إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

هل انتهى الوزير الذنيبات من حيث بدأ؟


عمان جو - كان العنوان الرئيسي الذي جلس من أجله وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات على كرسي الوزارة هو 'إعادة الهيبة إلى التربية'.

ونجح كما لم ينجح وزير قبله. لكن كيف راح المشهد يستدير ليعود بنفسه إلى الحالة التي كان قد بدأ فيها الذنيبات!

يخشى البعض من أن الأمور تتجه نحو مشهد مرتبك بعد قرارات أكثر ارتباكا صدرت عن وزارة التربية والتعليم، ويكاد فيها الوزير الذنيبات ينتهي من حيث بدأ.

كانت عودة الهيبة إلى امتحانات الثانوية العامة أهم النجاحات التي حققها القرار الرسمي في وزارة التربية والتعليم منذ سنوات طويلة. وبعد أن كانت إجابات الامتحانات تُلقى على مسامع الطلبة من سمّاعات خارج قاعات الامتحان، نجحت 'التربية' في تحقيق أقصى أنواع الضبط والربط لأحد أهم الفعاليات السيادية في البلاد. وهذا ما يدركه الذنيبات تماما لهذا دفع خلال مؤتمره الصحفي الأخير إلى الغرف من خزان هذا النجاح في سياق دفاعه الملتبس عن تعديلات المناهج.

لكن خطوات وزارة التربية والتعليم اليوم، وعبر مجموعة من القرارات التي يصفها كثيرون بـ'المتخبطة' والتي إعادت إلى الشارع اعتصامات الطلبة والطالبات، تشي بعودة المشهد التربوي الرسمي الى ما كانت عليه الأمور عندما بدأ الذنيبات.

إخفاقات كبيرة

وأعرب وزير التربية والتعليم الاسبق فايز السعودي عن وجود أزمات واخفاقات كبيرة تعاني منها وزارة التربية وعلى المعني بمصالح الوطن العليا التدخل لحلها، داعيا الى تشكيل لجنة محايدة لدراسة واقع التعليم في الاردن تقييم حقيقي ونبدا ثورة بيضاء للخروج من الازمة.

ودعا في تصريح لـ 'عمون' إلى ان يكون هناك حل لازمات التربية ومعالجتها وهو مطلب من القيادة الأردنية الساعية إلى الإصلاح وعدم الانحراف عن الخط المرسوم للاصلاح الذي ذكره جلالة الملك في أوراقه النقاشية.

واضاف 'بصفتي وزيراً أسبق للتربية والتعليم ارى ان هناك ملاحظات كثيرة في اجراءات وزارة التربية والتعليم منذ أكثر من ثلاث سنوات'.

قرارات روتينية تحولت إلى أزمة

وأبدى الوزير الأسبق استغرابه من اصدار بعض القرارات خلال العام الدراسي وقال: هناك قرارات تكون في العادة وبصورة روتينية قبل العام الدراسي وليس خلاله وهو ما لا تقوم به الوزارة.

وأضاف: في العادة تصدر كل القرارات المتعلقة بالعام الدراسي خلال العطلة الصيفية، سواء الخاصة بالاجراءات الفنية او الادارية سواء نقص كوادر المدارس أو أسس الدوام والتعليمات الخاصة بها والمناهج، وغير ذلك، لكن كل هذا لا يحدث في الوزارة خلال الاعوام الماضية.

وحذر السعودي من ان هناك شروطاً عالمية لعدد ايام الدوام المدرسي من انها لا تنقص عن 198 يوما، مشككا في ان يكون هذا الرقم متحققا اليوم.

واشار الى ان ما يحدث الآن هو ان العام 1/9 بدأ منذ فترة غير قصيرة ولا زلنا نتحدث عن نقص المعلمين والكتب أو ايام الدوام المدرسي، على الرغم من ان مثل هذه القرارات روتينية تصدر في العطلة الصيفية، مشيرا الى ان هذه الممارسة تتنافى مع الأسس الرئيسية المتعلقة بالتعليم وتهيئة العام الدراسي وهو خلل كبير ويجب وضع حل له.

كما لفت الى العديد من الملاحظات ومنها امتحانات التحصيل التي كانت ذات أثار سلبية على الطالب وولي أمره بعد تسريب الامتحان، من دون أن نعرف لماذا جرى التخطيط لمثل هذه الامتحانات خاصة وأن الوزارة اخفقت في اجرائها.

نسينا الغرفة الصفية

وقال 'حولنا قاعات الامتحان الى بعبع ونسينا الاصلاح في الغرفة الصفية، التي تعاني من نقص في المعلمين حتى في مستوى الثانوية العامة، وهو ما اسفر في النهاية عن هروب الطلبة الى دول اخرى لاجراء الامتحانات فيها مثل السودان والسعودية وتركيا'.

وحول تعديلات المناهج قال 'ما تم من تغيير الكتب بذريعة معالجة التطرف هو تشويه للكتاب المدرسي بعد أن ازالت الوزارة الكثير من ثقافتا العربية الاسلامية باستبدالها بأمور تتناقض مع ثقافة المجتمع الاردني'.

واعرب الوزير الأسبق عن استغرابه من اجراءات الوزارة بحق التعليم الخاص وقال: في حال وجدت مدرسة خاصة يزيد عدد طلابها عن القانون تطلب منها الوزارة دفع غرامات وليس تعديل وضعها، وكأن الأمر يتعلق بالجباية.

وتساءل الوزير عن مصير أكثر من 300 الف طالب موجودين في الشارع رسبوا في التوجيهي. وقال: هل وظيفة الوزارة ان تصل بالطالب الى الثانوية ثم تعمل على ترسيبهم وإلقائهم في الشارع من دون مستقبل؟

القطاطشة: هناك جريمة ارتكبت

بدوره قال الدكتور محمد القطاطشة النائب السابق إن جريمة ارتكبت بحق طلبتنا، مشيرا الى ان الوزارة والنقابة أجرمتا بحق الطلبة وان الوزارة والنقابة والأهالي معا فشلوا في ادارة لغة حوار. إلا أنه عاد واستدرك بالقول: أنا هنا انتقد الجريمة ولا انتقد المجرم، لأن هناك جريمة ارتكبت.

ونوه أنه ليس بصدد وضع الخطأ على من، فالحكومة هي صاحبة الولاية العامة. مشيرا الى الفجوة بين الوزارة وبين النقابة والمواطن.

وقال: هذه الثلاثية يجب أن تكون على نسق واحد، فإذا نزل هذا الجيل إلى الشارع لاسقاط وزير أو الدعوة إلى الخروج للشارع، فالخلل في أن الوزارة تعمل باتجاه والنقابة باتجاه فيما الضحية هو الطالب.


أربع سنوات من الأمية .. ماذا فعلنا؟

والتفت الدكتور القطاطشة الى ملف الأمية كشاهد متسائلا عن وضع الأمية في الصفوف الأولى التي أشار إليها الوزير قبل أربع سنوات، وقال: إذا كانت الأمية على حالها عندما بدأ الذنيبات، فالكارثة ما زالت حاضرة بيننا.

عودة: وزارة تتخبط

المثقف والشاعر الأردني والناشط البعثي هشام عودة بدوره قال إن الوزارة تتخبط في قراراتها، كما تخبطت في رؤيتها ليس حول المناهج فقط، بل وحول مواضيع وعناوين أخرى تهم الوزارة وتهم المواطن الأردني وفي المقدمة الثانوية العامة.

وأضاف: وزير التربية ألقى بعشرات الالاف من أبنائنا في الشارع بحجة تطوير الثانوية العامة، إضافة إلى قضية تطوير المناهج التي يراها عودة بأنها محاولة لتضليل الرأي العام، كما يقول، لأنها حالة تذهب إلى التقليل من هيبة الهوية الوطنية والقومية والاسلامية للدولة الاردنية بشكل عام وللثقافة عامة ولثقافة المجتمع بشكل خاص كما انها تمثل معبرا يدعو لقبول (الآخر) والتعامل معه وهذا الأخر هو الآخر الصهيوني.

ويرفض الشاعر الأردني والبعثي السابق ما ذهب اليه وزير التربية بالقول إن هناك مؤامرة على الوزارة محاولا اتهام شريحة بعينها. وقال 'كلام غير صحيح لان من يقف ضد المناهج يمثلون مختلف التيارات السياسية والفكرية والشرائح الاجتماعية والثقافية في المجتمع، وهو ما يؤكد أن الضرر يشمل الجميع ولم يقع على لون واحد من المجتمع'.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :