لفهم سلوك بوتين فى اوكرانيا
عمان جو -محمد كمال-"نقطة البداية فى تفكير بوتين هو أن الحرب الباردة لم تنتهِ بهزيمة روسيا وانتصار الولايات المتحدة كما يدعى الغرب … وأن الولايات المتحدة هى التى تخلت عن تعهدها بعدم توسع حلف شمال الأطلنطى «بوصة واحدة» شرق ألمانيا بعد توحيدها، ولكن القيادات الأمريكية المتعاقبة استغلت حالة عدم الاستقرار التى كانت تمر بها روسيا، وأخلفت وعدها حتى اقترب الحلف من حدود روسيا. الآن وبعد أن استعادت روسيا جانبًا من قوتها، يرى بوتين أن هذه هى اللحظة المناسبة لطرح المخاوف الأمنية الروسية من توسع الناتو، وإعادة رسم الترتيبات الأمنية فى أوروبا …. وبالتأكيد نجحت روسيا فى وضع هذا الموضوع فى صدارة الاهتمام مرة أخرى.
المسألة الأكبر فى تفكير بوتين هى اعتقاده بأن القوة الأمريكية فى حالة تراجع، وأن التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها أصابه ضعف كبير، كما اتضح فى هرولة الخروج من أفغانستان، وتنامى توجهات العزلة فى الداخل الأمريكى، ومن ثم فإن هذه هى اللحظة المناسبة لتحدى الولايات المتحدة، وإظهاره قدراتها الضعيفة فى مساندة حلفائها، وبالتالى هزّ صورتها كقوة عظمى مهيمنة.
فى هذا الإطار، يشبه البعض الأزمة الأوكرانية بأزمة السويس عام ١٩٥٦، عندما ظهر ضعف المملكة المتحدة كقوة كبرى فى العالم ولم يعد أحد يتعامل معها كقوة كبرى … البعض يرى أن هذه «لحظة سويس» ثانية، وأن الهدف الروسى الأساسى هو التأكيد على نهاية نظام القطبية الأحادية الأمريكية، وظهور نظام متعدد الأقطاب يضم القطب الروسى. وهنا، لا تستبعد روسيا العمل العسكرى فى أوكرانيا، حتى لو كان محدودًا، بهدف إظهار ضعف رد الفعل الأمريكى، حيث سيقتصر على العقوبات الاقتصادية، التى تعتقد روسيا أنها بإمكانها تحملها كثمن لهدفها الاستراتيجى الأكبر.
وهنا يمكن الإشارة إلى أن تحدى الولايات المتحدة فى هذه اللحظة التاريخية لن يقتصر فقط على روسيا، وسوف تسير الصين فى نفس الطريق، ومن الوارد أن يحدث تصعيد بشأن تايوان أو بحر الصين الجنوبى، يكون هدفه الأساسى هو إظهار الضعف الأمريكى كقوة عظمى. باختصار، نحن أمام لحظة مهمة فى تشكيل نظام دولى جديد، والمسألة أكبر من أوكرانيا".
المسألة الأكبر فى تفكير بوتين هى اعتقاده بأن القوة الأمريكية فى حالة تراجع، وأن التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها أصابه ضعف كبير، كما اتضح فى هرولة الخروج من أفغانستان، وتنامى توجهات العزلة فى الداخل الأمريكى، ومن ثم فإن هذه هى اللحظة المناسبة لتحدى الولايات المتحدة، وإظهاره قدراتها الضعيفة فى مساندة حلفائها، وبالتالى هزّ صورتها كقوة عظمى مهيمنة.
فى هذا الإطار، يشبه البعض الأزمة الأوكرانية بأزمة السويس عام ١٩٥٦، عندما ظهر ضعف المملكة المتحدة كقوة كبرى فى العالم ولم يعد أحد يتعامل معها كقوة كبرى … البعض يرى أن هذه «لحظة سويس» ثانية، وأن الهدف الروسى الأساسى هو التأكيد على نهاية نظام القطبية الأحادية الأمريكية، وظهور نظام متعدد الأقطاب يضم القطب الروسى. وهنا، لا تستبعد روسيا العمل العسكرى فى أوكرانيا، حتى لو كان محدودًا، بهدف إظهار ضعف رد الفعل الأمريكى، حيث سيقتصر على العقوبات الاقتصادية، التى تعتقد روسيا أنها بإمكانها تحملها كثمن لهدفها الاستراتيجى الأكبر.
وهنا يمكن الإشارة إلى أن تحدى الولايات المتحدة فى هذه اللحظة التاريخية لن يقتصر فقط على روسيا، وسوف تسير الصين فى نفس الطريق، ومن الوارد أن يحدث تصعيد بشأن تايوان أو بحر الصين الجنوبى، يكون هدفه الأساسى هو إظهار الضعف الأمريكى كقوة عظمى. باختصار، نحن أمام لحظة مهمة فى تشكيل نظام دولى جديد، والمسألة أكبر من أوكرانيا".
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات