إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

محمود الشمايلة سوف نلتقي


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- محمود الشمايلة عرفته في كوخ علي الفقراني في المزار الجنوبي .
وكانوا الشباب ينظمون لوقفة احتجاجية ومشاركة في فعاليات شعبية ضد رفع الاسعار.
و ذلك كان قبل كورونا ، وبعد احداث قلعة الكرك الارهابية الاليمة .
عرفني الفقراني على محمود الشمايلة ، تحدثنا وتحاورنا واختلفنا واتفقنا ، وتجادلنا في عارض امور وقضايا عامة كثيرة .
كنا متفقين كثيرا ، ولكن احيانا الاصوات القادمة من الاطراف تكون اشد تطرفا ورديكالية وطرحها ثوري لحد ما .
اصبحنا فيما بعد شركاء في الطرح والقضية ، ونتشارك النضال في القضية الاردنية وهمومها ولو لم نلتقي بعدها .
و لطالما تسالت عن سر حزن محمود الشمايلة وسر عبوسه ، ويتكلم ويكتب محمود موجوعا ، ولربما ان المرض اللعين انتقل الى جسده عابرا من الشان العام .
كنت اتابع ما يكتب الشمايلة ، واحاول ان افك لغز حزنه ، حزن جنوني وحزن كربلائي وحزن مجبول بالالام واوجاع الحسين والحسن .
و اكتب هنا عن محمود الشمايلة كاتبا وناشطا ومناضلا اردنيا لا ينتمي الى حزب ولا مؤسسات المجتمع المدني أو حراكات مشبوهة .
و من هنا ، وانا اودع في رحيل شخصية اردنية نضالية ، وددت استغلالها لتعريف من هو الناشط والحراكي والسياسي الاردني ؟
من يتعايش مع قضايا الناس ، ويقاتل يوميا من اجلها ، ومن لا يشتم وطنه وقيادته الشرعية ، ومن لا يعرف دروب الاسترزاق من مؤسسات المجتمع المدني والسفارات .
و لربما هو المناضل الذي يعرف الشارع ويعرف اخبار الناس من جوع وفقر وحاجة وعوز ومرض وفرح وسرور وحياة وموت ..
و من يعيش في قلب الحارة والحي ويفهم اسراره ، وكلما قذف بجمرة فانه يرد عليها بوردة وابتسامة .
من يعرف ان اسرائيل هي عدونا الاول دون منازع ولا بديل .. وان فلسطين هي اول قبلة التحرر العربي ، وانها قضية الساكت عنها شيطان اخرس .
لربما هذا هو سر مسحة الحزن الاليم والحزن الساكن في صوت وكتابة محمود الشمايلة .. الخوف على الاردن وفلسطين معا ، وما اوعره من قلق وخوف كبير.
منذ عام ، ومحمود الشمايلة يواجه المرض اللعين بقوة وصبر وتحد .. رحل الشمايلة امس ، واعزي جميع الرفاق والاصدقاء واعزي اهله وعائلته واقاربه ، ونعزي انفسنا في رحيل محمود الشمايلة .

و انت رحلت يا محمود ، فلا يعني ذلك ان حوارنا سوف ينقطع ، فهناك ما هو متفق عليه وسردية لم تكتب بعد عن الاردن الذي نحب ، والاردن الذي نعشق ونموت من اجله ..
و يا ايها الرفيق الراحل .. سابقى ابحث وانبش لاكتشف الوجه الثاني لسر حزنك العميق .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :