إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الأردن بعد كورونا


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - كيف سيكون الاردن بعد كورونا ؟

الخلاص من الوباء ، الحكومة اعلنت عن حزمة قرارات لرفع تدريجي لاجراءات كورونا .

و لربما ان كورونا قد خلفت مصابا يختلف من بلد الى اخرى ، وما قد اصاب الاردن قد يصعب التعافي منه كبلدان اخرى .

ومن بين ما هو فاجع ومقلق من توابع كورونا ، الاف الاردنيين الذين فقدوا فرص عملهم ، وخسائر الوظائف، واوامر دفاع اذا ما تم رفعها فان الاف من العمال الاردنيين سينضمون الى صفوف البطالة .

ما تركته كورونا من اثار اقتصادية فاجعة واجتماعية مؤلمة يصعب التعافي منه في ظل موازنات حكومية مرهقة بالعجز والمديونية .

تاثير كورونا على الاردن جاء من جوانب متلازمة : الاقتصاد المحلي المخنوق وما يواجه القطاعات الاقتصادية من انهيار وافلاس ، والحال الاجتماعي والمعيشي العام لشرائح اجتماعية انحدرت وانزاحت طبقيا ، من الوسطى الى الفقيرة والاشد فقراء والفقر المدقع .

ما قبل كورونا الاقتصاد الاردني كان في اسوا احواله ، فما بالكم مخلفات وتوابع ازمة الوباء ، وقرارات الاغلاق والتعطل عن العمل وتوقف الانتاج ، وتراكم الديون على الافراد والشركات والمنشآت التجارية ، والايجارات ، وما يواجه الاف من المحال التجارية مصيرا مجهولا ، والاف من العوائل مهددة بالتشريد الجماعي .

يستحيل القفز الى مربع ما بعد كورونا دون جدولة الاولويات والتفكير في العائق الاجتماعي والمعيشي والانساني .

كورونا ما عاد خبرا صحيا ، ولا يمكن الابقاء على مسالة الصحة للتحكم في امزجة واهواء صناع القرار الاردني العام .

متى تعود الحياة ؟ وكيف ترفع قيود كورونا ، وترفع اوامر الدفاع ، ويتعافى الاقتصاد ، ويتسنى توفير الاحتياجات الاساسية ، وخفض فواتير الكلف الاجتماعية على الطبقات والقطاعات الاقتصادية المتضررة من كورونا .


صعب تحمل مزيد من اجراءات كورونا ، ويصعب ان تبقى البلد تحت عناء كورونا وتوابعها ، والبلد لا تتحمل مزيدا من فحوص كورونا ، وحركات المعابر الحدودية محكومة بقرارات الوباء .

الاستخفاف في الموضوع الاقتصادي بابعاده الاجتماعية والمعيشية لم يعد مقبولا ، والناس غير قادرة على تحمل مزيد من العطل والاغلاق .

الكلمة الاولى الان ، والقول الفصل للاقتصاد . ولا اقتصاد الاردن قادر على تحمل مزيد من اعباء كورونا ، مصير الاقتصاد والناس الافلاس ، وهنا لابد من استشارة مرجعيات ثقة واجراء مشاورات عميقة ورصينة مع كفاءات اقتصادية وعلمية في ادارة الازمات تتكفل في توجيه وتدبير مرحلة ما بعد كورونا ، ولربما هذا يسلتزم قرارا سياسيا في حركة استبدلات في مراكز القرار .

ما بعد ازمة كورونا وما بعدها ، وعودة الاقتصاد والدعاوي بالتعافي ، هناك فئات وشرائح اجتماعية فقيرة ومهمشة وحياتها حرقتها كورونا ، وتحتاج اليوم الى مساندة حقيقة من الدولة .

وما يستدعي اجتهادا وطنيا وقف قدرات وامكانات الدولة لبناء منظومة من الحماية الاجتماعية . والازمة الحقيقة تكمن في عدم القدرة على معاودة التعافي عندما ينجلي الوباء وتعود الحياة وحركة الطيران والاقتصاد والسياحة والتصدير الى احوالها الطبيعية .

مبدا? توزيع الاعباء .. لربما من المبادئ العدالة الذي يجري التغاضي عنه ، توزيع عادل لاعباء الازمة .. ولا يعقل ان يتحمل توابع كورونا طبقة وشرائح واجتماعية معينة ، وفيما اخرى خرجت مستفيدة ورابحة ، ولم تصب باي من توابع شرور كورونا .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :