عمان جو - لم يكن خبر الاعلان عن اكتشاف اثري في جنوب الاردن عاديا ، فهو فريد من نوعه ، واستدعى الى حضارة وتاريخ الاردن القديم ، والحضارات التي نشات على تراب الاردن ، والى واجهة اهمية الاكتشاف لتثبيت قوة وصلابة الاردن التاريخية ، وذلك في صميم التحدي الراهن والوجود والمستقبل .
تابعت المؤتمر الصحفي ، ولربما كغيري من الاردنيين كانوا شغوفين على معرفة الاكتشاف وتفاصيله واهميته الحضارية والتاريخية ، وماذا يضيف الى تاريخ الاردن ؟ صراحة، وبحكم دراستي ومتابعتي انا شديد الاهتمام في علوم الاركلوجيا والتاريخ القديم ، والمؤتمر الصحفي كان جافا وفقيرا ، واخفق في التعبير عن حجم الاكتشاف الاردني العظيم .
ليس هذا مهما.. من بحثي واستقصائي وراء الاكتشاف الاثري فانه مصدر فخر تاريخي كبير ، ويستحق ان يقدم هدية للاردن في مئويته الثانية ، ولربما ان اهل القرار يغيب عن تفكيرهم ماذا يعني هذا الاكتشاف والنبش في تاريخ الاردن القديم ؟
الاردن في تاريخه القديم لم يكن مجرد هضاب وجبال وصحراء متعثرة خاوية وجافة، ولكنه كان حيزا جغرافيا احتضن اعظم الممالك والدول من الدولة النبطية الى المؤابية. ولعب ادوارا سياسية هامة في التاريخ. مستشرقون ومؤرخون ومنهم عرب يصورون في كتاباتهم عن الاردن بخيال جاف وعدمي تاريخيا وحضاريا.
اشعر كثيرا بالفخر لاني اردني ، والاكتشاف الاثري زادني فخرا واعتزازا .. نحن جزء من الحضارة الانسانية ، والانسان الاردني الهم العالم اكتشافات وعلوم وخبرة وتجربة بشرية وانسانية ، وذلك في العمران والزراعة والصيد والتجارة والاقتصاد والتحضر.
و اسمحوا لي باعادة تحرير العبارة الشهيرة للزعيم المصري مصطفى كامل « لو لم اكن اردنيا لوددت ان اكون اردنيا «. وذلك داعي للثقة والافتخار وتحديدا في لحظات مصيرية راهنة ,تحديات كبرى تواجه الاردن الحديث .


استنطاق التاريخ يبعث على الامل والثقة. ولربما ان الشخصية الاردنية بامس الحاجة الى مقاربات سياسية وثقافية واجتماعية، ولنقل بصراحة وضع ابجديات تاريخية لوطنية اردنية .
و هنا اود اطرح سؤالا بديهيا ولربما هو سؤال قديم ، لماذا لا نعرف تسويق تاريخ الاردن ؟ ولماذا كثيرون يخافون من التاريخ ، ويتذارون من حقائق حول تاريخ الاردن القديم . كنت امل لو ان اعلان الاكتشاف الاثري اسند الى اهل اختصاص وراي وخبرة .