الإعلام البيئي في الأردن وأسلوب "الفزعات"
عمان جو - الأستاذ علاء القصراوي
في ظل التغيرات البيئية التي يشهدها العالم بأسره والتي تلقي بظلالها على مقدرات الأردن البيئية، نجد أن التعاطي مع القضية البيئية في الأردن ما زال يعتمد على أسلوب "الفزعات"، وما زلنا نفتقر الى وجود كوادر إعلامية متخصصة بالمجال البيئي.
إنعكاسات القضايا البيئية على خزينة الدولة وإقتصادها بحسب دراسة قبل عشر سنوات للبنك الدولي كبيرة وخطيرة حيث تجاوزت الـ 200 مليون دينار سنويا، أي ما يعادل 5% من الناتج المحلي أنذاك، وبكل تأكيد أن الأرقام تضاعفت الآن. هذه الحقائق تضع أمام المؤسسات الإعلامية المحلية تحدي كبير في خلق إعلام بيئي متخصص قادر على إستيعاب القضايا البيئية وإنعكاساتها الإقتصادية والإجتماعية والسياسية أيضا كما حدث في قضية شراء الغاز الاسرائيلي.
"الفزعات" الصحفية التي تظهر من خلال تقارير صحفية عند حرق أشجار أو تسريب غاز أو نفط في خليج العقبة، أو تعرض أعداد كبيرة من الحيوانات ـ التي من المفترض أن تكون ضمن أملاك محمية طبيعية ـ الى الصيد الجائر وغيرها من التقارير التي ترتبط بحدث معين ولا تستمر هذه التغطيات "الفزعات" لأكثر من أسبوع، في حين تبقى المشكلة ومسبباتها قائمة ولا يوجد إعلام حقيقي يقوم بالمتابعة وخلق قضية رأي عام ضاغط لحل هذه المشاكل البيئية أو رفع الوعي إتجاه قضايا بيئية أخرى.
عدم إعتبار البيئة أولوية لدى صاحب القرار الإعلامي، من أبرز المشاكل التي تواجه المؤسسات العاملة بالقطاع البيئي، فالإعلام يلعب دوراً جوهرياً في تسليط الضوء على قضية بيئية بعينها خاصة إذا كانت تقابل بلا مبالاه وعدم جدية في حلها من قبل الجهات الرسمية، الى ذلك خلصت دراسة تحلل واقع الإعلام البيئي ـ أطلقتها الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية مؤخرا ـ إلى أنه وبالرغم من وجود الإمكانيات المالية واللوجستية في المؤسسات البيئية والإعلامية إلا أن الإهتمام بمفهوم الإعلام البيئي غير كاف، بسبب شُح البرامج التدريبية المتخصصة في الشؤون البيئية والسياحية وضعف برامج تبادل الخبرات، مما أدى إلى عدم وجود مختصين بالصحافة البيئية.
وفي ذات الدراسة تم الإشارة للحاجة المُلحة لتعزيز قدرات الإعلاميين في المهارات الخاصة بإنتاج تقارير إعلامية بيئية بطريقة إحترافية وأكثر تخصصية، وخصوصاً فيما يتعلق بالصحافة الاستقصائية، كما وأكدت الدراسة شُح مصادر المعلومات المتوفرة في هذا القطاع وعدم تعاون المسؤولين عن هذا القطاع في المؤسسات الحكومية.
وبالمحصلة نجد أننا أمام تحديات كبيرة تجبرنا كمؤسسات عاملة بالقطاع البيئي ومؤسسات إعلامية محلية التخلص من أسلوب "الفزعات" وتأسيس لإعلام بيئي متخصص قادر على خلق وعي بيئي محفز للحفاظ على مكنونات البيئة والتنوع الحيوي في بلد وقع على العديد من الإتفاقيات الدولية المتصلة بحماية البيئة.
عمان جو - الأستاذ علاء القصراوي
في ظل التغيرات البيئية التي يشهدها العالم بأسره والتي تلقي بظلالها على مقدرات الأردن البيئية، نجد أن التعاطي مع القضية البيئية في الأردن ما زال يعتمد على أسلوب "الفزعات"، وما زلنا نفتقر الى وجود كوادر إعلامية متخصصة بالمجال البيئي.
إنعكاسات القضايا البيئية على خزينة الدولة وإقتصادها بحسب دراسة قبل عشر سنوات للبنك الدولي كبيرة وخطيرة حيث تجاوزت الـ 200 مليون دينار سنويا، أي ما يعادل 5% من الناتج المحلي أنذاك، وبكل تأكيد أن الأرقام تضاعفت الآن. هذه الحقائق تضع أمام المؤسسات الإعلامية المحلية تحدي كبير في خلق إعلام بيئي متخصص قادر على إستيعاب القضايا البيئية وإنعكاساتها الإقتصادية والإجتماعية والسياسية أيضا كما حدث في قضية شراء الغاز الاسرائيلي.
"الفزعات" الصحفية التي تظهر من خلال تقارير صحفية عند حرق أشجار أو تسريب غاز أو نفط في خليج العقبة، أو تعرض أعداد كبيرة من الحيوانات ـ التي من المفترض أن تكون ضمن أملاك محمية طبيعية ـ الى الصيد الجائر وغيرها من التقارير التي ترتبط بحدث معين ولا تستمر هذه التغطيات "الفزعات" لأكثر من أسبوع، في حين تبقى المشكلة ومسبباتها قائمة ولا يوجد إعلام حقيقي يقوم بالمتابعة وخلق قضية رأي عام ضاغط لحل هذه المشاكل البيئية أو رفع الوعي إتجاه قضايا بيئية أخرى.
عدم إعتبار البيئة أولوية لدى صاحب القرار الإعلامي، من أبرز المشاكل التي تواجه المؤسسات العاملة بالقطاع البيئي، فالإعلام يلعب دوراً جوهرياً في تسليط الضوء على قضية بيئية بعينها خاصة إذا كانت تقابل بلا مبالاه وعدم جدية في حلها من قبل الجهات الرسمية، الى ذلك خلصت دراسة تحلل واقع الإعلام البيئي ـ أطلقتها الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية مؤخرا ـ إلى أنه وبالرغم من وجود الإمكانيات المالية واللوجستية في المؤسسات البيئية والإعلامية إلا أن الإهتمام بمفهوم الإعلام البيئي غير كاف، بسبب شُح البرامج التدريبية المتخصصة في الشؤون البيئية والسياحية وضعف برامج تبادل الخبرات، مما أدى إلى عدم وجود مختصين بالصحافة البيئية.
وفي ذات الدراسة تم الإشارة للحاجة المُلحة لتعزيز قدرات الإعلاميين في المهارات الخاصة بإنتاج تقارير إعلامية بيئية بطريقة إحترافية وأكثر تخصصية، وخصوصاً فيما يتعلق بالصحافة الاستقصائية، كما وأكدت الدراسة شُح مصادر المعلومات المتوفرة في هذا القطاع وعدم تعاون المسؤولين عن هذا القطاع في المؤسسات الحكومية.
وبالمحصلة نجد أننا أمام تحديات كبيرة تجبرنا كمؤسسات عاملة بالقطاع البيئي ومؤسسات إعلامية محلية التخلص من أسلوب "الفزعات" وتأسيس لإعلام بيئي متخصص قادر على خلق وعي بيئي محفز للحفاظ على مكنونات البيئة والتنوع الحيوي في بلد وقع على العديد من الإتفاقيات الدولية المتصلة بحماية البيئة.