إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

عملية إربد : مُواكبة الملك وتغطيته .. أسرار وإشارات


عمان جو - خاص - محرر الشؤون السياسية 

 

قبل خمس ساعات من وصول الطائرة التي تقل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من الولايات المتحدة عائدا إلى العاصمة الأردنية عمّان، وخلال توقف قصير للطائرة في أحد المطارات اللندنية، كان مستوى أمني رفيع يضع بين يدي الملك "تقرير استخباري بالغ الأهمية"، وما إن لامست عجلات الطائرة الملكية أرض المطار يوم الإثنين الماضي، حتى توجه الملك إلى مقر عسكري مهم مجتمعا إلى عدد كبير من القادة العسكريين والأمنيين، مطلعا على تفاصيل أمنية وعسكرية مستجدة.

 

اتصال مُشفّر

تروي مصادر أن العملية الأمنية ضد "خلية إرهابية" التي جرت في مدينة إربد شمال الأردن في اليوم التالي لوصول الملك إلى البلاد، تمت ب "تغطية سياسية" مباشرة من العاهل الأردني، الذي كان في أجواء "المتابعة الاستخبارية" لهذه الخلية في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، إذ كانت الخلية رهن متابعة دقيقة جدا، لكن ما عجّل الحسم الأمني والعسكري لهذه الخلية هو رصد "اتصال مُشفّر" من خارج الحدود لأحد أعضاء الخلية.

 

أمر عمليات؟

 

تقول المصادر ذاتها: الاتصال الخارجي بالخلية حصل ليل الأحد الفائت، وباخضاع مضمون الاتصال للتحليل الاستخباري، جرى الاعتقاد بقوة أن الاتصال من المرجح بقوة أن يكون "أمر عمليات" خارجي لتنفيذ سلسلة عمليات انتحارية ب"أحزمة ناسفة" ضد مصالح أردنية، ويبدو أن الخلية نفسها "ارتبكت" في تنفيذ الأوامر المستجدة، لكنها لم تكن تواجه مشكلة في التنفيذ.

 

التغطية السياسية

 

تضيف المصادر لموقع "عمان جو": ارتباك الخلية قابله "استرخاء رسمي"، وخُطط جاهزة لعملية عسكرية دقيقة، لكن أي تحرك كانت يستوجب "تغطية سياسية" من أعلى مرجعية سياسية ودستورية وعسكرية في المملكة، خصوصا وأن المنطقة التي تحصن فيها الإرهابيين تعد "ضيقة جدا" في المعايير العسكرية، ومن الممكن أن يسقط ضحايا مدنيين إذا ما حصل اشتباك مع أفراد الخلية، خلافا للمناطق الحدودية المفتوحة مع سوريا، والتي قصف فيها الطيران الحربي الأردني مئات محاولات التسلل بدون الحاجة إلى "تغطية سياسية".

 

أمر الملك

 

تؤكد مصادر ومعلومات أردنية خاصة أن الملك وُضِعَت أمامه كل التفاصيل والسيناريوهات والخُطط قبل أن يُعطي أمرا بالتحرك، ويؤمن أقصى درجات "التغطية السياسية" لأي نتائج يمكن أن تسفر عن العملية الأمنية، فالملك الذي واصل اجتماعاته مع قادة أمنيين وعسكريين حتى ساعات فجر الثلاثاء الأولى "إطمأن" إلى أن القوة الأمنية العسكرية المشتركة في منطقة العمليات لم تترك أية تفاصيل ل "الصُدف والمفاجآت".

 

حسم في 12 ساعة

 

يوم الثلاثاء كان يوما عاديا في حياة الأردنيين، لكنه كان يوما استثنائيا في حياة "الدائرة الضيقة" داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية، إذ يتردد أردنيا أن الملك واكب العملية العسكرية التي بدأت بعد ظهر الثلاثاء مباشرة من خلال قائد العمليات الميداني، ويتردد أيضا أن الملك طلب تحضير مروحية عسكرية أردنية في باحة مقر إقامته الشخصي للانتقال في أي وقت إلى مسرح العمليات لمتابعة الموقف بشكل أدق، رغم تأكيد قادة عسكريين له أن الوضع سيحسم بشكل نهائي خلال 12 ساعة كحد أقصى.

 

لا تفاوض بل حسم

 

لم يكن على لائحة خيارات التعامل مع الموقف في إربد التفاوض مع عناصر الخلية، الذين تفاجأوا بأن قوة عسكرية أصبحت وجها لوجه معهم، إذ طلب منهم قائد العملية تسليم أنفسهم، وإخلاء المسكن الذي يتحصنون فيه، وأنه غير مسموح إلقاء الشروط أو أي طلب، وأن تسليم أنفسهم هو الخيار الوحيد، إذ أعطت القوة العسكرية المتوجدة مهلة زمنية محدودة جدا، قبل بدء تنفيذ الهجوم، الذي واكبته إجراءات أمنية تمثلت في إخلاء مبانٍ مجاورة، وإغلاق عدة طرق بشكل نهائي، فيما كانت مروحيات عسكرية تراقب الأجواء منعا لأي محاولات تسلل لعناصر الخلية.

 

إشارات مستجدة

 

في اليوم التالي لانتهاء العملية أمكن رصد عدة إشارات أردنية مستجدة سياسيا، أبرزها "الحضور المفاجئ" لولي العهد الأردني الأسبق الأمير حسن بن طلال إلى تشييع جثمان الضابط الأردني الذي قتل في العملية النقيب أيمن الزيود، وهو حضور له دلالاته العميقة جدا، والتي لم يلتفت إليها الإعلام الأردني، كما كان لافتا حجم "التأييد الداخلي" لإجراءات الحسم العسكري، وسط تأكيدات بأن قواعد الاشتباك الأردني تغيرت، وأن المبادرة مع أي خلايا إرهابية من الآن فصاعدا لن تخلو من الحسم العسكري كخيار أول.

 

لم يتم "تظهير" أي موقف أردني ناقد للحسم العسكري، بل لم يسأل أي أحد في الداخل الأردني عن عدم التدرج في الحسم، وهو ما يعني أن الأردن لن يكون فيه أي بؤر تتعاطف مع عناصر الخلايا الإرهابية، إلى درجة رفضت معها عشائر أردنية دفن جثامين لإرهابيين في مقابر تعود لها.




تعليقات القراء

زيود
الشهيد راشد حسين راشد الزيود و ليس ايمن الزيود
06-03-2016 01:53 PM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :