إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

للمرأة في يومها


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - في اليوم العالمي للمرأة قد يجده البعض مناسبة لتذكر المرأة .
ومناسبة وطقس احتفال في الصحافة والاعلام المرئي والمسموع لملء فراغ ، كبقية المناسبات التي تغزونا يوم الطفل ويوم الشهيد وعيد الشجرة ويوم ذوي الاحتياجات الخاصة ، والخ .
و انا اقلب في مذكرة تقويم العام لا يوشك يوم يفلت من مناسبة واحتفال .
ما يطرق من حديث عن المرأة في يومها «كوبي بيست « وكليشهات تستعمل كل عام ، وكتابات مستعملة من قاموس ومعاجم اهل الكهف .. ولا احد يطرق حقيقة الظلم والاستبداد الجندري والجنسي ، وكيف تحولت الى سلعة للاستهلاك .
الذكور كذابون ، وفي ازمة اوكرانيا رأينا كيف ينظر الذكر الى المرأة في عقلية التسليع والاستعباد ، ويريدون النساء الاوكرانيات ليتحولن سبايا حروب .
وتحول المرأة الى رهينة جنسية ، وما يقال ويكتب في هكذا مناسبة عن حرية المرأة وحقوقها وتمكينها ، واكثر زعما وتنظيرا للمرأة وحقوقها مصابون بازدواجية وثناي?ية ، وفي الغرف المغلقة اعداء مسلحون لمنحهن حقوقهن الطببيعية والانسانية .
ولا ازعم ان المرأة والطفل والشهيد والعامل ، ومن جرى تثبيت يوم عالمي في السنة للاحتفال/ بهم وبهن/ اكثر ما يعانون ويواجهون ظلما واستبدادا ، وان الاحتفال مجرد موسم للكلام الفارغ .
احوال المرأة العربية لا تسر غير الذكور . والرجولة اختصرت بالذكورة ، الذكورة العربية انتجت نظاما بطريكيا في السياسة والاقتصاد . الرجل يتباهى بشاربيه وتعلم حمل العصا والدبوس للجم المرأة وتربيتها ، وانتج قيما واخلاقا طبقية استبدادية لاستغلال المرأة سياسيا واقتصاديا .
المرأة بدعة صاغها الرجل على هواه .. ليس للمرأة يوم واحد للاحتفال ، والمرأة هي الام والاخت والزوجة والزميلة والحبيبة . تسترد المرأة اليوم بعضا من حقوقها ، ولكن الاخطر بان هذه الحقوق تمنح من باب الكوتا والتعويض والحقوق المنقوصة .
اليوم جدير ان يقدم للمرأة باقة وردة بنفسجية يفوح رحيق عطرها ، ولا تحتاج الى ان تتقلد منصبا او تتوهم بان الذكور قد تنازلوا عن سطوتهم على السلطة .. وتحتاج الى اعتراف وعرفان .
المرأة في التاريخ هي النصف الثاني والشريك للطبيعية والوجود ، وفي الاصل كانت الانثى ، وفي اصل الاشياء والمعاني واللغة التأنيث .. واصل الوجود انثى ، ومنذ البدء كانت الانثى .. والمرأة هي جوهر الطبيعة ، وسر الحياة واستمرارها .. وهي عنوان الحب والسلام.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :