إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

فيصل الفايز


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - قبل ايام اقام مركز الشرق الاوسط للدراسات السياسية محاضرة عن التعديلات الدستورية قدمها دولة فيصل الفايز . وللعلم ، فان المركز حديث الولادة قد احتضن حوارات سياسية رصينة وجادة من بينها حوار مع دولة طاهر المصري اطال الله في عمره، وفي اولى نشاطات المركز احتضن جلسة عاصفة حول الاعلام الاردني الى اين ؟ شارك بها نخبة سياسية واعلامية .
في الندوة الاخيرة التي تحدث فيصل الفايز عن الثوابت الوطنية الاردنية ، وتحدث عن تحديات الدولة الاردنية ، وتحدث بايمان عن المصير والمستقبل ، والثقة المطلقة في النظام السياسي الاردني ، وقدرة الاردن على تجاوزالصعب والمحن ، وتعدي الضغوطات الداخلية والاقليمية والدولية .
ثمة «كلمة سر «سياسية وطنية في خطاب الفايز السياسي . وشخصيا انا اثق في كلام الفايز ، واعتبره صمام امان وطني ، وفي قضية الاصلاح السياسي وادارة الحكم والدولة ، الفايز واضح ومباشر ، ولا يقدم خطابا بهلوانيا و»القفز في الهواء» ، ووصفات وصيغ سياسية مستوردة وهجينة .
عندما يتكلم الفايز عن الاردن والوطن والملك ، فهو صادق . ولكلام الفايز عن الاردن والملك .. وقوله لا يتبدل ولا يلون ، وكلامه في السر والعلن واحد .. ولربما ان اصدق خطاب في السياسة هو الفطري والعفوي ، وخطاب يلامس الوجدان والضمائر .
فيصل الفايز ، وقبل ان يتلكم في الشان العام يوميا يستقبل في مكتبه اكثر من مئة مواطن ، وقبل كورونا ، يمكن ان دولته كان يوميا يستقبل من مختلف ارجاء الاردن الغالي مئات من المواطنين .
يستمع لمطالبهم وهمومهم وقضاياهم وشكواهم ، ويبعث ما يملك من سلطة ووجاهة على تحقيق العدل والانصاف ، واقامة المساواة ، وتثبيت مباديء العدل في الحكم وادارة شؤون الناس .
ليس هناك مسؤول اردني قريب من الناس كما هو فيصل الفايز ، قريب من الناس حسيا ومعنويا . بعض المسؤولين يتحسس بان يصافح الناس ، وبعضهم يتكلم بفوقية ويتعالى على الناس ، وبعضهم يحتاج الناس لمترجم ليفهموا ماذا يقول ؟


و لكن للامانة ، واقولها بتجرد ان فيصل الفايز نموذج لرجل دولة يستحق الاحترام والتقدير .. تتفق وقد تختلف معه سياسيا ، الا انك تتوقف عند ما هو اهم في تواضعه وببساطته وعفويته وقربه من الناس ، وكما يقولون اللي في قلبه على راس لسانه ، ولربما هذه الخصلة الطيبة والفطرية يفقدها سياسيو المراوغة والتوريات والجمل المعترضة والمتقطعة .
في محاضرة التعديلات الدستورية ، دار حوار ثري مع دولة فيصل الفايز ، وسمعنا لعناوين سياسية مرحلية هامة في مشروعية التعديلات الدستورية ،و تحصين الجبهة الداخلية ومقاطعة الاخوان المسلمين للانتخابات البلدية ، وهذا القرار في تقدير الفايز مجانب للصواب الوطني ، وبعث الفايز رسائل اطمئنان سياسية حول التجنيس والتوطين ، وتبديد مخاوف وطنية كثيرة حول ما يقف ويتربص وراء التعديلات الدستورية الاخيرة ، واضافة كلمة اردنيات الى الدستور ، ومصيرالحكومة والراهن الاقتصادي والاجتماعي الصعب والشائك .
بعيدا وقريبا من المحاضرة ، فيصل الفايز متفق وطنيا عليه ، واكثر ما هو قوي وصلب في مواقف الفايز وتعامله مع مهاجميه بحكمة ورفعة وتواضع ، وسعة الصدر ، وهي اخلاق الكبار ، وهي اخلاق لا تصنعها كرسي سلطة ولا ما شابه !
فيصل الفايز بلا خصوم ، وقد يكون السياسي الاردني الوحيد الذي يتحلى في هذه الصفات الجليلة . وفي معركته السياسية يخضوها باخلاق الكبار حكيما متواضعا ومتحصنا باداب وقيم البدوي الاصيل .
و قد اكون خرجت قليلا عن نص المحاضرة والكلام عن التعديلات الدستورية . وصدقوني السياسة الاردني نحتاج اولا الى رجال ثقات ، ونحتاج اولا الى اخلاق ، ونحتاج اولا الى روافع وطنية تحمي المشروع السياسي الوطني وتحولاته ومتغييراته ، ولا يمكن لدولة ما ان تتبنى تغيرات واصلاحات دون روافع وحواضن محصنة وحامية للمشروع الوطني .
كلنا في الاردن نريد اصلاحا ، ولكن نريد ايضا رجالا ثقات يحمون ويدافعون عن الاصلاح .. وفي فقه الاصلاح كما تعلمت من دروس الفايز ان الثابت هو الاردن والملك ، واما الباقي فهو متحول ومتحرك .. واذا ما استمعت بامعان وتامل لكلام الفايز فانه يبدد اي مخاوف وقلق ويبعث على الامل الوطني وتكثيف حب الاردن بعفوية وصدق خالصين ، واكرر هنا ما يقال بان الثقة تسبق الفكرة والكلمة في احيان كثيرة .
واكثر ما نحتاج الان في الاردن رجال ثقة ، ورجال يصنعون الامل والحب ، ورجال يفكرون في صوت وهموم الاردنيين.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :