إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

النظام العالمي ما بعد أزمة أوكرانيا


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - في الازمة الروسية / الاوكرانية ، وقبل اندلاع الحرب والهجوم الروسي على اوكرانيا من الواجب الوقوف على خطاب الرئيس الروسي بوتين ، وكما بدا قوميا بصورة واضحة لا تقبل الجدل في حديثه عن الامة الروسية وعظمتها .
بلا شك ان قلوب ومشاعر الشعوب المقهورة والمهمشة والمضطهدة في الجنوب « العالم الثالث « انفطرت فرحة ومبتهجة وتشعر ببالغ السرور من الغزو الروسي لاوكرانيا ، وتحدي بوتين لواشنطن وحلف الناتو .
ما بعد ازمة اوكرانيا ، من الممكن القول ان العالم انقسم ما بين معسكرين : شرقي وغربي . ونعم ، روسيا اليوم ليست الاتحاد السوفيتي القديم ، وعلاقتها مع العالم الثالث ليست مربوطة في ايدولوجيا الاممية الاشتراكية والحل الشيوعي ، والعلاقة التي كانت شعوب الجنوب تنشد موسكو منها للخلاص وعتق رقبتها من الامبيرالية والتبعية ، وبناء اقتصاديات وطنية اشتراكية متحررة .
في الغرب سمعنا خطبا وحروب تصريحات عن حماية الديمقراطية الاوكرانية ، والرواية الغربية المستهلكة والمتبذلة حول الديمقراطية وحقوق الانسان ، والتعاليم الليبرالية المعلبة التي غزا الغرب العالم في ظلالها ومن وحي شرعيتها ، وباب تحرير الشعوب ، وفي نظرة عنصرية واستعلائية لمركزية وتفوق غربي يؤمن بان شعوب العالم الثالث غير قاردة على ادارة امورها واوطانها .
وماذا صنعوا في العراق وليبيا وسورية والسودان ، وكيف زرعوا اسرائيل في قلب العالم العربي ؟ وتحول العرب الى وقود يدفعون ثمن الصراعات الدولية ولعبة الامم ، وتحولت اوطاننا الى ساحات لحروب بالوكالة . فماذا يمكن ان ننصح الاوكرانيين ، نقول لهم ثقوا في النصيحة الامريكية والبريطانية ، وثقوا في تعاليم ومواعظ الاستعمار الجديد لكي تدفعوا اثمانا باهظة لما دفعناه في دول العرب .
في اوكرانيا اتكلوا على امريكا وحلف الناتو ، واتكلوا على الغرب ان يحمي بلادهم ، وكل من يتكل على امريكا يبات في العراء .. وهذا القول ليس من اجتهادي ، ولكن كل انتاجات تحالفات امريكيا تؤكد صواب هذه المقولة ، وكيف تقع دول العالم الثالث والجنوب بين فكي واشنطن وتوابع علاقة تحالف ثمنها انهيار ومقايضات سياسية ، وتحويلها رقعة من ادوات لعبة الصراع الدولي .
لربما ان احتلال دولة لدولة اخرى فكرة مقلقة في العلاقات الدولية .. ولكن في احيان كثيرة صعب طرح راي في فكرة دون اخذها ضمن سياقها والمعطى العام ، وما يجري من حولها من توابع وتداعيات .


وما فعله بوتين انفراجة في النظام العالمي ، وما فعله بوتين قسم العالم بعد ازمة اوكرانيا الى معسكرين : شرقي وغربي . وليس من المهم ان تحدد اين تقف .. ولكن الاكثر اهمية ان تفهم ما يجري في العالم الجديد ، والهزة الكبرى التي اصابت النظام العالم ، وفهم الدول لمصالحها من زوايا بعيدة النظر ، وخصوصا نحن في دول الجنوب والعالم الثالث ، والاصدقاء الخاسرون لامريكا في الشرق الاوسط .
امريكا واوروبا مرعوبة ، وفي الاعلام الغربي والعربي التابع والموالي تلامس في روايات الاخبار رعبا وذعرا غربيا .. وصراحة انا اشعر بالفرح والسرور وامد قدمي وانا اتابع الاخبار .. من حقي ، فما يقلق سكينة واطمئنان سكان بلاد «العم سام» يجعلني اشعر بالفرح ، وانا اتفرج على الاخبار ، وما هو ات من عواصم الغرب على تبعات وعواقب الهجوم العسكري الروسي على اوكرانيا ، ولذلك شان اخر .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :