خسارة رحيل أبو عودة
عمان جو - لم يكن عدنان أبو عودة مجرد موظف كبير لدى رأس الدولة، بل كان مبادراً صاحب موقف، ولديه رؤية، تجاوب معها الراحل الحسين، في أدق اللحظات السياسية، وأكثرها حرجاً.
لقد التقى صاحب القرار، مع صاحب الرؤية، الحسين مع ابو عودة، مُسجلاً حالة من التوافق أنقذت بلدنا من مطبات ومواجهات وأزمات، بدءاً من أحداث أيلول المأساوية وتبعاتها، والقفز عنها وتجاوزها، بما فيها طرح فكرة «المملكة العربية المتحدة»، عام 1972، التي سعت نحو الإقرار بوجود هويتين وطنيتين متكاملتين للدولة الواحدة شرق النهر وغربه، أردنية فلسطينية، إقراراً بحالة موضوعية، ورغبة ذاتية نقيضة للمشروع الاستعماري الإسرائيلي واحتلاله التوسعي لفلسطين.
اللحظات الحرجة، عشتها، لمست مظاهرها، والتخلص من تبعاتها، والنجاح بمواجهتها، برزت بعد أحداث سياسية هامة على المستويات الدولية مع:1- نهاية الحرب الباردة ونتائجها الوخيمة، 2-حرب الخليج وخطيئة الاجتياح العراقي للكويت ونتائجها الكارثية، وما سبقها من تطورات داخلية عصفت بالدينار الأردني، والأزمة الاقتصادية، وانفجار أحداث نيسان 1989.
لقد أدى عدنان أبو عودة من موقعه الأقرب إلى جانب الحسين، دوراً في العمل على :1 -استعادة شعبنا لحقوقه الدستورية، الممثلة في إجراء الانتخابات النيابية عام 1989، بعد تعطيلها سنوات طويلة، و2-حرية العمل للأحزاب اليسارية والقومية الممنوعة وترخيصها، و3-إجراء المصالحة الوطنية بين القصر والمعارضة السياسية اليسارية والقومية، 4-تشكيل اللجنة الملكية للميثاق الوطني بمشاركة الأحزاب اليسارية الثلاثة: الشيوعي، حشد الديمقراطي، الوحدة الشعبية، والقومية من البعثيين، وشخصيات سياسية بارزة ابرزهم المحامي إبراهيم بكر.
لقد تشرفت باستضافة سلسلة من الاجتماعات والحوارات بين عدنان أبو عودة ومعه خالد محادين في منزلي من جهة، وممثلي الفصائل الفلسطينية الرئيسية الثلاثة: فتح الطيب عبد الرحيم، والشعبية عزمي الخواجا، والديمقراطية تيسير الزبري من جهة أخرى، وحصيلتها ضرورة تشكيل أحزاب سياسية أردنية وليس العمل بهوية وعناوين فلسطينية لسببين:
أولاً حتى لا يتم شق الأردنيين بين ما هو أردني وبين ما هو فلسطيني، والمطلوب توحيد الأردنيين حول المسألتين والعنوانين، وأن تكون جميعاً في خندق واحد: من أجل أمن الأردن واستقراره وتقدمه وتعدديته وديمقراطيته، ومن أجل العمل نحو فلسطين، موحدين بهوية واحدة، من أجل الأردن ومن أجل فلسطين.
ثانياً رداً على اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يقول بالوطن البديل في الأردن بدلاً من فلسطين، والرد يكون بوحدة الأردنيين من كافة أصولهم ومنابتهم، عبر تشكيل أحزاب سياسية أردنية، وبرامج وطنية قومية، ومنها وخلالها تم أولاً الاعتراف والاقرار بدور منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، وثانياً قرار فك الارتباط مع الضفة الفلسطينية.
لقد نجحت تلك الحوارات، وأدت فعلاً إلى تشكيل أحزاب أردنية معبرة عن مواقفها المبدئية بحرية وحصولها على الترخيص الملائم في عهد حكومة الشريف زيد بن شاكر مع بداية العام 1992.
كما أدى نجاح هذه الحوارات المتصلة إلى المساهمة في تشكيل اللجنة الملكية لصياغة الميثاق الوطني، بعد حوارات مماثلة، تشرفت باستضافتها في منزلي أدى إلى مشاركة ممثلي هذه الأحزاب بلجنة الميثاق: الشيوعي عيسى مدانات، حشد تيسير الزبري، الوحدة الشعبية ذيب مرجي.
إجراء الانتخابات النيابية ،المصالحة الوطنية، ترخيص الأحزاب اليسارية والقومية، تشكيل اللجنة الملكية للميثاق الوطني، شكلت القاعدة المتينة المتماسكة التي أخرجت بلدنا من عنق الزجاجة، والتعامل مع التحديات بروح الشراكة، ومواجهة أزمة أحداث نيسان الداخلية، والقومية حرب الخليج واجتياح الكويت وتدمير العراق تمهيداً لاحتلاله، والدولية غياب التوازن الدولي بهزيمة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي نتيجة الحرب الباردة، مواجهتها جميعاً بالوحدة الوطنية، وهذا لم يكن ليتم لولا شجاعة الحسين وحكمته، ومبادرات عدنان أبو عودة الواقعية العلمية الناجحة.
لقد التقى صاحب القرار، مع صاحب الرؤية، الحسين مع ابو عودة، مُسجلاً حالة من التوافق أنقذت بلدنا من مطبات ومواجهات وأزمات، بدءاً من أحداث أيلول المأساوية وتبعاتها، والقفز عنها وتجاوزها، بما فيها طرح فكرة «المملكة العربية المتحدة»، عام 1972، التي سعت نحو الإقرار بوجود هويتين وطنيتين متكاملتين للدولة الواحدة شرق النهر وغربه، أردنية فلسطينية، إقراراً بحالة موضوعية، ورغبة ذاتية نقيضة للمشروع الاستعماري الإسرائيلي واحتلاله التوسعي لفلسطين.
اللحظات الحرجة، عشتها، لمست مظاهرها، والتخلص من تبعاتها، والنجاح بمواجهتها، برزت بعد أحداث سياسية هامة على المستويات الدولية مع:1- نهاية الحرب الباردة ونتائجها الوخيمة، 2-حرب الخليج وخطيئة الاجتياح العراقي للكويت ونتائجها الكارثية، وما سبقها من تطورات داخلية عصفت بالدينار الأردني، والأزمة الاقتصادية، وانفجار أحداث نيسان 1989.
لقد أدى عدنان أبو عودة من موقعه الأقرب إلى جانب الحسين، دوراً في العمل على :1 -استعادة شعبنا لحقوقه الدستورية، الممثلة في إجراء الانتخابات النيابية عام 1989، بعد تعطيلها سنوات طويلة، و2-حرية العمل للأحزاب اليسارية والقومية الممنوعة وترخيصها، و3-إجراء المصالحة الوطنية بين القصر والمعارضة السياسية اليسارية والقومية، 4-تشكيل اللجنة الملكية للميثاق الوطني بمشاركة الأحزاب اليسارية الثلاثة: الشيوعي، حشد الديمقراطي، الوحدة الشعبية، والقومية من البعثيين، وشخصيات سياسية بارزة ابرزهم المحامي إبراهيم بكر.
لقد تشرفت باستضافة سلسلة من الاجتماعات والحوارات بين عدنان أبو عودة ومعه خالد محادين في منزلي من جهة، وممثلي الفصائل الفلسطينية الرئيسية الثلاثة: فتح الطيب عبد الرحيم، والشعبية عزمي الخواجا، والديمقراطية تيسير الزبري من جهة أخرى، وحصيلتها ضرورة تشكيل أحزاب سياسية أردنية وليس العمل بهوية وعناوين فلسطينية لسببين:
أولاً حتى لا يتم شق الأردنيين بين ما هو أردني وبين ما هو فلسطيني، والمطلوب توحيد الأردنيين حول المسألتين والعنوانين، وأن تكون جميعاً في خندق واحد: من أجل أمن الأردن واستقراره وتقدمه وتعدديته وديمقراطيته، ومن أجل العمل نحو فلسطين، موحدين بهوية واحدة، من أجل الأردن ومن أجل فلسطين.
ثانياً رداً على اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يقول بالوطن البديل في الأردن بدلاً من فلسطين، والرد يكون بوحدة الأردنيين من كافة أصولهم ومنابتهم، عبر تشكيل أحزاب سياسية أردنية، وبرامج وطنية قومية، ومنها وخلالها تم أولاً الاعتراف والاقرار بدور منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، وثانياً قرار فك الارتباط مع الضفة الفلسطينية.
لقد نجحت تلك الحوارات، وأدت فعلاً إلى تشكيل أحزاب أردنية معبرة عن مواقفها المبدئية بحرية وحصولها على الترخيص الملائم في عهد حكومة الشريف زيد بن شاكر مع بداية العام 1992.
كما أدى نجاح هذه الحوارات المتصلة إلى المساهمة في تشكيل اللجنة الملكية لصياغة الميثاق الوطني، بعد حوارات مماثلة، تشرفت باستضافتها في منزلي أدى إلى مشاركة ممثلي هذه الأحزاب بلجنة الميثاق: الشيوعي عيسى مدانات، حشد تيسير الزبري، الوحدة الشعبية ذيب مرجي.
إجراء الانتخابات النيابية ،المصالحة الوطنية، ترخيص الأحزاب اليسارية والقومية، تشكيل اللجنة الملكية للميثاق الوطني، شكلت القاعدة المتينة المتماسكة التي أخرجت بلدنا من عنق الزجاجة، والتعامل مع التحديات بروح الشراكة، ومواجهة أزمة أحداث نيسان الداخلية، والقومية حرب الخليج واجتياح الكويت وتدمير العراق تمهيداً لاحتلاله، والدولية غياب التوازن الدولي بهزيمة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي نتيجة الحرب الباردة، مواجهتها جميعاً بالوحدة الوطنية، وهذا لم يكن ليتم لولا شجاعة الحسين وحكمته، ومبادرات عدنان أبو عودة الواقعية العلمية الناجحة.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات