هذا فوق ان الاحزاب لا تأتي بفكرة جديدة، وكل ادبياتها منسوخة عن بعضها بعضا، حول الأردن، وفلسطين، والقضايا السياسية، ولا تسمع مثلا، عن حزب فاعل للبيئة فقط، او حزب اجتماعي، او حزب يركز على فكرة مختلفة، وكأننا نغرف الماء من ذات البئر، بما سيجعل الاحزاب ذات الفكرة العقائدية الدينية، او القومية، هي الاقوى، من حيث الجاذبية، والتأثير المباشر.
هناك سلبية كبيرة تسود البلد، والكل حين تحدثه عن التحولات السياسية والعمل الحزبي والبرلماني، يشيح بوجهه ويقول لك لماذا رفعوا سعر النفط بداية العام، او لماذا غيروا تعرفة الكهرباء، والبعض سيقول لك ما اخبار قضايا الفساد، وقد يأتي طرف آخر ويقول هل هناك وظائف للشباب، وآخرون قد يقدحون كل الظروف ويسألون بصوت مرتفع هل التنمية السياسية بديلة عن تحسين الاوضاع الاقتصادية، وحل مشاكل الناس على صعيد حياتهم.
هذه ليست نبوءة بالفشل، لكنها دعوة الى كثيرين للتنبه الى المآلات، فالبنية الاجتماعية بطبيعتها ليست حزبية، ولا يعقل ان تكون الاحزاب لاحقا، مجرد وسائل يعود عبرها كل الذين نراهم في مواقع مختلفة، وهي في هذه الحالة مجرد شكل وظيفي، سوف ينكشف امره سريعا، واذا كنا نريد التحول الى حياة حزبية حقيقية فلا بد من احزاب ذات مشاريع خلاقة، باسماء مقبولة ووازنة، ويكون دورها فاعلا، ودورها غير معرض للضغط او التهديد في اي توقيت، وان تكون هناك حملة رسمية لحض الشباب على الانتساب دون ان ينعكس الانتساب عليهم، سلبا، في اي توقيت، وبدون هذه العناوين، سوف نواجه اخفاقا خلال الفترة المقبلة، لاسباب كثيرة، ابرزها رواسب قديمة في العقل الجمعي، حول العمل الحزبي، وما يعنيه في الأردن، على مستويات مختلفة.
الكل يتحدث عن الانخراط في الاحزاب، والبعض يريد ان ينخرط، والبعض لا يريد ان ينخرط، والبعض الآخر يريد ان ينخرط غيره اولا ليجرب فيه ، والمرحلة كلها انخراط في انخراط.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات