إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

كلب ضائع


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- مبلغ مالي لمن يعثر على كلب ضائع .. اعلان ينتشر على صفحات السوشل ميديا .
اخبار الكلاب الضائعة والبحث عن الكلاب تشغل طبقة في عمان ، وتشغلهم اخبار الكلاب اكثر ما يسمعون في محيطهم عن انتحار شباب وعاطلين عن العمل يضرمون النيران باجسادهم ، واعتصامات امام النواب للمطالبة برواتب وحقوق عمالية ، وامهات مطلقات وعازبات وزوجات لمتعثرين هاربين خارج البلاد يطرقن ابواب العون و المساعدة لاطعام اولادهن .
فعلا ، هناك اخبار تذهب العقل ، فماذا يصيب بلادنا ؟ ظواهر عامة غريبة وتحتاج الى قراءة عميقة .. المسافة الجغرافية والزمنية ما بين اعلان الكلب الضائع وانتحار شباب من فوق جسر عبدون صفر مئوي .
الاحداث الجسيمة والمصاب الاجتماعي الاليم من حوادث الانتحار وغيرها ، يبدو انها لا تطرق مسامع قلوب وضمائر رعاة الكلاب . والمنشغلون في تربية الكلاب لا يملكون وقتا للاصغاء الى انين ملايين الاردنيين ، وفقراء الاردن الجدد الذين يموتون من التهميش والحسرة وقلة الحيلة .
اين العدالة ؟ لفت انتباهي على الدوار الثاني بجبل عمان مكتوب : عدالة وحرية واشتراكية .. الكلمات من الصعب رؤيتها ، غبار السيارات وملؤثات المناخ غطت العبارات المحفورة على جدار الدوار في طبقة عازلة ، لربما تحتاج الى ورشة تنظيف لازالة الغبار عن القيم الاولى .
ومن يثرثرون كثيرا عن العدالة والمساواة يغتالون الحقيقة ويجتنبون الصواب ، ومن وراء خطابهم ازاحة الحقيقة وتجنب تصويب الاتهام الى الجناة الحقيقيين وسارقو الحقوق .


قد يكون اعلان الكلب والعثور عليه مفتاح فرج لمواطن تايه يجول في مدينة عمياء .. المغلوب على امره قد يمضي ليلا ونهارا يبحث عن الكلب الضائع .اسناد الحاجة والفاقة فقه حياة ، وكيف تحول الانسان الى شبه انسان ؟ من مفردات الضياع والتشرد ، وكلاهما علامات بيولوجية ، عندما تتحول الحياة لسؤال معيشي غريزي ، كيف اكل واشرب ، واين انام ؟
في عارض المدينة مات الانسان انتحارا وجاري البحث عن الكلاب الضائعة . قضايا الانسان ضاعت من جوع وفقر وجهل ومرض . وكل ما يتداول من اخبار عن الفقر والفقراء تحصر في ضبط متسولين ، ويا حسرتي !
كل شيء مؤجل ، وان لم يكن في مهب عين عاصفة عوراء ، فما دام خبر الكلب الضائع يعلق على جدران الفيسبوك ويشغل طبقة في عمان ، وتصرف جائزة وهدية لمن يعثر على الكلب ، وينجر الناس وراء خبر البحث عن الكلب الضائع .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :