الحرب على الحدود
عمان جو- من أسوأ التعليقات التي قرأتها ذلك التعليق الذي يقول ” اشربوا ياأردنيين من نفس الكأس. أرسلتم لنا الارهابيين والاسلحة، وارتدت هذه الحملات عليكم، بسبب الفوضى التي صنعتوها، بالشراكة مع غيركم ضد الدولة السورية، وهاهي موجات مهربي الاسلحة والمخدرات بأسلحتهم تعود اليكم، نتيجة للفوضى التي كنتم طرفا فيهم، في يوم من الايام، ضد الدولة السورية”.
والكلام يعبر عن سطحية وسذاجة، وعن خفة عقل في الوقت ذاته، لان التجسير بين القصتين غير عادل، وغير قائم اصلا على اسس، خصوصا، ان الدولة السورية هي التي تركت حدودها مفتوحة لكل دول العالم، والقوى، واستضافت قوى اجنبية، فوق ان اتهام الاردن بإرسال الارهابيين، اتهام غير صحيح، فالاردن حتى لم يسمح بمرور اردني او اجنبي واحد عبر حدوده، وعاقب كل اردني حاول التسلل عبر الحدود، او حتى حاول العودة، بعد مشاركته في القتال.
القصة هنا قصة تشف، في جانب من الجوانب، لكن لا احد يتنبه الى الكلفة ذاتها على الاشقاء السوريين الذين يخوضون في الفوضى، منذ سنوات طويلة، وكأنه ينقصهم بعد هذه السنين ان تصبح بلادهم مصدرة للمخدرات عبر الاردن ولبنان والعراق، اضافة الى السلاح، وهذه فوضى توجب على السوريين وقفها، لكن الواضح ان امكانات السوريين لا تسمح بحماية كل الحدود البرية مع الاردن، فوق الشكوك اساسا في وجود شبكات متنفذة وعلى صلة بسياسيين وامنيين في سورية يديرون هذه الشبكات، من اجل جني الملايين، بما سيؤدي ايضا الى الشك في كل شاحنة وسيارة ومسافر قادم من سوريا، ولبنان، بعين الحدود الاردنية، وتلك الحدود العربية التي تستقبل ايضا الشاحنات والسيارات السورية واللبنانية، على صعيد النقل والتجارة.
يعلن الاردن تغيير قواعد الاشتباك مع عابري الحدود برا، سواء كانوا مشاة او سيارات، وهذا يعني عدم التحذير من اجل ان يعود القادمون والمهربون، بل يعني تنفيذ عملية عسكرية مباشرة، تؤدي الى قتل المهربين، دون تحذير اولي، خصوصا، مع توفر المعدات العسكرية لدى الاردن.
تتسرب المعلومات عن قيام المهربين مشيا على الاقدام بحمل عبوات المخدرات على الظهر على طريقة حقائب المدارس، والمشي ليلا نحو نقاط محددة في الاردن، وتوزع هؤلاء على طول الحدود ظنا من المهربين انهم يشتتون الرقابة الاردنية، ويحصل كل مهرب على الف دولار مقابل الحقيبة التي يحملها على ظهره، بعد ايصالها، كما ان المعلومات تشير الى استعمال المهربين لاجهزة رقابة متطورة جدا، وبعضها للرقابة الليلية من اجل كشف الحدود الاردنية، ومعهم اسلحة متطورة جدا، في حالات التهريب بالسيارات، لكنهم يجهلون طبيعة الرقابة الاردنية وكونها مغطاة بشبكة كاملة من التقنيات الحديثة، وقدرة سريعة وهائلة على الاستجابة فور رصد اي اجسام معدنية مثل السيارات، او اي اجسام بشرية، او حتى غير بشرية كالاغنام التي يتم استعمالها في التهريب.
هذه حرب على الحدود وهي توجب مساعدة الاردن من دول عربية واجنبية، فالقصة ليست قصة مخدرات موجهة للاردن فقط، بل ان هذه شبكات تستهدف كل العالم العربي، وكل تهريبة تمر بسبب أي خطأ قد يتم نقلها بطريقة ما الى بلد عربي آخر، وهذا يعني ان المعركة على الحدود، وان كانت اردنية، الا انها تخص دولا ثانية، بما يعني ان المكافحة هنا، يجب ان تتحول الى جهد اقليمي، بما يعنيه ذلك، من جهود متكاملة، ودعم للاردن بالمعدات، او اي احتياجات يحتاجها.
على الرغم من الدعوات الموجهة سرا او علنا للسوريين، من اجل تنظيف حدودهم من مهربي المخدرات، ومصانعها، وشبكاتها، ومزارعها ايضا، الا انني اعتقد صعوبة ذلك، فالدولة السورية مشغولة بحروبها الثانية مع التنظيمات، كما ان نشوء كل ميلشيات المخدرات وتهريب الاسلحة، ليس معزولا عن قوى داخل سورية، دون ان نتهم احدا في الدولة السورية، الا ان الحماية قد تكون متوفرة لهؤلاء بشكل أو آخر، دون ان يعترف احد بهذه الحماية الجزئية او الكلية.
الحرب على الحدود ليست اردنية، بل اكبر من ذلك، وهي بحاجة الى معالجة من نوع ثان، على صعيد عمليات اوسع، تصل الى حد التعاون مع العرب والروس، وغيرهم من دول وعواصم.
ليبقى الحل الاهم..قطع رؤوس الافاعي التي تعيش بيننا، والتي تنتظر وصول هذه المخدرات.
والكلام يعبر عن سطحية وسذاجة، وعن خفة عقل في الوقت ذاته، لان التجسير بين القصتين غير عادل، وغير قائم اصلا على اسس، خصوصا، ان الدولة السورية هي التي تركت حدودها مفتوحة لكل دول العالم، والقوى، واستضافت قوى اجنبية، فوق ان اتهام الاردن بإرسال الارهابيين، اتهام غير صحيح، فالاردن حتى لم يسمح بمرور اردني او اجنبي واحد عبر حدوده، وعاقب كل اردني حاول التسلل عبر الحدود، او حتى حاول العودة، بعد مشاركته في القتال.
القصة هنا قصة تشف، في جانب من الجوانب، لكن لا احد يتنبه الى الكلفة ذاتها على الاشقاء السوريين الذين يخوضون في الفوضى، منذ سنوات طويلة، وكأنه ينقصهم بعد هذه السنين ان تصبح بلادهم مصدرة للمخدرات عبر الاردن ولبنان والعراق، اضافة الى السلاح، وهذه فوضى توجب على السوريين وقفها، لكن الواضح ان امكانات السوريين لا تسمح بحماية كل الحدود البرية مع الاردن، فوق الشكوك اساسا في وجود شبكات متنفذة وعلى صلة بسياسيين وامنيين في سورية يديرون هذه الشبكات، من اجل جني الملايين، بما سيؤدي ايضا الى الشك في كل شاحنة وسيارة ومسافر قادم من سوريا، ولبنان، بعين الحدود الاردنية، وتلك الحدود العربية التي تستقبل ايضا الشاحنات والسيارات السورية واللبنانية، على صعيد النقل والتجارة.
يعلن الاردن تغيير قواعد الاشتباك مع عابري الحدود برا، سواء كانوا مشاة او سيارات، وهذا يعني عدم التحذير من اجل ان يعود القادمون والمهربون، بل يعني تنفيذ عملية عسكرية مباشرة، تؤدي الى قتل المهربين، دون تحذير اولي، خصوصا، مع توفر المعدات العسكرية لدى الاردن.
تتسرب المعلومات عن قيام المهربين مشيا على الاقدام بحمل عبوات المخدرات على الظهر على طريقة حقائب المدارس، والمشي ليلا نحو نقاط محددة في الاردن، وتوزع هؤلاء على طول الحدود ظنا من المهربين انهم يشتتون الرقابة الاردنية، ويحصل كل مهرب على الف دولار مقابل الحقيبة التي يحملها على ظهره، بعد ايصالها، كما ان المعلومات تشير الى استعمال المهربين لاجهزة رقابة متطورة جدا، وبعضها للرقابة الليلية من اجل كشف الحدود الاردنية، ومعهم اسلحة متطورة جدا، في حالات التهريب بالسيارات، لكنهم يجهلون طبيعة الرقابة الاردنية وكونها مغطاة بشبكة كاملة من التقنيات الحديثة، وقدرة سريعة وهائلة على الاستجابة فور رصد اي اجسام معدنية مثل السيارات، او اي اجسام بشرية، او حتى غير بشرية كالاغنام التي يتم استعمالها في التهريب.
هذه حرب على الحدود وهي توجب مساعدة الاردن من دول عربية واجنبية، فالقصة ليست قصة مخدرات موجهة للاردن فقط، بل ان هذه شبكات تستهدف كل العالم العربي، وكل تهريبة تمر بسبب أي خطأ قد يتم نقلها بطريقة ما الى بلد عربي آخر، وهذا يعني ان المعركة على الحدود، وان كانت اردنية، الا انها تخص دولا ثانية، بما يعني ان المكافحة هنا، يجب ان تتحول الى جهد اقليمي، بما يعنيه ذلك، من جهود متكاملة، ودعم للاردن بالمعدات، او اي احتياجات يحتاجها.
على الرغم من الدعوات الموجهة سرا او علنا للسوريين، من اجل تنظيف حدودهم من مهربي المخدرات، ومصانعها، وشبكاتها، ومزارعها ايضا، الا انني اعتقد صعوبة ذلك، فالدولة السورية مشغولة بحروبها الثانية مع التنظيمات، كما ان نشوء كل ميلشيات المخدرات وتهريب الاسلحة، ليس معزولا عن قوى داخل سورية، دون ان نتهم احدا في الدولة السورية، الا ان الحماية قد تكون متوفرة لهؤلاء بشكل أو آخر، دون ان يعترف احد بهذه الحماية الجزئية او الكلية.
الحرب على الحدود ليست اردنية، بل اكبر من ذلك، وهي بحاجة الى معالجة من نوع ثان، على صعيد عمليات اوسع، تصل الى حد التعاون مع العرب والروس، وغيرهم من دول وعواصم.
ليبقى الحل الاهم..قطع رؤوس الافاعي التي تعيش بيننا، والتي تنتظر وصول هذه المخدرات.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات