لقاءات الجزائر الفلسطينية
عمان جو- كان للجزائر دورها، وتأثيرها، ونتائجها في لملمة الحالة السياسية للفلسطينيين، كان ذلك في حوارات عدن الجزائر، وثماره عقد المجلس الوطني الفلسطيني التوحيدي الثامن عشر يوم 20 نيسان 1987، في الجزائر، سبقه عقد المؤتمر التوحيدي للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، في شباط فبراير 1987.
كانت الجزائر عنواناً وملاذاً للفلسطينيين لصواب مواقفها، وعدم تدخلها، وغياب المسعى الأناني لدورها، كان مسعاها وحدة الفلسطينيين وتماسكهم، فوجدوا لدى الجزائر الحاضنة الدافئة التي توفر لهم المكان الأمن لعقد اجتماعاتهم ومؤتمراتهم ووحدتهم، في مواجهة التدخلات الأخرى التي تنعكس عليهم وتمزقهم.
كان المشهد السياسي الفلسطيني آنذاك مختلفاً ذاتياً وموضوعياً، كانت فتح هي الأقوى، الحريصة على الوحدة، لأنها بدون الشعبية والديمقراطية والبعثيين والشخصيات الفاعلة المستقلة، تفقد النصاب والأهلية لقيادة شعبها، وتمثيلها له عبر منظمة التحرير، كان لدى فتح كبارٌ بمستوى المرحلة، وهو ما تفتقده الآن.
اليوم ثمة شريك قوي لحركة فتح، يُبادلها التمكن والقوة، أقل أو أكثر لا يهم، المهم لم تعد فتح هي الطرف الأقوى الوحيد، فحركة حماس لها حضور وقوة، ميدانية انتخابية، وتضحيات مسلم بها، وهي امتداد اقليمي لأكبر حزب سياسي عربي هو الإخوان المسلمين، زادها قوة الانقلاب غير المبرر الذي قامت به عام 2006، تمكنت من خلاله السيطرة المنفردة على قطاع غزة ولاتزال.
إذن على المستوى الحزبي الفصائلي، لدى الفلسطينيين فصيلين في مواجهة بعضهما البعض، لا يرغب أي منهما التسليم للآخر بالقدرة أو الفوز أو التمكن، فكل منهما يستأثر بما لديه، حماس بقطاع غزة المحاصر من قبل المستعمرة، وفتح بما يتوفر لديها من الضفة الفلسطينية، المحتل من المستعمرة.
العامل الآخر الذي لا يقل أهمية وتأثيراً هو العامل الإسرائيلي، القوي المتمكن الذي فاز بالتطبيع بدون أن يدفع ثمناً لذلك، فالفصيلين فتح وحماس، يصلهما الدعم المالي عبر قنوات الاحتلال علناً، فتح عبر المالية الإسرائيلية، وحماس عبر المخابرات وجيش الاحتلال، فكيف يمكن لهما إتخاذ القرار بالاستقلالية وهم أسرى خيارات الاحتلال؟؟.
لذلك إذا لم تتوفر لديهما القرار السياسي، الحقيقي الجاد، لن تعطي خيارات الجزائر وجهودها الهدف المرجو وهو وحدة الفلسطينيين وخيارهم.
إذا لم تتخلص فتح من التنسيق الأمني، وحماس من التهدئة الأمنية، لن يكون لديهما القدرة على إتخاذ قرار الوحدة وفق ثلاثة بنود:
أولاً: برنامج سياسي مشترك.
ثانياً: مؤسسة تمثيلية موحدة.
ثالثاً: أدوات كفاحية متفق عليها، هذه هي معايير الوحدة بينهم.
خطوة الجزائر بدعوة كريمة من الرئيس عبد المجيد تبون يوم 6/12/2021، خطوة أولية على طريقة حوارات عدن الجزائر السابقة، حوار بين عدد من الفصائل لم تتم الدعوة لجميعهم، وهذا خطأ أولي، ولكن إذا توفرت الجدية والإرادة السياسية، وهذا مشكوك فيه، إذا توفرت فيمكن عقد المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر مع نجاح هذه الدعوة وتم التجاوب مع مبادرة الرئيس الجزائري، بدلاً من إنعقاده في فلسطين، وبذلك يتم التخلص من تأثير المستعمرة الإسرائيلية على الأداء والخيار والقرار السياسي الفلسطيني.
كانت الجزائر عنواناً وملاذاً للفلسطينيين لصواب مواقفها، وعدم تدخلها، وغياب المسعى الأناني لدورها، كان مسعاها وحدة الفلسطينيين وتماسكهم، فوجدوا لدى الجزائر الحاضنة الدافئة التي توفر لهم المكان الأمن لعقد اجتماعاتهم ومؤتمراتهم ووحدتهم، في مواجهة التدخلات الأخرى التي تنعكس عليهم وتمزقهم.
كان المشهد السياسي الفلسطيني آنذاك مختلفاً ذاتياً وموضوعياً، كانت فتح هي الأقوى، الحريصة على الوحدة، لأنها بدون الشعبية والديمقراطية والبعثيين والشخصيات الفاعلة المستقلة، تفقد النصاب والأهلية لقيادة شعبها، وتمثيلها له عبر منظمة التحرير، كان لدى فتح كبارٌ بمستوى المرحلة، وهو ما تفتقده الآن.
اليوم ثمة شريك قوي لحركة فتح، يُبادلها التمكن والقوة، أقل أو أكثر لا يهم، المهم لم تعد فتح هي الطرف الأقوى الوحيد، فحركة حماس لها حضور وقوة، ميدانية انتخابية، وتضحيات مسلم بها، وهي امتداد اقليمي لأكبر حزب سياسي عربي هو الإخوان المسلمين، زادها قوة الانقلاب غير المبرر الذي قامت به عام 2006، تمكنت من خلاله السيطرة المنفردة على قطاع غزة ولاتزال.
إذن على المستوى الحزبي الفصائلي، لدى الفلسطينيين فصيلين في مواجهة بعضهما البعض، لا يرغب أي منهما التسليم للآخر بالقدرة أو الفوز أو التمكن، فكل منهما يستأثر بما لديه، حماس بقطاع غزة المحاصر من قبل المستعمرة، وفتح بما يتوفر لديها من الضفة الفلسطينية، المحتل من المستعمرة.
العامل الآخر الذي لا يقل أهمية وتأثيراً هو العامل الإسرائيلي، القوي المتمكن الذي فاز بالتطبيع بدون أن يدفع ثمناً لذلك، فالفصيلين فتح وحماس، يصلهما الدعم المالي عبر قنوات الاحتلال علناً، فتح عبر المالية الإسرائيلية، وحماس عبر المخابرات وجيش الاحتلال، فكيف يمكن لهما إتخاذ القرار بالاستقلالية وهم أسرى خيارات الاحتلال؟؟.
لذلك إذا لم تتوفر لديهما القرار السياسي، الحقيقي الجاد، لن تعطي خيارات الجزائر وجهودها الهدف المرجو وهو وحدة الفلسطينيين وخيارهم.
إذا لم تتخلص فتح من التنسيق الأمني، وحماس من التهدئة الأمنية، لن يكون لديهما القدرة على إتخاذ قرار الوحدة وفق ثلاثة بنود:
أولاً: برنامج سياسي مشترك.
ثانياً: مؤسسة تمثيلية موحدة.
ثالثاً: أدوات كفاحية متفق عليها، هذه هي معايير الوحدة بينهم.
خطوة الجزائر بدعوة كريمة من الرئيس عبد المجيد تبون يوم 6/12/2021، خطوة أولية على طريقة حوارات عدن الجزائر السابقة، حوار بين عدد من الفصائل لم تتم الدعوة لجميعهم، وهذا خطأ أولي، ولكن إذا توفرت الجدية والإرادة السياسية، وهذا مشكوك فيه، إذا توفرت فيمكن عقد المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر مع نجاح هذه الدعوة وتم التجاوب مع مبادرة الرئيس الجزائري، بدلاً من إنعقاده في فلسطين، وبذلك يتم التخلص من تأثير المستعمرة الإسرائيلية على الأداء والخيار والقرار السياسي الفلسطيني.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات