عمان جو- عمر شاهين - غادر عدنان ابو عودة الاردن الحياة بعد ان كان شاهدا على اهم فترات الاردن. وقد كان اردنيا حتى النخاع .
كان شيوعيا،واسلاميا،ثم رجل مخابرات في ظل ابو رسول محمد رسول الكيلاني.
كان مقرباجدا من الشهيد وصفي التل ورافقه بطائرته الاخيرة الى مصر،وروى عنه الكثير، ثم اتهم انه من قادة الحقوق المنقوصة.
ككل رجال النصف الثاني من القرن الماضي او من نسميهم رجال الحسين.
قبل اسابيع تابعت عدة لقاءات له في تطبيق اليوتيوب وتفاجات من سعة معلوماته واطلاعه.كان يتحدث بعقلية ابن المخابرات والمحلل المجتمعي والسياسي الدقيق.
كنت اعتقد ان عدنان ابو عودة ابن مؤسسة امنية وحكومية وديوان بعقل رجل الدولة المدافع عن مناصبه.
ولكن وقفت امام رجل عميق،لم تتعب سنوات العمر الطويلة ذاكرته الثاقبة واستحضاره الكبير، لكل التفاصيل،التي تمت قبل ٥٠ عام .
رحل وقد ترك مذكرات قال بها كل شيء . قبل الرحيل بالرغم ان كل سياسي عليه قول كل شيء قبل ان يتعب فكره وتخونه ذاكرته،ويسمح لغيره بنقده.
لقد اختلفت المسميات حول ابو عودة وتصنيفه. ولكني اراه اردنيا بكل معنى الاخلاص وفلسطينيا بكل معنى الانتماء .
رحل عدنان ابو عودة وقد قدم ٥٠ عام سمع كثيرا من كلامه،ورأيه في الداخل والمحيط.
لكنه تحدث كثيرا،ولم يستمع له احد في السنوات الاخيرة .
لكن لمثل عدنان ابو عودة كان يجب ان يسمع، فهو مطلع كثيرا على واقع، الداخل الفلسطيني،وعقلية الاسرائيلي، وفي العمق الاردني.
عمر شاهين