إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

حتى لا نظلم شركة الكهرباء الأردنية !


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- شركة الكهرباء الاردنية مظلومة .

تابعت اخبارا كثيرة على السوشل ميديا ، ووردتني اتصالات كثيرة من مواطنين يشكون من انقطاع التيار الكهربائي في الثلجة الاخيرة .

وامتد الانقطاع ليومين واكثر .. وموظفو شركة الكهرباء كانوا في حالة طواريء ، والموجة الثلجية كانت اكبر واقوى مما هو متوقع .

2000 موظف لم يغادروا الميدان على مدار الساعة ، عملوا واجتهدوا وناضلوا لايصال الكهرباء المقطوعة الى البيوت .

نعم ، سجل فشل بالاتصال مع هواتف اقسام الطواريء ، وذلك لاخبارهم عن العطل وقطع الاشجار وسقوط اسلاك الكهرباء .

مضى المنخفض الجوي ، وانقشع الثلج .. وذاب الثلج وبان المرج .

و خلفت الثلجة الاخيرة حقائق فظيعة ومستهجنة عن الثروة الشجرية في الاردن .

و لربما السؤال الغائب ولم يتطرق الى طرحه في غمرة الثلجة الاخيرة اي من مسؤولي الحكومة وامانة عمان .. هل يوجد خريطة للاشجار في عمان ؟

و لو سالنا امانة عمان ، هل لديهم قاعدة بيانات وخريطة لانتشار وتوزع الاشجار في العاصمة ؟ ولحد علمي ومتابعتي المتواضعة ، فان هناك نظاما رسميا

يحدد نوع الاشجار وزراعتها ، وان زرع الاشجار ليس متروكا لمزاج ورغبة ملاك العقار ، وان كل شجرة يجب ان تكون مقيدة ضمن صلاحية ومسؤولية

امانة عمان ، ولا ينازعها اي جهة او طرف اخر .

و هنا اتحدث عن الاشجار المزروعة على الارصفة وجوانب الشوارع العامة والفرعية . وفيما يتحمل المواطن مسؤولية الاشجار المزروعة داخل الحديقة وحدود بيته ، وهو قانونيا يتحمل مسؤولية التقنيب والقص وعدم تسببها في الالحاق اذى للسكان والجيران المجاورين ولاملاكهم .

من هي الجهة الحكومية المسؤولة عن زراعة الاشجار ، وزارة الزراعة ام امانة عمان والبلديات خارج العاصمة ؟ هناك تنازع في الصلاحيات ، الاشجار الحرجية من صلاحية وزارة الزراعة وفيما الاشجار المثمرة تابعة لامانة عمان ، وفوق ذلك ياتي تخبط المواطنين في زراعة الاشجار دون موافقات رسمية من الجهات المعنية .


اعتقد ان ثمة منظومة بيروقراط مؤسساتي وقانوني من عهود القرون الوسطى وحكم الاحتلال العثماني يحتاج اليوم لنفض الغبار الكثيف عن اوراقه ومجلداته ، ولكي نحرر الشجرة الاردنية ، ولكي نعرف حقوق الاشجار والطبيعة ، ومن يتحمل المسؤولية جراء الاهمال وسوء الادارة والاخفاق في الطواريء والازمات الجوية والطبيعية ؟

في الثلجة الاخيرة كانت شركة الكهرباء هي الخاسر الاكبر .. اشجار بدون تقليم ، واشجار غصونها تتدلى على الارض ، وتتقاطع وتتشابك اغصانها مع اسلاك الكهرباء ، وهطول الثلج ادى الى تكسير الاشجار وخروج شبكة الكهرباء عن السيطرة ، وحالات الانقطاع المفتوح للتيار الكهربائي .

ما حصل من انقطاع للتيار الكهربائي ليس من مسؤولية شركة الكهرباء الاردنية . وصحيح الناس دقوا في شركة الكهرباء ، وفي واجهة الازمة ، فهم يعرفون الشركة وارقام طوارئها ، ولكن في البحث والتقصي بعمق المسؤولية فان جهات حكومية اخرى تتحمل المسؤولية من الف الى الياء .

وما ذنب شركة الكهرباء الاردنية وتحميلها مسؤولية انقطاع الكهربائي في مناطق شهدت انهيارات لجدران استنادية وانهيارات ترابية ورملية . ولمن يذكرون حوداث الانهيار التي وقعت في طبربور وحي الدبايبة وصويلح ، وجراء ذلك سقطت اعمدة كهرباء وانجرفت مع الاتربة ومياه الامطار الغزيرة .

هل يملك موظفو الكهرباء عصا موسى السحرية و»بساط علي بابا» لكي يصنعوا معجزات خارقة في حركة المرور والانتقال والوصول الى اماكن ومواقع عطل الكهرباء .. وفي متابعتي البسيطة ، فان فرق الطواريء التابعة لشركة الكهرباء لم تتوقف وتبخل من خدمة وجهد باعادة التيار الكهربائي لاي حي وحارة وشارع ومنطقة تم فتح شوارعها الرئيسة والفرعية .

كنت كثير الفرح بالثلوج ، وكنت متابعا بشغف لهطولات الثلج واتمنى لو يصل لامتار ، خير وبركة ونعم وكرم من السماء بالقادم الابيض الذي حمل انقطاع الكهرباء والانترنت ، والخير العميم لوطن عطش وظمان ، وما احوج الاردن الى الثلج والمطر ، ما احوجنا الى اخبار طيبة من وزارة المياه عن معدلات ملء السدود الجافة والفارغة .

وكم هو مهم ان نستفيد من محنة الثلجة الاخيرة ! ويبدو ان الاردن بحاجة الى ورشة اصلاح في خدمات البنى التحتية ، وان الوزارات والمؤسسات المعنية في تقديم الخدمات للمواطن تتحمل مسؤوليات كبرى ، ومن الواجب ان تراجع سياستها والاليات وخطط تعاملها مع الطارئ الجوي والطبيعي .



شبكة الكهرباء في عمان بحاجة الى ان تنزل من السماء الى تحت الارض ، وهذا هو المطلوب منذ عقود ، وهواكثر امنا وعصي على الظروف الجوية ، والتوسع في خيار الطاقة البديلة والسماح في تركيبها بيسر ودون تعقيدات روتينة ، وذلك كبقية مدن العالم المتحضر . ولكي نتخلص من توابع اي ثلجة ومنخفض جوي ، وامطار ورياح واي طاريء طبيعي « هزة ارضية او زلزال « .. لا سمح الله .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :