إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

من هو البطل ؟


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - في التاريخ البطولة ليست فردية ، لربما يظهر فرد ليعبر عن طموح ومشروع مجموعة بشرية .

الشعوب هي صانع التاريخ ، مقولة لحد ما ماركسية ، وللتذكر هنا فان العالم احتفل امس بميلاد كارل ماركس ، وجوجل لم ترسم صورته شعارا لمحرك بحثها ، وهذا ليس غريبا عن محرك بحث راسمالي معولم ومعادي للاممية الاشتراكية .

الابطال في التاريخ لا يصعنون صدفة . وانا شخصيا مؤمن بان ثمة ظروفا تاريخية تتحكم في ولادة البطل التاريخي ضمن سياق ونسق اجتماعي واقتصادي وسياسي وثقافي .

فلا يعني ذلك لو ان هتلر ولينين وتشرشل لم يولدوا او ماتوا اطفالا فان التاريخ سوف يخسرهم ويفقدهم ولن يولد لهم اشباه وبدائل ويحملون ذات الافكار والمشاريع .

الفرد بلا قيمة دون المجموع البشري والمجتمع والشعب . وقد يولد فردا بامكانات خارقة وسوبر مان ، ولكن المجتمع والشعب يجهض افكاره ومشروعه .

الامة حالة بيولوجية وراثية .. والبطولة الجماعية في صناعة التاريخ تنتقل بالعدوى ، ويصعب على شعوب منهارة ومفلسة ان تنهض و تثب بالتقدم ان لم يكن هناك دافع ومحرك غرائزي جمعوي .

الفرد البطل تكثيف لصورة عن قوة الشعب وضعفه . وعندما تفقد الامة والشعب بطلا في راهنها تبحث عن الماضي وتنبش في القبور وتفتح الدفاتر القديمة ، واحيانا تنعش الخيال الجمعوي وتصنع صورا افتراضية للبطل المطلوب والمنشود .

و اتامل احيانا كيف يقدس الناس لاعبي كرة القدم والرياضة والفنانين ايضا .. وتجد في احيان كثيرة الرياضي والفنان مقدس ومحاط بهالة وتعالي وفوقية يصنعها المزاج العام .

و تخاض حروب ومعارك وصراعات بين الناس تحت غطاء الرياضة والفن . ترفع صور واعلام الفنانين واندية الرياضة كبديل وتعويض لنقص ما ، وبحث عن انتصار ، وكما لو ان مباراة كرة القدم معركة عسكرية والفوز انتصار عسكري .

نوازع القوة والشر اصلية في نفس الانسان ، والسلام والتعايش فكرة استعراضية ملونة وخادعة ، والحقيقي فرديا وجماعيا التفكير في القوة والنصر والتفوق ، وهي متلازمات التاريخ والحياة معا .


و ايهما صانع التاريخ الفرد ام الجماعة ، لربما انه سؤال عالق ، وحتى التقدم الديمقراطي لم يجب عنه وينهي الجدل حوله ، وفي الظاهرة الترامبية راينا كيف عطلت افكار وقيم الليبرالية الديمقراطية ، وعاد ترامب الديمقراطية الامريكية الى مربع البدائية ، والسؤال الوجودي بالبحث عن الفرد

البطل ؟




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :