منطوق صريح وفي توقيت حساس
عمان جو- هذا أهم منطوق سمعته خلال العقدين الفائتين، ولأن صاحبه هو الملك، فهو يكتسب أهميته وحساسيته، منطوق قائم على المباشرة والمصارحة والتشخيص، بشكل لا يحتمل التأويل.
منطوق الملك في الرسالة التي وجهها الى الأردنيين في عيد ميلاده الستين، أمس، كان مختلفا عن كل محتوى مقابلاته وتصريحاته السابقة، الذي يريد أن يقارن بإمكانه أن يعود الى كل هذا المحتوى فهو متوفر، ومتاح الكترونيا، للراغبين، لكن ميزة الكلام أنه يتطابق مع ما يقوله الناس، ولا يعارضه، مثلما أنه يشخص نقاط ضعفنا وأزماتنا، ويرفع الروح المعنوية ويطرح الحلول أيضا.
قال الملك كل الذي يقوله الناس، بل ربما زاد، والقصة هنا، أنه يعرف كل شيء، لكنه لا يريد للروح المعنوية للناس أن تنخفض، فما يزال لدينا الكثير لنبني عليه، خلال الفترة المقبلة، فالأردن بلد صمد وبقي، رغم كل حرائق الجوار، وهذا وحده كاف، لأن نؤمن بمستقبلنا وأنفسنا.
رسالة محملة بعشرات الرسائل، للداخل والخارج، وللناس، والحكومات، ولمن يؤمنون بالتغيير الإيجابي، وأيضا لمن يريدون هدم كل البيت بذريعة إصلاحه، وهؤلاء هم الفئة الأخطر في حياتنا.
يقول الملك في بعض رسالته ” اشتدت الصعاب في السنوات الأخيرة، واشتعل محيطنا بأزمات ألقت بظلالها علينا، فقد استقبلنا مئات الألوف من اللاجئين، وتعاملنا مع تحديات أمنية على حدودنا، وانقطعت طرق حيوية للتجارة، وتراجع الدعم الخارجي، مما أدى إلى تباطؤ مسيرتنا، التي عانت أيضا من ضعف في العمل المؤسسي، وتلكؤ في تنفيذ البرامج والخطط، وتمترس بيروقراطي، وانغلاق في وجه التغيير، وتغول للإشاعة، وتغييب للحوار العقلاني الموضوعي، إضافة إلى ما خلفته أزمة كورونا من أعباء اقتصادية واجتماعية. واقعنا لا يرتقي لمستوى طموحنا”.
في فقرة ثانية يقول “علينا أن نعمل على تجسير فجوة الثقة بين الشعب والحكومات، وهذا يبدأ بتبني الحكومات خططا وبرامج شاملة متكاملة، بأهداف واضحة ومخرجات قابلة للقياس. وعلى الحكومات أن تعمل بشفافية وتوضح آليات عملها بصراحة ومسؤولية، تبدد الإشاعات الهدامة بالحقائق المقنعة، ليحل الحوار المرتكز إلى المعلومات محل السجالات المحبطة التي يغذيها غياب تلك المعلومات، كما لا بد من تكريس نهج المساءلة للمقصرين في واجباتهم تجاه المواطن، لأن مفهوم الخدمة العامة يفرض تقديم الحلول وليس وضع العراقيل أمام المواطنين”.
وفي فقرة ثالثة محملة بكل الإشارات، يقول “لن نجد الحلول إن بقينا في دوامة لوم وتشكيك وتغييب للحقائق والمنطق والعقلانية، ولن نخرج من هذه الدوامة إلا بشراكة حقيقية بين الحكومة والمواطنين للتصدي للإشاعات والأخبار الكاذبة والمعلومات الزائفة. ويجب أن نستعيد معا مساحات الحوار العام، لنحول دون تمكّن ضعاف النفوس المتسترين خلف شاشاتهم من بث روح السلبية والإحباط وزعزعة الثقة في مجتمعنا ووطننا، فالثقة هي أساس منعة المجتمع، فإذا انهزت تزعزعت منظومة القيم، ولا نريد أن يكون لأولئك الذين يجدون في معاركهم الفردية أو بطولاتهم الشخصية غايات أهم من مصلحة الوطن مكان بيننا”.
في الرسالة محاور متعددة، من بينها أيضا أن النقد حق مكفول، وهذا كلام مهم موجه للحكومات التي تتحسس من النقد، وتظنه شخصيا، وهو هنا يتحدث عن النقد وليس صناعة الإشاعات.
الرسالة فيها إشارات حول الفترة المقبلة، وكما أشرت، مارس الملك فيها تشخصيا طابق فيه رأي الناس، لأنه لا ينكر المشاكل والأزمات، لكنه أيضا يؤشر على مكامن القوة في الأردن، الذي رغم كل ما يواجهه، إلا أن فيه ما يستحق أن يبنى عليه، وأعتقد أن هذا ما يريد أن يقوله الملك، حصرا؛ أي أن الإقرار بالمشاكل والأزمات، ووجود جماعات تثوير للرأي العام، تبث الإحباط واليأس، يجب ألا يجعلنا نتعامى عما هو لدينا من إمكانات قابلة للتطوير، والبناء عليه، في ظل إقليم صعب.
ميزة الرسالة أنها بمحتواها وصياغتها ليست فوقية، بل قريبة الى قلوب الناس، وفي الوقت نفسه لا تفتقد للأبوية، والقيادة معاً، وقد احتوت على تحذيرات ضمنية ممن يحاولون اختطاف الأردن داخليا، نحو الحافة، والملك ذاته يشخص أزمات الأردن، ولا ينكرها، بل يريد القول إن علينا أن نخرج من دوامة اليأس، لنضع الحلول معا، من أجل هذا البلد، الذي يظلنا جميعاً.
منطوق الملك، صريح وحافل بالتوازنات، على شكل رسالة واحدة، محملة بعشرات الرسائل.
منطوق الملك في الرسالة التي وجهها الى الأردنيين في عيد ميلاده الستين، أمس، كان مختلفا عن كل محتوى مقابلاته وتصريحاته السابقة، الذي يريد أن يقارن بإمكانه أن يعود الى كل هذا المحتوى فهو متوفر، ومتاح الكترونيا، للراغبين، لكن ميزة الكلام أنه يتطابق مع ما يقوله الناس، ولا يعارضه، مثلما أنه يشخص نقاط ضعفنا وأزماتنا، ويرفع الروح المعنوية ويطرح الحلول أيضا.
قال الملك كل الذي يقوله الناس، بل ربما زاد، والقصة هنا، أنه يعرف كل شيء، لكنه لا يريد للروح المعنوية للناس أن تنخفض، فما يزال لدينا الكثير لنبني عليه، خلال الفترة المقبلة، فالأردن بلد صمد وبقي، رغم كل حرائق الجوار، وهذا وحده كاف، لأن نؤمن بمستقبلنا وأنفسنا.
رسالة محملة بعشرات الرسائل، للداخل والخارج، وللناس، والحكومات، ولمن يؤمنون بالتغيير الإيجابي، وأيضا لمن يريدون هدم كل البيت بذريعة إصلاحه، وهؤلاء هم الفئة الأخطر في حياتنا.
يقول الملك في بعض رسالته ” اشتدت الصعاب في السنوات الأخيرة، واشتعل محيطنا بأزمات ألقت بظلالها علينا، فقد استقبلنا مئات الألوف من اللاجئين، وتعاملنا مع تحديات أمنية على حدودنا، وانقطعت طرق حيوية للتجارة، وتراجع الدعم الخارجي، مما أدى إلى تباطؤ مسيرتنا، التي عانت أيضا من ضعف في العمل المؤسسي، وتلكؤ في تنفيذ البرامج والخطط، وتمترس بيروقراطي، وانغلاق في وجه التغيير، وتغول للإشاعة، وتغييب للحوار العقلاني الموضوعي، إضافة إلى ما خلفته أزمة كورونا من أعباء اقتصادية واجتماعية. واقعنا لا يرتقي لمستوى طموحنا”.
في فقرة ثانية يقول “علينا أن نعمل على تجسير فجوة الثقة بين الشعب والحكومات، وهذا يبدأ بتبني الحكومات خططا وبرامج شاملة متكاملة، بأهداف واضحة ومخرجات قابلة للقياس. وعلى الحكومات أن تعمل بشفافية وتوضح آليات عملها بصراحة ومسؤولية، تبدد الإشاعات الهدامة بالحقائق المقنعة، ليحل الحوار المرتكز إلى المعلومات محل السجالات المحبطة التي يغذيها غياب تلك المعلومات، كما لا بد من تكريس نهج المساءلة للمقصرين في واجباتهم تجاه المواطن، لأن مفهوم الخدمة العامة يفرض تقديم الحلول وليس وضع العراقيل أمام المواطنين”.
وفي فقرة ثالثة محملة بكل الإشارات، يقول “لن نجد الحلول إن بقينا في دوامة لوم وتشكيك وتغييب للحقائق والمنطق والعقلانية، ولن نخرج من هذه الدوامة إلا بشراكة حقيقية بين الحكومة والمواطنين للتصدي للإشاعات والأخبار الكاذبة والمعلومات الزائفة. ويجب أن نستعيد معا مساحات الحوار العام، لنحول دون تمكّن ضعاف النفوس المتسترين خلف شاشاتهم من بث روح السلبية والإحباط وزعزعة الثقة في مجتمعنا ووطننا، فالثقة هي أساس منعة المجتمع، فإذا انهزت تزعزعت منظومة القيم، ولا نريد أن يكون لأولئك الذين يجدون في معاركهم الفردية أو بطولاتهم الشخصية غايات أهم من مصلحة الوطن مكان بيننا”.
في الرسالة محاور متعددة، من بينها أيضا أن النقد حق مكفول، وهذا كلام مهم موجه للحكومات التي تتحسس من النقد، وتظنه شخصيا، وهو هنا يتحدث عن النقد وليس صناعة الإشاعات.
الرسالة فيها إشارات حول الفترة المقبلة، وكما أشرت، مارس الملك فيها تشخصيا طابق فيه رأي الناس، لأنه لا ينكر المشاكل والأزمات، لكنه أيضا يؤشر على مكامن القوة في الأردن، الذي رغم كل ما يواجهه، إلا أن فيه ما يستحق أن يبنى عليه، وأعتقد أن هذا ما يريد أن يقوله الملك، حصرا؛ أي أن الإقرار بالمشاكل والأزمات، ووجود جماعات تثوير للرأي العام، تبث الإحباط واليأس، يجب ألا يجعلنا نتعامى عما هو لدينا من إمكانات قابلة للتطوير، والبناء عليه، في ظل إقليم صعب.
ميزة الرسالة أنها بمحتواها وصياغتها ليست فوقية، بل قريبة الى قلوب الناس، وفي الوقت نفسه لا تفتقد للأبوية، والقيادة معاً، وقد احتوت على تحذيرات ضمنية ممن يحاولون اختطاف الأردن داخليا، نحو الحافة، والملك ذاته يشخص أزمات الأردن، ولا ينكرها، بل يريد القول إن علينا أن نخرج من دوامة اليأس، لنضع الحلول معا، من أجل هذا البلد، الذي يظلنا جميعاً.
منطوق الملك، صريح وحافل بالتوازنات، على شكل رسالة واحدة، محملة بعشرات الرسائل.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات